أبواب صنعاء القديمة.. فن يستحيل تقليده
كل شيء في مدينة صنعاء القديمة يعد ظاهرة فنية بامتياز، وكل قطعة منها وضعت بإبداع فريد، بدءا من نوعية وخصوصية مبانيها المعروفة والتي تحتفظ بطابع معماري خاص، وانتهاءً بأبواب هذه المنازل التي تتواجد في المدينة، كقطع فنية متناسقة، لا تخلو من روعة التصميم والزخرفة التراثية القديمة. يمن مونيتور/ العربي الجديد
كل شيء في مدينة صنعاء القديمة يعد ظاهرة فنية بامتياز، وكل قطعة منها وضعت بإبداع فريد، بدءا من نوعية وخصوصية مبانيها المعروفة والتي تحتفظ بطابع معماري خاص، وانتهاءً بأبواب هذه المنازل التي تتواجد في المدينة، كقطع فنية متناسقة، لا تخلو من روعة التصميم والزخرفة التراثية القديمة.
وعند زيارتك لصنعاء القديمة تلاحظ ذلك المجهود والعناية الفائقة في زخرفة باب المنزل الخشبي، وتبهرك قدرة اليمنيين على هذا الفن، وتمكنهم الكبير من تشكيل الأخشاب الصماء، وتحويلها إلى أعمال ناطقة بالجمال والإتقان.
وتعتبر حرفة النجارة من أهم الحرف التي ازدهرت في المدينة وساهمت في خلق خصوصيتها، فمهنة صناعة الأبواب ليست مهنة سهلة أو ممكنة من دون كلفة وجهد، بل إنها عمل شاق يحتاج إلى الوقت الكافي والإمكانات اللازمة، لإنجاز أشكال قد تستغرق أسابيع، إن لم يكن شهراً كاملاً.
وأصبح هذا الفن التراثي العريق، بمثابة حرفة تتوارثها الأجيال، غير أن التلاشي والسقوط تحت براثن الآلات الحديثة، هو ما يهدد الأيادي الماهرة، ويحول دون استمرارها كغيرها من الحرف اليدوية.
القفل الغثيمي، هو الآخر على هذه الأبوب، وتشتهر بصناعته العديد من الأسر في صنعاء وصعدة وذمار، بل ويعتبر تتويجاً نهائياً للباب الخشبي القديم.
ويؤكد أحد الأجداد من سكان مدينة صنعاء لـ”العربي الجديد”، أن السياح كانوا يقبلون على اقتناء هذا النوع من الأقفال، ويأخذونه معهم إلى بلدانهم كتذكار، حتى فترة قريبة.
وبحسب الروايات المتداولة بين الحرفيين، فإن عائله “بيت محبوب”، هم أول من صنع القفل الغثيمي الخشبي الشهير، منذ أكثر من مائة عام، ولم تنل من تصميمه حيل الحرفيين المقلدين، وما يزال عالقاً في الذاكرة اليمنية حتى اليوم.