في ذكراها الـ12.. ثورة فبراير من إسقاط نظام صالح إلى مقاومة الحوثيين ومشاريع التشطير
يمن مونيتور/ استطلاع افتخار عبده
احتفت مدينة تعز بالذكرى الثانية عشرة لثورة فبراير المجيدة، وسط حضور جماهيريٍّ كبير وحشد شعبي واسع ملأ شارع جمال وسط المدينة.
وعلى الرغم من محاولة البعض النيل من هذه الثورة، إلا أن التمسك بها من قبل الشعب- الثائر في وجه كل ظالم- ما يزال قويًا يثبت للجميع أنها ثورة عظيمة تستحق الاحتفاء بذكراها.
ويرى ناشطون ومواطنون: أن ثورة فبراير ستبقى رمزا وطنيًا مخلدًا، وأن الاحتفاء بها أمر يجسد عظمتها ويوفي لشهدائها، وهو في الوقت ذاته رسالة للطغاة أن الشعب ما يزال متيقظًا.
ويقول شعيب الأحمدي، ناشط إعلامي” تحتفي تعز اليوم، وغيرها الكثير من المحافظات اليمنية بالذكرى الثانية عشرة لثورة الحادي عشر من فبراير، فالأحرار اليوم يحتفون بهذه الذكرى العظيمة، ليجدددون عهدهم بالنضال والاستمرار في طريق النضال حتى تستكمل بقية أهداف الثورة”.
وأضاف الأحمدي لـ” يمن مونيتور”: نحن اليوم نحتفل بهذه المناسبة؛ تمجيدًا لها وتذكيرًا بأن الثورة ما تزال مستمرة بأهدافها السامية ومقاومتها الباسلة التي تقارع فلول الظلم والكهنوت أينما كان ومن ما يكون الظالم”.
وتابع “يولد الإنسان العربي على فطرته السليمة من الله حرًا طليقًا، واليمني كغيره ولد حرًا أبيًا بفطرته السليمة، ومهما طغى الظلم والجبروت عليه ينتفض في وجهه بقواته المادية والمعنوية، ولقد خرج الشعب اليمني في 2011م ضد الفساد والمفسدين”.
وبين الأحمدي أن ” هذه الميزة العظيمة يتسم بها اليمنيون منذ عهد الثورة الأم 26 سبتمبر، وثورة 14 أكتوبر، وثورة 11 فبراير لا تختلف عن الثورات السابقة، وقد أتت بأبطالها لإكمال مسار أولئك الأحرار، وها هي تقارع الإمامة الجديدة في كل ميادين العزة والشرف”.
وأشار إلى أن” ثورة 11 فبراير هي امتداد تاريخي لثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر، وإن تعرضت للوم فقد تعرضت لهذا الأمر قبلها ثورة26 من سبتمبر لكن أبطالها استمروا بنضالهم حتى نجحت بعد 14عامًا وهذا ما ستكون عليه ثورة فبراير، ستنجح بإذن الله في تحقيق أهدافها ولو بعد حين”.
وواصل ” فبراير ليست ثورة أشخاص أو جماعة كما يروج لها الكثير! فبراير ثورة الشعب السلمي، ثورة امتدادها من حضرموت إلى صعدة ومن المهرة إلى عدن، كانت الثورة وما زالت ممتدة في ذات الإنسان اليمني الحر، وهذا ما نلمسه في قلوب كل اليمنيين”.
في السياق ذاته، يقول أحمد الهجامي، ناشط شبابي” من العجيب أن يرى البعض- اليوم- أن الحرب سببها ثورة فبراير، متناسيين أن النظام السابق له دور كبير جداً في مساعدة وتمهيد الطرق للمليشيات الانقلابية”.
وأضاف الهجامي لـ” يمن مونيتور” تلك المليشيات التي انقلبت على أحلام الشباب بعد أن سلمت المعسكرات لهم بأوامر من النظام السابق، ولا زالت الفيديوهات التي تكشف حقيقة تواطئ صالح آنذاك مع جماعة الحوثي- نكاية بثورة الشباب- موجودة ولا ينكرها إلا شخص لا يعرف عن الحقيقة شيئا”.
وأردف” ثورة الشباب كانت هي السد الأول المنيع ضد انقلاب الحوثيين آنذاك، وكانت بشبابها أول من ضحى لأجل الوطن وأهدافها، ولا زالت عصا القشيبي أيقونة الثورة التي حاولت الحفاظ على صنعاء وثورة فبراير”.
وتابع” الشباب لا زالوا يدافعون عن ثورتهم فهم أول من أنشأ نواة المقاومة بعد أن خانت الرتب العسكرية قسمها الوطني، وهم أول من أنشأ نواة المؤسسة العسكرية بعد أن خان الجيش مبادئه وتحول من جيش ظل سنيناً يستعرض قوته إلى جيش تحطم في ليلة واحدة صمد بها الأحرار أمثال القشيبي واستشهدوا من أجل الوطن والجمهورية”.
وتابع “الثورة لم تجهض بعد؛ فهي ما زالت قائمة بمقاومتها الانقلاب ومشاريع التشطير، لا تموت الثورة إلا في حالة واحدة فقط وهي حينما تمر الذكرى ولا يخرج الشباب والشعب احتفالاً بها، لكن ما يحدث اليوم في مدينة تعز وغيرها، يوضح أكثر أن ثورة فبراير ما تزال مستمرة وستظل حتى تحقق بقية أهدافها”.
بدوره يقول شهاب الشهابي، ناشطا إعلاميا “لم تأتِ ثورة فبراير فجأة، وإنما سبقت بأعوام من الصبر على النظام الذي كان يقمع كل من يحاول تغيير مسار الحياة في اليمن نحو الأفضل، فلم تأت هذه الثورة من فراغ؛ بل جاءت كغيرها من ثورات اليمن مسبوقة بظلم الطغاة وجبروتهم”.
وأضاف الشهابي ل “يمن مونيتور” ثورة فبراير هي توجه جامع قام به الشعب اليمني بمختلف شرائحه المجتمعية ولقد جاءت بعد إخفاقات متراكمة من النظام السابق ولقد حققت هدفها الأسمى بإسقاط حكم التوريث “.
وتابع” فبراير هي الوالدة البارة بالجمهورية التي حملت في رحمها خط الدفاع الأول عن الجمهورية أمام صلف الكهنوت الإمامي البغيض، فيما شكل ثوارها النواة الأولى للمقاومة الشعبية والجيش الوطني “.
وواصل” اليوم نحن نحتفل بهذه المناسبة 11فبراير في ذكراها الثانية عشرة ومازلنا متمسكين ومؤمنين أنه سيأتي يومٌ تصبح فيه ثورة فبراير تمامًا كما أصبحت ثورة السادس والعشرين من سبتمبر “.