يا الله.. إن كل مصاب هو مصاب قلوبنا، من بورما وحتى حلب الشهباء التي انتزعت منا السهد والدعاء إليك أن لا تتركها لطاغية العصر بشار وأنت الجبار فوق كل جبار..
يا الله.. أعلم أن جسد موطني مثخن بالطعنات من أطراف تكاثرت كأذرع أخطبوط لا يرحم، يوشك أن يبتلع مستقبل أطفالنا، أما حاضرنا فلا أراه إلا أسوداً مُذ وعيت.
وأعرف أن هذه الجراح كفيلة باستنزاف دموعنا وصراخ مخاوفنا الصامتة دائما، كفيلة بجعلنا نغلق أبواب مواساتنا للآخرين وحصرها علينا، فهي ترف شعور لا يجدينا ولا يجديهم نفعا، إننا شعوب منبوذة من رحمة مجتمع دولي يتشدق بحقوق الإنسان، وهو خالٍ من الإنسانية ويمارس عهر السياسة فوق رؤوسنا، إننا شعوب يطعنها الصديق قبل العدو.
أعلم أن زيت أرواحنا يكاد لا يضئ لنا طريقا، وقد تشعبت فينا السبل ولا خلاص يلوح في أفق لا يرى.. وإنا قد عجزنا عن عون أنفسنا أو لمّ شمل سواعدنا فكيف نكون لغيرنا عونا.
وأعلم يا الله.. أن ما فينا يكفينا، ولا فائض وجع تتحمله أرواحنا فنهبه لسوانا مواساة لأي معذبين في هذه الأرض، وما أكثر من جارت عليهم قوى الباطل والظلم فحصدت أرواحهم كحقول الزهر. ففاحت أحزانا تشكو للرب.
إنما يا الله.. إن كل مصاب هو مصاب قلوبنا، من بورما وحتى حلب الشهباء التي انتزعت منا السهد والدعاء إليك أن لا تتركها لطاغية العصر بشار وأنت الجبار فوق كل جبار..
يا الله مالهم غيرك يا رب.
قد تكالبت على الضعفاء ضباع الدول، وأسلمهم الأسد للموت والخراب جزاء ووثاقا لحلم الحرية والكرامة.
أعلم أنك موجود فوق كل ظالم.. تمهل ولا تهمل، وتمد لهم في طغيانهم يعمهون..
مؤمنة أن بيدك الخير كله وأن ما نلاقيه من هوان وطغيان هو لحكمة أنت أعلم بها.
يا الله.. إنا لن نقنط من رحمتك ولو تخطفتنا الطير والطائرات والقذائف والمهلكات..
أنى لهم أن يدركوا أنك حين تأخذ الظالمين تأخذهم أخذ عزيز مقتدر، وأن الأيام دول حتى بين الأمم، وأن الظلم والطغيان سبب كافٍ كي تزول هذه الدول عن خرائط القوة والنفوذ.
يا الله.. مالهم ولا لنا سواك.