تزايد مخاوف أفريقيا من دور إيران المزعزع للاستقرار في المنطقة
يمن مونيتور/ ترجمة خاصة:
تتزايد المخاوف في أفريقيا بشأن الدور الذي تلعبه إيران كلاعب رئيسي مزعزع للاستقرار في المنطقة من خلال دعم الجماعات الإرهابية الموالية لها، كما أشارت مجلة “ميليتاري أفريكا” في تحليل حول نهج إيران تجاه التدخل الأجنبي لتحديد الحروب بالوكالة ومن ثم تقديم الدعم للجهات الفاعلة غير الحكومية التي تطلب أسلحة.
بعد أن دعمت حزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن، وفاطميون في أفغانستان، من المعروف جيدا أن إيران تلعب دورا مهما في غرب إفريقيا، كما تقول المجلة، مضيفة أن إيران تستخدم أيضا قوتها الناعمة من خلال التعليم والزواج لبناء وجودها في شمال إفريقيا. وفي الوقت نفسه، تقدم الأسلحة والتدريب وأنواع أخرى من الدعم بمشاركة مجموعة من البلدان الأخرى للميليشيات في المنطقة.
كما تلعب إيران دورا نشطا في منطقة الساحل عبر شمال إفريقيا مع مجموعات مختلفة. وسبق أن أثار المغرب أحد حلفاء الولايات المتحدة منذ فترة طويلة في المنطقة، مخاوف في وقت مبكر من عام 2006 من أن المنطقة أصبحت أرضا خصبة ومصدرا لجيل جديد من الإرهابيين.
في أفريقيا، هناك قلق متزايد من أن الدعم والعتاد الذي تقدمه إيران وغيرها من الجهات الفاعلة الخبيثة في شمال أفريقيا للأفراد من شأنه أن يؤدي إلى زيادة الهجمات وعدم الاستقرار. وتجري هجمات ضد السكان المحليين والقوات الغربية في المنطقة حيث تكبدت القوات الخاصة الفرنسية والأمريكية بالفعل خسائر.
وتحذر المجلة من أن تزويد إيران بطائرات مسيرة للبوليساريو، وانتشارها المحتمل إلى جماعات أخرى، يعد تصعيدا كبيرا في قدراتهما الهجومية، مضيفة أن المغرب، الذي شهد هجمات إرهابية مدمرة في الماضي، بسبب دوره الموالي للغرب كجدار حماية ضد التطرف الإسلامي، يقف مرة أخرى في الخطوط الأمامية.
وتشكل الطائرات الإيرانية المسيرة التي شقت طريقها إلى شمال إفريقيا تهديداً لاستقرار المنطقة، في وقت يلفت فيه المغرب انتباه المجتمع الدولي إلى هذا التهديد ويحذر من اقتناء الجماعات الإرهابية والانفصالية للطائرات بدون طيار.
في نهاية عام 2022، سلط كبار المسؤولين المغاربة الضوء على التحالف الجديد بين إيران والجزائر إلى جانب التصريحات التي أدلى بها المسؤولون الإيرانيون حول بيع طائرات بدون طيار إلى الجزائر كجزء من صفقة أسلحة كبيرة. كما سلط مسؤولون كبار من المملكة الضوء على التصريحات التي أدلت بها جبهة البوليساريو حول استلام طائرات بدون طيار وأسلحة أخرى من الجزائر، إلى جانب التدريب وتطوير البنية التحتية لتشغيلها، حسب مجلة مصر العسكرية الأفريقية.
وفي أواخر العام الماضي، هددت جبهة البوليساريو الانفصالية باستخدام طائرات عسكرية بدون طيار ضد القوات المسلحة الملكية المغربية المتمركزة على طول جدار الدفاع عن الصحراء الغربية. وجاء هذا الإعلان في الوقت الذي كان فيه زعيم البوليساريو إبراهيم غالي يستعد لإطلاق حركة عسكرية من تندوف من أجل “حرب الاستنزاف” التي تشنها الجبهة ضد المغرب.
وكشف عمر منصور، مبعوث البوليساريو إلى الرئيس الموريتاني، الخبر في مؤتمر صحفي في نواكشوط في ذلك الوقت. وهدد منصور بأن “الجيش الصحراوي سيستخدم قريبا طائرات مسلحة بدون طيار في حرب الاستنزاف في الصحراء الغربية”.
وحذرت المجلة من أن الطائرات الإيرانية بدون طيار على حدود المغرب تشكل مصدر قلق كبير للبلاد، حيث يمكن استخدام المركبات الجوية بدون طيار للمراقبة والاستطلاع وحتى العمليات العسكرية.
وقالت المجلة: “الطائرات بدون طيار قادرة على مسح مساحات شاسعة من الأراضي المغربية، مما يسمح للحكومة الإيرانية بالحصول على نظرة ثاقبة لنشاط المملكة وتحركاتها. علاوة على ذلك، يمكن استخدام الطائرات بدون طيار لتوفير معلومات استخباراتية عن موقع الجيش المغربي للبوليساريو، مما يجعلها عرضة للغارات الجوية وغيرها من أشكال العدوان”.
وصرح عمر هلال، سفير المغرب لدى الأمم المتحدة: “إيران، بعد أن قوضت استقرار سوريا واليمن والعراق ولبنان، تعمل على زعزعة استقرار منطقتنا”.
ويقوم المجمع الصناعي العسكري الإيراني المتنامي بإنتاج وشحن الطائرات بدون طيار والأسلحة بما في ذلك الصواريخ والقنابل العنقودية لتأجيج الصراعات وعدم الاستقرار في جميع أنحاء العالم.
المصدر الرئيس