رغم أوجاع الحرب.. تضامن يمني واسع مع متضرري زلزال تركيا وسوريا
يمن مونيتور/ (الأناضول)
رغم أوجاع الحرب وهموم الصراع المستمر في بلادهم، يواصل اليمنيون بث مواقفهم التضامنية الواسعة مع منكوبي الزلزال في تركيا وسوريا، مع محاولة إسناد المتضررين ولو بأقل الإمكانيات.
ومنذ أيام، يستمر اليمنيون من مختلف مشاربهم في التعبير عن تعاطفهم الشديد وتضامنهم الكبير مع كافة المتضررين من الزلزال.
وعلى كافة المستويات الرسمية والحزبية والشعبية والمدنية، أعرب اليمنيون عن صادق مواساتهم وتعازيهم للحكومة والشعب في تركيا وسوريا، كما أعربوا عن أمنياتهم في تجاوز تداعيات محنة الزلزال.
** تضامن رسمي واسع
على الصعيد الحكومي، بعث رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي برقية عزاء إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في ضحايا الزلزال.
وأعرب العليمي باسمه وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي والشعب اليمني، عن عميق حزنه، وخالص تعازيه للرئيس أردوغان وأسر الضحايا والشعب التركي بهذه الكارثة الأليمة، وفق وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ).
كما قدم مجلس الوزراء اليمني المواساة للقيادة والحكومة التركية ولأسر ضحايا الزلزال، وأعرب في بيان عن ثقته بقدرة القيادة التركية على احتواء وتجاوز هذه الكارثة الطبيعية.
وكذلك أعربت وزارة الخارجية ومجلسا النواب والشورى، في بيانات منفصلة، عن التضامن الكبير مع الشعب والقيادة التركية في مواجهة تداعيات الزلزال.
وقال النائب في البرلمان اليمني شوقي القاضي، في تصريح للأناضول: “فجعت الإنسانية بهذا الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا.. الحادثة فاجعة بكل المقاييس حركت مشاعر وعواطف الإنسان وحركت المسؤوليات”.
وأضاف أنه “حتى الشعوب التي تعاني كوارث ومشاكل مثل اليمن تناست ونسيت آلامها وأوجاعها، واتجهت تتضرع إلى الله عز وجل بالرحمة للضحايا، وأن يمن على المصابين بالشفاء العاجل، وأن يعين ويلطف بالمشردين”.
وتابع: “نتضامن مع إخواننا في تركيا وسوريا، ونشد على أيدي دول العالم في أن تقدم مسؤولياتها تجاه المنكوبين، ونحيي كل دولة قدمت شيئا، وسارعت في الاستجابة لهذه الكارثة”.
ومضى قائلاً: “رغم أن الشعب اليمني الذي يعيش تمردا من مليشيا الحوثي، وحربا وأوضاعا معيشية بائسة، إلا أنه نسي وتناسى كل ذلك واتجه إلى شعوره بضرورة أن يعمل شيئا من أجل المنكوبين من الزلزال”.
وأشار القاضي، إلى أن أفراد من الجالية اليمنية تبرعوا بالمال والدماء من أجل منكوبي الزلزال.
** فرقاء اليمن يتضامنون مع تركيا
وعلى الرغم من حالة الفرقة بين أطراف النزاع اليمني، إلا أن مختلف هذه المكونات اتفقت على تضامنها ووقوفها الموحد مع تركيا في مواجهة تداعيات كارثة الزلزال.
وشددت هذه المكونات في بيانات منفصلة، على روابط وأواصر الأخوة بين اليمن وتركيا.
ومن بين هذه المكونات التجمع اليمني للإصلاح (أكبر حزب إسلامي في اليمن)، والحزب الاشتراكي اليمني (يساري)، و المؤتمر الشعبي العام (ليبرالي)، إضافة إلى جماعة الحوثي المسيطرة على معظم شمال البلاد، والمجلس الانتقالي المسيطر على العاصمة المؤقتة عدن ومناطق جنوبية يمنية أخرى.
** تضامن شعبي
وفي المجالس العامة والخاصة، وفي جميع منصات التواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنت، أعرب يمنيون عن تضامنهم الكبير مع تركيا وضحايا الزلزال.
في هذا السياق، رأى الكاتب والباحث ياسين التميمي، أن “التضامن متعدد المستويات الذي يكتسب عنفواناً ووجداناً خاصاً لدى الشعب اليمني، يعكس حجم الامتنان الذي يشعر به اليمنيون تجاه تركيا النموذج والموقف، الدولة المعبرة عن الأجندة المشرفة للأمة”.
وأضاف التميمي للأناضول: “هذا التضامن يعبر في بعده السياسي والإنساني عن تاريخ عميق من الإنجازات المشتركة بين اليمن وتركيا”.
وتابع: “يشعر اليمنيون أن تركيا التي تعبر نحو المستقبل بكفاءة عالية، تعترضها اليوم واحدة من أعظم الكوارث الطبيعية، وكلهم أمل أن تتجاوز هذا الظرف العصيب استناداً إلى عزيمة شعبها وقيادتها السياسية القوية”.
