في يومها العالمي.. كيف واجهت المرأة اليمنية تداعيات الحرب؟
يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ من إفتخار عبده
تضررت المرأة من الحرب الدائرة في اليمن بشكل كبير، إلا أن ذلك لم يمنعها من أن تثبت في وجه العواصف متحدية لها ومصرة على أن تكون هي الأقوى من كل الصعاب.
وقد جاءت الحرب للنساء- في اليمن- بالعديد من الويلات لعل أبرزها الفقر والبطالة وفقدها لمعيلها، وتعرض بعضهن للاختطاف والتعذيب النفسي والجسدي.
وواجهت المرأة كل ذلك بثبات وقدرة تحمل كبيرة؛ بل عملت على إثبات حضورها في كافة المجالات العلمية والعملية وبقوة لا مثيل لها.
وتقول داليا محمد (طبيبة وناشطة مجتمعية) “قاومت المرأة اليمنية تداعيات الحرب وبشدة في مختلف المجالات لأجل ذاتها وأسرتها والمجتمع من حولها، فقد استخدمت كل السبل والوسائل كي تكون موجودة في الميدان ولها حضورها القوي وأثرها الفعال في مواجهة تداعيات الحرب”.
وأضافت محمد ل “يمن مونيتور” جاهدت المرأة اليمنية كثيرا لأجل أن تكمل تعليمها ولكي تربي أبناءها بعد فقدان أبيهم ولكي يواصل أبناؤها تعليمهم؛ فهي المسؤولة والمعيل الوحيد في كثير من الأسر “.
وأردفت” في ظل الحرب بالتحديد عملت المرأة اليمينة في التعليم؛ بل حاولت أن تجعل من بقايا المنازل المدمرة والمساجد والبيوت والمرافق الحكومية، أن تجعلها أماكن مهيئة، قابلة لأن يتعلم فيها الأجيال بدلا من أن يضيع عليهم تعليمهم “.
وتابعت” عملت المرأة عملا طوعيا في الكثير من المجالات لعل أبرزها في مجال التعليم والإسعافات الأولية، وفي إمدادها يد المساعدة للضحايا والجرحى على خطوط النار ومناطق النزاع؛ وبهذا أثبتت وجودها في الميدان وأبرزت دورها بل مما جعلها قدوة تفرض على الجميع احترامها والإيمان بقدراتها العملية من قبل الطرف الآخر الذكوري “.
وأشارت إلى أن” الحرب طال أمدها وامتد عمرها فبدأت النساء تتنوع في مجالات عملها فهناك من أصبحت منتجة لها مشروعها الخاص لبيع منتجاتها في الأسواق سواء في مجال الخياطة أو مواد التجميل أو مواد غذائية، فالعديد من النساء اليوم من فتحت مشاريع إما في التسويق الإلكتروني أو التسويق الواقعي “.
وبينت أن” المرأة حضرت وثابرت وانتزعت حقوقها، فقدرت على أن تجعل القانون يعطيها حقها خصوصا في حملة (جوازي بلا وصايا) وانتزعت هذا القرار أيضا العديد من الفتيات والنساء اللاتي برزن بعد ذلك في البحوث والمسابقات العلمية ومسابقات القرآن الكريم محليا ودوليا “.
في السياق ذاته تقول العنود الإسكندراني (مديرة أكاديمية وريف)” استطاعت المرأة اليمنية أن تتغلب على تداعيات الحرب، بثقتها بنفسها أولا ثم بخوضها الكثير من المغامرات في سبيل إعالة أسرتها وتحسين وضعها المعيشي “.
وأضافت الإسكندراني ل” يمن مونيتور “الحرب وارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة كل هذا أدى إلى دخول الفقر لأغلب البيوت اليمنية، حتى تلك التي كانت تعيش في راحة مادية كبيرة، لكن على الرغم من هذا لم تقف المرأة أو الفتاة اليمينة مكتوفة الأيدي حيال ذلك؛ بل اجتهدت كثيرا وعملت في مجالات مختلفة”.
وأردفت “اليوم الكثير من النساء والفتيات في اليمن، من أصبحن قادرات على أن يكن مسؤولات عن أنفسهن، بل أن يكن معيلات لأسرهن، حتى أن الكثير من الأسر تقبلت أن تصبح المرأة عاملة وإن كان قبول ذلك في بداية الأمر من باب الاحتياج والضرورة، إلا أن ثقافة المجتمع اليوم أصبحت متقبلة ذلك عن قناعة”.
وتابعت “هناك الكثير من المؤسسات من تبنت المرأة وتعلميها أساسيات العمل الحرفي في مجالات مختلفة، قدرت من خلالها أن تصبح صاحبة مشروع خاص يدر لها المال، أكاديمية وريف التي تخرجت منها قرابة 300 امرأة ممن فتحن مشاريعهن الخاصة بهن، يعلن أنفسهن وأسرهن من خلالها”.
وواصلت “اليوم المرأة اليمنية على الرغم من آلام الحرب إلا أنها أثرت على المجتمع بشكل كبير، فهي تتمتع بقدرات تحمل كبيرة على مشاق العمل، بالإضافة إلى حبها لعملها وإتقانها له وكذلك الإيفاء بكل التزاماتها”.
بدورها تقول خولة الوليدي (معلمة أونلاين) “واجهت المرأة تداعيات الحرب بثبات كبير، على الرغم من أنها فقدت الكثير خلال هذه الفترة، إما فقدها الأب، أو الابن، أو الأخ، أو القريب”.
وأضافت الوليدي ل “يمن مونيتور” ارتفاع معدل الفقر والبطالة وغلاء الأسعار كل هذا دفعها لخوض غمار الكثير من الأعمال سواء كانت خفيفة أم ثقيلة عليها مقابل أن تبقى هي وأسرتها بأحسن حالا “.
وتابعت” اليوم استطاعت الكثير من النساء- في اليمن- أن يصنعن من المحن منحا لهن؛ فعملن في مجالات عديدة وفتحن مشاريعهن الخاصة تلك التي أصبحت الدخل والعون لكل أفراد أسرهن “.
وواصلت” لم يقتصر الأمر على هذا؛ بل تجد المرأة اليمنية حاضرة وبقوة في مجال العمل الطوعي الذي أنقذت به الكثير من المحتاجين والعاجزين “.