ملتقى الرواية العربية الأول ينطلق من بيروت
مشكلات بيروت ولهوها اليومي بالأحداث السياسية والاجتماعية المعيشية لا تبعد المدينة عن شغفها بالثقافة وإبداعها بنقاش قضاياها من منظور ثقافي أدبي نقدي.
يمن مونيتور/ متابعات/
مشكلات بيروت ولهوها اليومي بالأحداث السياسية والاجتماعية المعيشية لا تبعد المدينة عن شغفها بالثقافة وإبداعها بنقاش قضاياها من منظور ثقافي أدبي نقدي.
من هنا يأتي أعمال «ملتقى الرواية العربية» الأول الذي ينطلق السابعة والنصف من مساء الجمعة في بيروت، كعلامة جديدة على روح هذه المدينة النابضة.
تحت سقف الملتقى يجتمع أكثر من خمسة وثلاثين روائياً عربياً ولبنانياً، في مقر جمعية «أشكال ألوان» على مدى أربعة أيام، لمقاربة التحوّلات المعاصرة في اللغة العربية وآدابها وفنونها السردية ووظائفها التعبيرية والتواصلية.
وتجمع الفعالية كلا من إلياس خوري، إلياس فركوح، إليزابيتا بِرتولّي، إنعام كجه جي، إيمان حميدان، أحمد السعداوي، أحمد محسن، علي بدر، محمد الشحات، محمود الورداني، حسن داود، شكري المبخوت، مها حسن، محمد أبي سمرا، وضاح شرارة، صموئيل شمعون، منى برنس، جبّور الدويهي، جمال جبران، خالد المعالي، فاطمة البودي، طالب الرفاعي، سحر مندور، ليانة بدر، ميرال الطحاوي، رشيد الضعيف، بشير مفتي، كمال الرياحي، نجوى بركات، مايا أبو الحيّات، هلال شومان، وجدي الأهدل.
جلسة الافتتاح الأولى، يديرها الروائي اللبناني الياس خوري، ويشترك فيها كل من الروائي الأردني الياس فركوح، والروائي العراقي علي بدر، وأستاذ النقد الكاتب المصري محمد الشحات، تحت عنوان «الرواية العربية بوصفها التعبير الثقافي الأول».
وتعقد في الملتقى ثماني جلسات، وسيقارب ظاهرة ازدهار فن الكتابة الروائية في العالم العربي، وانتشار الروايات العربية، طباعة وتوزيعاً وقراءة وترجمة إلى اللغات الأجنبية. كما سيتناول الملتقى أثر هذا الازدهار على اللغة العربية، وسيحاول تعيين التعبيرات الاجتماعية والثقافية والسياسية التي حملتها الرواية العربية المعاصرة. وتطمح «أشكال ألوان» إلى أن يسهم هذا الحدث في الحفاظ على حضور بيروت في المشهد الثقافي العربي، والحفاظ على دورها، كمنبر حرّ للمبدعين العرب، تجاوزاً لآثار السياسات السيئة، ورغماً عن الاضطراب الكبير الذي تشهده منطقتنا ودولنا العربية.
فيما يناقش المحور الثاني أسئلة حول قضايا وموضوعات مثل: هل يمكن تعيين سمات خاصة للرواية العربية عموماً، أم أن لكل إقليم أو بلد لغته وسماته و”خطه” الروائي؟ ما هو التطور الأبرز الذي يمكن ملاحظته في تقنيات السرد بالرواية العربية؟ إلى أي حد كان للثورات والحروب والاضطرابات السياسية دوراً في إعادة الاعتبار للرواية الواقعية والطابع التسجيلي للسرد؟ بل وأيضاً في إعادة الاعتبار للخطاب السياسي في الرواية؟ خصوصية أدب البوح والسيرة والشهادة الشخصية والتوثيق التاريخي في الرواية السورية والعراقية؟ هل صحيح أن الرواية العربية هي أولاً سيرة ذاتية ومذكرات واعترافات شخصية؟ هل تجاوزت الرواية العربية السجال القديم حول الثالوث المحرم (جنس – دين – سياسة)؟
ويناقش المحور الثالث عن “الترجمة والرواية العربية” الذي يرصد ترافق ازدهار الرواية العربية مع تطور آخر بالغ الأهمية، يتمثل في الترجمة الواسعة والحثيثة للروايات العربية إلى اللغات الأجنبية الحية، على نحو مستدام.
المحور الرابع يدور حول عدد من الظواهر التي اتصلت بالرواية وتجلياتها؛ منها مثلا بروز دور الجوائز العديدة المخصصة للرواية العربية، خاصة في السنوات الأخيرة، في صنع “نجومية” كتّابها، وفي التأثير على إنتاجها، وعلى تسويقها وانتشارها، كما على ذائقة القراء وميولهم.
ويتوقف المحور الخامس عند أشكال الخطابات الروائي العربي وانشغالاته الأساسية، إذ تبدو الرواية العربية قائمة أساساً على نقد المجتمع، التمرّد على الأهل وعلى التقليد وعلى السلطة.