إثر خلافات مع الرئيس اليمني.. “الانتقالي” يهدد بتشكيل وفد تفاوض منفصل عن الحكومة
يمن مونيتور/ قسم الأخبار
هدّد المجلس الانتقالي الجنوبي، الثلاثاء، بتشكيل وفد أحادي منفصل، بعيدا عن الشراكة مع الحكومة اليمنية الشرعية، للتفاوض مع جماعة الحوثي.
جاء ذلك، خلال اجتماع لهيئة رئاسة المجلس الجنوبي، بالعاصمة المؤقتة عدن (جنوب)، برئاسة محافظ عدن ووزير الدولة في الحكومة، أحمد حامد لملس.
وأوصى هيئة الانتقالي خلال الاجتماع، رئيس المجلس اللواء عيدروس الزُبيدي بـ”تشكيل فريق مفاوضات يمثّل قضية شعب الجنوب”، وفق بيان.
وأرجعت الهيئة هذه التوصية إلى ما قالت إنه “استمرار المماطلة والتهرّب من استحقاق تشكيل فريق تفاوضي مشترك (بين الحكومة والمجلس) وفقا لما نصّت عليه مخرجات اتفاق ومشاورات الرياض (لعام 2019)”.
ورفضت هيئة المجلس الانتقالي “ترحيل قضية شعب الجنوب”، حذرت الهيئة من أن هذا المسعى “سيؤدي إلى تأزيم الوضع في مرحلة تستدعي الاصطفاف لمواجهة التحديات الراهنة”.
يأتي ذلك، بعد أيام من اتهامه لمجلس القيادة الرئاسي بـ”عدم الجدية في الشراكة والتوافق بين الجانبين”، ردا على تصريح لرئيس مجلس القيادة رشاد العليمي قال فيه إن القضية الجنوبية “عادلة”، لكن “الحديث عنها أو نقاش حلها في هذه اللحظة قد يكون غير مناسب”.
قال العليمي، في مقابلة مع صحيفة الشرق الأوسط نشرت يوم الخميس الماضي، إن أحد أهداف تأسيس مجلس القيادة الرئاسي هي القضية الجنوبية التي اعتبرها هدفاً “رئيسياً ومهماً” لتأسيس مجلس القيادة، لكنه أضاف: نؤمن تماماً بأنها قضية عادلة. والحديث عنها في هذه اللحظة أو نقاش حلها في هذا الوقت قد يكون غير مناسب (..) عندما نستعيد الدولة، سنضع كل شيء على طاولة الحوار والنقاش ونضع المعالجات بالحوار وليس بالعنف، أو بالفرض.
ويضيف: معالجة القضية الجنوبية يجب أن تكون في إطار حلول النظام السياسي، مضمون الدولة، وشكل النظام السياسي المستقبلي.
وهاجم المجلس الانتقالي وقادته حديث رئيس مجلس القيادة الرئاسي، وأصدر بياناً يهدد بإنهاء الشراكة في مجلس القيادة. وتبعه حملة تحريض كبيرة ضد “العليمي” تستهدف حتى حياته. ويقول البيان: تصريحات رئيس مجلس القيادة الرئاسي لصحيفة الشرق الأوسط غير دقيقه، ولا تشير الى جدية الشراكة والتوافقات التي انبثقت عن مشاورات مجلس التعاون الخليجي.
ويشدد المسؤولون في المجلس الانتقالي الجنوبي، على ضرورة أن يُعلن العليمي عن الوفد التفاوضي! ويتهمونه بعرقلة صدوره. واستخدم المجلس بيان الرد على تصريحاته لدفعه نحو القبول بهذا الوفد: “يستغرب المجلس الانتقالي الجنوبي من عرقلة إصدار قرار تشكيل الوفد التفاوضي المشترك الذي تم التوافق عليه وهو المعني بالتفاوض حول شكل الدولة والنظام السياسي للفترة الانتقالية والضمانات المطلوبة”.
وفي مطلع فبراير/شباط الجاري جدد المجلس الانتقالي الجنوبي مطالبته خلال لقاء المبعوث الأممي هانس غروندبرغ في عدن: “ضرورة تمثيل الجنوب بوفد مستقل في مفاوضات العملية السياسية الشاملة”، كما طالب بأن بتمكين من وصفهم أبناء الجنوب “من إدارة شؤون محافظاتهم خلال المفاوضات حتى التوصل إلى اتفاق سلام شامل”.
لذلك يبدو أن المجلس الانتقالي يريد وفداً مستقلاً للمشاركة في التفاوض، وإن تعثر الوصول إلى هذا الوفد المستقل فإنه يريد فرض هيمنته على الوفد المشترك إما بتعديل أعضاءه أو بتحويله إلى أداة تنفذ شروطهم. وهو يعطي مكاسب أكبر للحوثيين.
دوافع هجوم “المجلس الانتقالي” على الرئيس اليمني.. رغبات معلقة ومطالب غير منطقية