بدوره، قال المواطن عبدالله الشميري، لوكالة “الأناضول”، إن “تركيا في قلوبنا.. هم إخوتنا وما يضرهم يضرنا”.
وأضاف: “يحزنني كثيرا ما أراه من آثار الدمار جراء الزلزال في تركيا، حتى أن دموعي تساقطت لمرات أثناء متابعتي عبر الشاشات مشاهد لهذه الكارثة الأليمة”.
وتابع الشميري: “هناك تضامن يمني واسع مع الأشقاء في تركيا، وهو يدل على أصالة الشعب وإيمانه بوحدة الأمة الإسلامية”.
وأردف: “رغم أوجاعنا جراء الحرب، إلا أن همومنا ومشاكلنا تهون أمام هول منكوبي الزلزال المدمر”.
فيما قال المواطن أحمد حسن، إن الكثير من اليمنيين مستعدين لتقديم أي تضحية من أجل إنقاذ المتضررين من الزلزال في تركيا.
وأضاف: “نحن والعديد من العمال المهنيين مستعدين لعمل كل ما يلزم لعون أشقائنا بتركيا في تجاوز المحنة، لكن ظروف بلادنا تمنعنا من الحركة أو العون”.
** دعوات لعون المنكوبين
ومنذ وقوع الزلزال في تركيا، تفاعل اليمنيون إعلاميا ومدنيا وفي مواقع التواصل الاجتماعي، وشددوا على ضرورة غوث المنكوبين.
وأعلنت 47 منظمة مجتمع مدني في اليمن، عن تضامنها مع ضحايا الزلزال في تركيا وسوريا، داعية إلى توحيد الجهود الدولية لمواجهة الكارثة.
جاء ذلك في بيان مشترك صادر عن هذه المنظمات ومن أبرزها المنظمة الوطنية للإعلاميين اليمنيين (صدى)، واتحاد نساء اليمن، والمرصد اليمني لحقوق الإنسان.
وقال البيان: “نتقدم بأحر التعازي لأهالي ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب مناطق جنوبي تركيا وشمالي سوريا، وندعو بالشفاء العاجل للمصابين، والسلامة والتعافي للمنكوبين جراء هذه الكارثة المؤلمة التي تحتم على العالم أجمع التوحد والتضامن الإنساني”.
ودعا البيان المنظمات الأممية والدولية إلى “تقديم كل ممكنات الدعم للمتضررين من الزلزال في كل المناطق المنكوبة”.
وعلى الصعيد ذاته، أعربت الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان، عن حزنها العميق جراء الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا.
وقالت في بيان: “تلقيت بمزيد من الحزن والأسى وقوع زلزال في جنوب تركيا وشمال سوريا.. تضامني مع الشعبين التركي والسوري الذين يواجهون هذه الكارثة بصبر وإصرار على تجاوز آثارها المدمرة”.
وأعلنت كرمان عن تقديمها مبلغ مليون ليرة تركية (الدولار يعادل 18.8 ليرة)، دعما لمنكوبي الزلزال في تركيا وسوريا.
** تحركات الجالية اليمنية
واستجابة لكارثة الزلزال، أعلنت الجالية اليمنية عن حملة لدعم المنكوبين، بالتنسيق مع إدارة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد).
وحثت الجالية في بيان، أفرادها على التبرع المالي والعيني من أجل المنكوبين، إضافة إلى المشاركة في التبرع بالدم.
وقالت الدكتورة نبيلة الرباصي، مسؤولة اللجنة الإعلامية في حملة دعم المتضررين من الزلزال التي شكلتها السفارة اليمنية بالتعاون مع الجالية: “تداعت الجالية والسفارة وكثير من النشطاء ومنظمات المجتمع المدني واتحاد طلاب اليمن في تركيا، في حملة تبرع للمتضررين من الكارثة، بالتنسيق مع السلطات التركية”.
وأضافت الرباصي لوكالة “الأناضول”: “حتى الآن هناك الكثير من التبرعات النقدية والعينية التي قدمتها الجالية اليمنية، بمتابعة من الحملة”.
وأردفت: “هناك أيضا تبرعات وصلتنا من اليمن ودول أوروبية وعربية لدعم المتضررين من كارثة الزلزال”.
بدوره، يقول اليمني عصام الأحمدي، طالب دراسات عليا في ولاية قونيا، في تصريح للأناضول: “منذ اللحظات الأولى لكارثة الزلزال وجميع اليمنيين في الداخل والخارج وعلى وجه الخصوص الجالية اليمنية في تركيا يشاركون الشعب التركي هذا المصاب”.
وأضاف الأحمدي: “في تركيا قمنا كطلاب وجالية بعمل منشورات تشرح آلية التبرع لحساب هيئة الكوارث والطوارئ التركية؛ وسارع الكثير للتبرع، كما ذهبنا للتبرع بالدم والبعض الآخر من الطلاب ذهب جنباً إلى جنب مع فرق الإنقاذ للمساعدة والترجمة والتطوع في عملية توزيع المستلزمات المختلفة”.