الحوثيون .. “تحشيد” في اليمن و”تعنت” في الكويت
في الوقت الذي يظهر فيه وفد (الحوثيين ـ صالح)، حرصهم على تثبيت وقف إطلاق النار والتذرع بتلك النقطة لعرقلة مشاورات السلام المقامة في دولة الكويت، تبدو الصورة مغايرة على الأراضي اليمنية، حيث يواصلون التحشيد نحو جبهات القتال، في مؤشر على “انعدام الثقة”. يمن مونيتور/ صنعاء/ خاص
في الوقت الذي يظهر فيه وفد (الحوثيين ـ صالح)، حرصهم على تثبيت وقف إطلاق النار والتذرع بتلك النقطة لعرقلة مشاورات السلام المقامة في دولة الكويت التي أنهت اليوم الخميس، يومها الثامن، دون الدخول في مناقشة جدول الأعمال، تبدو الصورة مغايرة على الأراضي اليمنية، حيث يواصلون التحشيد نحو جبهات القتال، في مؤشر على “انعدام الثقة”.
وأرسلت جماعة الحوثي المسلحة، نهار اليوم الخميس، قافلة محملة بالذخائر والمقاتلين والمواد الغذائية، إلى جبهاتهم في المحافظات الشرقية والشمالية من البلاد.
وقال شهود عيان لـ”يمن مونيتور”، إن حشداً كبيراً للحوثيين قام اليوم بقطع أحد الشوارع الفرعية في منطقة الحصبة، وسط العاصمة صنعاء، حيث كان يتم استقبال التبرعات النقدية والغذائية لمقاتليهم، ضمن ما يطلقون عليه “التعبئة العامة للمجهود الحربي”.
وذكر الشهود، “أن رتلا يضم عشرات الدوريات العسكرية مدججة بالمقاتلين، احتشدوا في أحد الشوارع الخلفية لحديقة الثورة العامة، المؤدي إلى وزارة الاتصالات، وهناك قاموا بترديد شعاراتهم القتالية المعروفة بـ”الصرخة”، وإعلان مواصلة القتال ضد القوات الحكومية والتحالف العربي.
وطبقا للشهود، فقد انطلقت تلك الدوريات فيما بعد نحو جبهاتهم في محافظتي مأرب والجوف، شمال وشرق العاصمة، وكذا مديرية “نهم”.
ويعتمد الحوثيون في جمع تبرعاتهم على التجار الذين يسارعون إلى التبرع بالمال خشية تعرضهم لأي سلوك معاد من قبل مسلحي الجماعة، فيما يتبرع أنصارهم بمجوهرات ومواشي، دعما لما يسمونه بـ”المجاهدين”.
وقال سكان محليون في محافظات عمران وصعدة لـ”يمن مونيتور”، إن الجماعة قامت بتعيين مشرفين ميدانيين على مستوى البلدات والقرى الصغيرة، مهمتهم جمع هذه التبرعات واستغلال ممتلكات البسطاء.
وقال أحد السكان في محافظة عمران، شمال صنعاء “هناك من يدفع خوفاً من بطش الحوثيين وتصنيفهم كـ”دواعش”، وهناك أنصار مؤدلجين قد غُسلت عقولهم، يقدمون أولادهم ومواشيهم ويعتقدون أنهم يجاهدون في سبيل الله حقا”.
ومنذ دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، منتصف ليل العاشر من إبريل/ نيسان الجاري، شهدت المدن اليمنية سلسلة خروقات متتالية، رغم تراجع حدّة الأعمال القتالية عما كانت عليه في السابق.
ففي مأرب، شرقي العاصمة، سجّلت لجنة مراقبة وقف إطلاق النار 233 خرقاً للهدنة، تضمنت إطلاق صواريخ باليستية وقذائف مدفعية ثقيلة ومحاولات كثيرة لاغتيال أعضاء اللجنة المشرفة على إطلاق النار من قبل جماعة الحوثي المسلحة، وفقا لمصادر خاصة.
وفي محافظة تعز، وسط البلاد، أعلن متحدث المجلس العسكري، منصور الحساني، عن سقوط 26 قتيلا واصابة 164 من الجيش الوطني والمقاومة منذ سريان الهدنة.
وقال الحساني، في مؤتمر صحفي عقده بتعز، عاصمة المحافظة، اليوم الخميس، إن 18 مدنيا قتلوا أيضا في المدة ذاتها ، وأصيب 113 آخرون، بينهم 10 أطفال، فضلا عن تحشيد عشرات الدوريات والمدافع وعربات الكاتيوشا.
وكشف المسؤول العسكري، عن استحداث الحوثيين وقوات صالح 11 حاجزا تفتيش في تعز، ومواقع عسكرية في بلدة الوزاعية، غربي المحافظة، والضباب، جنوب غربي المدينة، بالإضافة إلى فتح سجون في الوازعية القريبة من باب المندب.
ولم يتوقف سقوط الضحايا خلال أيام الهدنة، ووفقا لـ”عبدالله الشندقي”، وهو متحدث باسم المقاومة الموالية للحكومة، فقد سقط 30 قتيلاً من الجيش والمقاومة في مديرية”نهم”، شمال شرقي العاصمة صنعاء، منذ سريان قرار وقف إطلاق النار قبل 17 يوماً.