العالم في لحظته الحالية مريض، حقير وملعون.. عالم فقدت ساعة ميزانه الشوكة؛ يميل إلى صف المجرم بكل صلافة.. يتعامل مع المظلوم والظالم كطرفي حرب، وطرفي نزاع، وطرفي حوار!
العالم في لحظته الحالية مريض، حقير وملعون.. عالم فقدت ساعة ميزانه الشوكة؛ يميل إلى صف المجرم بكل صلافة.. يتعامل مع المظلوم والظالم كطرفي حرب، وطرفي نزاع، وطرفي حوار!
يخفف من نتائج الفعل الشعبي بأقصى ما يمكنه، في الحقيقة لا يبدو الشعب ذو قيمة ما لديه.. مؤسف أن يغدو المجتمع الدولي للشعوب ضدا، وللمجرمين ظهيرا.
عالم تافه هذا الذي يرى بشار كسوريا، والحوثيين والمخلوع كاليمن، ويقيس الإرهاب بمقاييس ذاتية غبية مفضوحة.. ويحاربه في منطقة، ويشجعه في ثانية، ويدعمه في ثالثة، ويبدو في النظرة الكلية لسلوكه العام، وكأنه يحتفي به!
بلا ضمير هو عالم اليوم.. وهذه مأساته المروعة، وإذا ما استمرت مؤسساته الدولية في سعيها الحالي الدؤوب، فلا أستبعد أن يكون بشار الأسد هو الأمين العام للأمم المتحدة، والمخلوع مبعوثاً لها.. وأن يتوج خامنئي بجائزة نوبل للسلام.. ومن يدري فلعلنا سنكون على موعد مع إطلالة أبو بكر البغدادي مقدما لحفل توزيع جوائز الأوسكار!
لا تزعجونا بوهم نظرية المؤامرة.. فـ”داعش” لا يمكن لها بحال أن تكون منتجاً عربياً أو إسلاميا، من الشعار إلى الانتشار، مروراً بالإمكانات والأعضاء وأماكن التوسع وأماكن الاستهداف، وتتبعا لحرب التحالف معها وطلعاته الجوية ضدها وأخطائه المعلنة والخفية في الدعم لها، ووصولاً إلى هوليودية إخراجها وحرفيتها الإعلامية والحاسوبية الغريبة!
يبدو أن بوش بدأ رئيسا لأمريكا ثم غدا ملهما للنظام العالمي ككل، وبتعديل في السياسة الخارجية لأمريكا غدت داعش شريكة للنظام العالمي وإيران في التنكيل بالمنطقة وكل من وقف بجانب تطلعاتها ولو جزئيا.. ولو أتيح الوقت لمساءلة البغدادي لكان مستغربا مثله مثل أي أحد من قوة داعش وانتصاراتها، وعالم يخلق داعش هو عالم حقير بامتياز.
العالم الذي يبكي بحسب جنسيات الضحايا، عالم منافق.. والعالم الذي يشترك في إفناء شعوب بأكملها ثم يتحرك للتعامل مع القتلة والمقتولين ككفتين هو عالم يقتل إنسانية الإنسان، وسيحتسي آثارها حسماً وقطعاً، ولكن حين “ولات ساعة مندم”، ما تبقى من شكليات حقوقية يباهي بها المجتمع الدولي هي احتياجات تجميلية ولزوم الظهور.
أظننا أفرطنا كثيرا في تناول جرعاته الإعلامية، تلك التي تظهره رؤوفا رحيما.. لكنه مع الزمن لم يعد يأبه حتى لخداعنا كما ينبغي!! غدا يضع الخارطة أمامه، ثم يظهر الإنسان فيه إذا ما مس دخان ما أرجاء جغرافيته المقدسة، أما كل ما عداها فهي محل لمزايداته، وسوق رائج لأسلحته، ومحل لهدر آلاف الدولارات على البيانات والنسب والتقارير المنسقة بعناية فائقة!
تلك التي يقدمها يوميا وشهريا وسنويا جحافل من “المحايدين والمحايدات” الذين يبذلون على قهوتهم الصباحية أضعاف ما يبذلونه على ضميرهم وعلى الحقيقة المجردة!
“- ما هي وظيفة الأمم المتحدة يا أبي؟
– استبدال الأوطان بالمخيمات يا بني.”
مؤسفة هي الحقيقة، لكننا أمام “قفص عصري لوحوش الغاب”، وليس من رابح أمامه غير الأمر الواقع، والأمر الواقع قضية لا ترتضيها الأدبيات والمصطلحات الحديثة، لكنها الفكرة الوحيدة التي يتعامل معها المجتمع الدولي بجدية ومسؤولية. وهذه هي المساهمة الحقيقية الوحيدة له.