الأخبار الرئيسيةغير مصنفكتابات خاصة

الموظفون في زمن الحرب

إفتخار السامعي

 الموظفون في زمن الحرب، عنوان يختفي خلفه الكثير من القصص، ويلخص مأساة فئة كبيرة لم تحظ بالاهتمام..إنها الحرب بكل وجوهها القبيحة،ماتركت ولم تترك مجالا أو جانبا إلا مسته بالبأساء والضراء .  الموظفون في زمن الحرب، عنوان يختفي خلفه الكثير من القصص، ويلخص مأساة فئة كبيرة لم تحظ بالاهتمام..إنها الحرب بكل وجوهها القبيحة،ماتركت ولم تترك مجالا أو جانبا إلا مسته بالبأساء والضراء .
هي الحرب بكل ماتحمله من قسوة وإرهاب وعنف،محال أن يحمل مشعلوها الورود؛ والأكثر استحالة أن يزرعوا الابتسامة..فهم لا يجيدون شيئاً أكثر من اقتلاع الزيتون وذبح حمامة السلام،بل قل”ذبح الآدميين إن شئت “.!
هي الحرب القبيحة،والمتحاربون صانعو القبح ،ومهندسو فشل الأوطان،قاتلو الأحلام،وزاعو الجريمة،والحاصدون ثمارها نحن..فحينما تشتعل الحرب تتكهرب حياة الناس،ويرسم الألم واليأس تفاصيلها،ويسود الخوف والترقب من المستقبل،على الجميع  تقريبا ،ولكننا اليوم نسلط الضوء على الموظفين كمأساة للحروب القذرة،فالموظفون لاسيما في بلاد اليمن الحبيبة والوطن العربي عموما تبدأ معاناتهم من قبل الحرب،حيث تبدأ  من النكران لجهودهم وعدم التقديرلمايقومون به،وهم في معظم الحالات يعملون في وظائفهم التي يعملون بها لتأمين حاجاتهم وحاجات أسرتهم ولتأمين  المستقبل لهم أيضا.
فلك أن تتخيل حال الموظف المسكين الذي أذهب اخضرار عمره في سبيل البحث عن عمل يسد به رمق حاجته،وما إن وصل إليه حتى نُزع منه كما ينزع الطفل من صدر أمه،وأين مصيره ياترى؟،هل ترقى  إلى مرتبة أعلى؟!.
إن البعض منهم من يترقى إلى حياة أخرى،غير حياة النكد،فقد أتته رصاصة اغتيال،لتكفيه شر الحياة وأشرارها،والبعض منهم يؤخذ إلى سجن مكون من أربعة حيطان وظلام دامس، وثمة من  يؤخذ إلى قيد من حديد،ولجام عظيم ،وكم هائل من الضربات المؤلمة التي تؤدي إلى الموت الحقيقي،والرابح من هؤلاء الذي نجا من كل ذلك،ليعود إلى أولاده خالي الكف ،ليواصل معه  مسيرة المعاناة والمكابدة..ولك أن تتخيل حال تلك الأسر التي فقد عائلها مصدر دخله الوحيد ،كيف سيكون وضع أبنائها،فالأطفال الذين ربما حرموا من التعليم،إلى أين سيذهبون،والشباب كذلك أين سيفرغون طاقاتهم إن لم يجدوا المكان الإيجابي لإفراغها؟؟،ثم ناهيك عن تلك البطالة المقذعة التي ولدتها الحروب،فهناك قطاع ليس بالقليل من الموظفين،لم يجدوا ما يعملون بسبب الحرب،وتعطيل الحياة،وهؤلاء كذلك،ربما انشغلوا بأمور أخرى،ليست بالبناءة،وأحسن الموظفين حظا في الحروب،هم المستمرون في أعمالهم بصعوبة،ولا شك أنهم يعانون من مسألة تصنيفهم من قبل المتحاربين،ويضطر البعض منهم للتواري خوفا من التصنيف.
إن من يعمل منهم،يتعرض للمضايقات الشديدة،قد تصل إلى حد  الانتقام من الطرف المنتصر،أو وضعهم في دائرة الاستهداف،ممن يشعر بأنه غَلب،وفي كلا الحالتين،الموظف في وضع لا يحسد عليه،فكان الله في عون الموظفين،وجعل الله وظائفهم،في بلادنا شافعة لهم يوم القيامة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى