ليلة “رعب” في تركيا وسوريا.. ستة قتلى ونحو 300 جريح في الزلزال الجديد
يمن مونيتور/قسم الأخبار
مرّة أخرى، اهتزّت الأرض في المنطقة الحدودية بين تركيا وسوريا، حيث ضرب زلزال جديد قوته 6.4 درجات المنطقة، تلته هزة أرضية بقوة 5.8 درجات، مركزه في ولايات تركية.
وفي حصيلة أولية جديدة، أعلنت تركيا مقتل ستّة أشخاص وإصابة أكثر من 294 شخصًا في الزلزالين اللذين ضربا ولاية هاتاي التركية أمس.
وكان الزلزال على عمق تجاوز 16 كيلومترًا حسب إدارة الكوارث والطوارئ التركية، وشعر به سكان سوريا والأردن ولبنان وحتى مصر.
وفيما ساد الذعر من جديد المناطق المنكوبة في تركيا أصلاً، هرع السكان إلى العراء وهم الذين لم يستفيقوا بعد من صدمة الزلزال الأول.
عالقون تحت أنقاض المنازل المدمرة
ووفقا لتلفزيون “العربي” في غازي عنتاب، فإنّ فرق الإنقاذ التركي لا تزال حتى الآن الوصول إلى بعض العالقين تحت أنقاض المنازل المدمّرة.
ولفت إلى أنّ خلو منطقة هاتاي من سكانها وعدم تواجد الكثير من المواطنين داخل البيوت التي تعرّضت لتشققات وتصدّعات، كان سببًا في عدم وقوع الكثير من الضحايا في هذا الزلزال.
وذكّر بوجود مناشدات من جانب السلطات التركية منذ اليوم الأول لوقوع الكارثة بعدم التوجه إلى المنازل التي تعرضت للتصدعات في الولايات التركية العشر المتضررة، لكن بعض الأهالي لم يستجيبوا لنداءات السلطات، وكانوا يحاولون إخراج الأثاث من المنازل.
وأشار مراسلنا إلى أنّ نحو 18 حالة بين الإصابات تُعَدّ “حرجة” وفق السلطات التركية، وبالتالي فمن المتوقع أن تزيد أعداد الضحايا أكثر خلال الساعات القليلة المقبلة.
مشهد “مشابه” في شمال غربي سوريا
ولم يختلف المشهد شمال غربي سوريا، حيث أصيب عدّة أشخاص حسب الدفاع المدني السوري، المعروف باسم الخوذ البيضاء.
وأفاد مراسل “العربي” في إدلب بأنّ معظم العوائل في الشمال السوري باتت ليلتها في العراء، وفي السيارات، وفي المناطق المكشوفة.
وأشار إلى أنّ الزلزال كان قويًا، حيث إنّ قوته التي شعر بها الأهالي تكاد توازي القوة التي شعر بها الأهالي لحظة الزلزال الأول، لكن المدّة كانت أقصر بكثير، متحدّثًا عن حالة من الهلع أصابت السكان بعد الزلزال الجديد.
ولفت مراسلنا إلى أنّ تصدّعات أصابت الكثير من المباني، كما أصيب أكثر من 130 شخصًا في منطلق إدلب وريف حلب بإصابات متنوعة، بعضها حالات نفسية، وأخرى جراء سقوط الحجارة من المباني المتضررة.
هل من ارتباط بالزلزال المدمّر الأول؟
وفي كل من تركيا وسوريا، وقع الزلزال الجديد في خضمّ عمليات جارية للإنقاذ أو لانتشال ضحايا الزلزال المدمّر الأول الذي خلّف أكثر من 47 ألف قتيل وشرّد الملايين بعدما دمّر منازلهم أو ألحق بها أضرارًا بالغة.
ومنذ ذلك الزلزال، تتوالى الهزات الارتدادية، حيث أعلنت السلطات التركية تسجيل أكثر من ستة آلاف هزة، وسط توقعات بتسجيل مزيد منها إلى حين استقرار الصفائح الزلزالية.
ويوضح أستاذ علم الزلازل في الجامعة الأردنية نجيب أبو كركي أنّ التحديد الدقيق لموقع الزلزال الجديد يبقى الأساس في تأكيد مدى ارتباطه بالزلزال المدمّر الأول الذي وقع في السادس من فبراير/ شباط الجاري.
ويشير في حديث إلى “العربي”، إلى أنّ المنطقة معقّدة جدًا من حيث الصدوع والصفائح، ويجب معرفة على أيّ من حدود الصفائح حصل الزلزال بالتحديد لتأكيد ما إذا كان هزة ارتدادية أو زلزالاً جديدًا منفصلاً عمّا حصل سابقًا.
وفيما يؤكد أنّ الزلازل لا يمكن التنبؤ بها، يعرب عن اعتقاده بأنّ إسطنبول بعيدة نسبيًا عن هذا الوضع، كونها على صدع آخر، وعلى بعد مئات كيلومترات من ذلك الصدع، وبالتالي إذا حصل فيها شيء فسيكون استثنائيًا.