أصبحت صور المآسي وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي تبثها شاشات التلفزة ووسائل الإعلام عما يجري في سوريا واليمن والعراق كأنما تبث للتسلية، حتى بلغت وقاحة الرئيس الروسي فيلاديمير بوتن أن يخاطب قادة جيشه متفاخرا بالنتائج المذهلة التي يحققها أصبحت صور المآسي وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي تبثها شاشات التلفزة ووسائل الإعلام عما يجري في سوريا واليمن والعراق كأنما تبث للتسلية، حتى بلغت وقاحة الرئيس الروسي فيلاديمير بوتن أن يخاطب قادة جيشه متفاخرا بالنتائج المذهلة التي يحققها السلاح الروسي في سوريا من خلال حرب التدمير البشعة التي تبيد الإنسان وكل مظاهر الحضارة والتاريخ في سوريا، حتى أنه قال لقادة جيشه لم نعد بحاجة إلى إجراء المناورات العسكرية لمعرفة فعالية وقوة ما ننتجه من أسلحة طالما أن لدينا ساحات حرب نجرب فيها أسلحتنا، هذا الخطاب الذي تبثه قناة الجزيرة علي شاشتها بين نشرات الأخبار هو وثيقة إدانة تاريخية لبوتن تؤكد أنه مجرم حرب وأن ما تقوم به قواته في سوريا هي حرب إبادة مع سبق الإصرار والترصد، ولا يعني تواطؤ الولايات المتحدة معه في جرائمه وصمت الغرب والعرب والعالم أنه على صواب بل يعني أن الجميع شركاء في الجريمة، وأن هذه وثيقة سيأتي لها يوم الحساب، وهذا ما ينبغي أن يقوم به كل إعلامي وحقوقي ولا أقول عربيا أو مسلما بل كل من لديه ذرة من الإنسانية لأن ما يجري هو جرائم ضد الإنسانية بدأتها الولايات المتحدة في أفغانستان ومن بعدها العراق وشاركتها القوى الغربية في كل جرائمها، بينما إسرائيل لم تتوقف منذ ما يقرب من سبعين عاما عن ارتكاب الجرائم تلو الجرائم والمجازر تلو المجازر ضد الشعب الفلسطيني ولا تتعرض حتى للمساءلة أو المؤاخذه فضلا عن الحساب.
ما تختلف به حروب اليوم عن حروب الأمس هو التوثيق بكل أشكال التوثيق وأهمها الصور التي لا يمكن لأحد أن ينكرها والتوثيق هو أضعف الإيمان في هذه المرحلة طالما أن الإنسانية عاجزة عن محاسبة الذين خرجوا من نطاق الإنسانية إلى الحيوانية وشريعة الغاب، التوثيق حتى يأتي ذلك اليوم الذي تفتح فيه الملفات وتنشر فيه الصحف ويقف فيه الضحايا وأهاليهم لينتقموا من كل ظالم وطاغية ومستبد وقاتل، ومن يفلت في الدنيا فإن الآخرة التي لايؤمنون بها نحن نؤمن بها، ونؤمن أن الله سبحانه عادل ولا يظلم ومن يمهله في الدنيا لن يفلته يوم القيامة حيث توضع الموازين القسط وحيث يأتي الظالمون «مهطعين مقنعي رؤوسهم لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء» وحيث يأتيهم العذاب من كل مكان فيما يتنعم الشهداء والضعفاء والمظلومون في نعيم الله المقيم، عزاؤنا أننا نؤمن بالله ونؤمن بعدله ونؤمن بإمهاله للظالمين، لكننا نؤمن أن النصر يأتي في النهاية ولكن حينما نكون أهلا له ونعمل من أجله «ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله».
نقلا عن الوطن السعودية