جوجل وميتا تتخليان عن مخاوفهما لمنافسة منصة ChatGPT
يمن مونيتور/ قسم الأخبار:
بدأت الشركات التقنية العملاقة التخلي عن التعامل الحذر مع الذكاء الاصطناعي، بعد الانتشار والنجاح الذي حققته منصة ChatGPT الذكية، والتي تجاوز عدد مستخدميها مليون مستخدم خلال أيام قليلة من إطلاقها العام الماضي.
وقالت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية إن هناك حالة من الضغط المتصاعدة التي يعيشها الموظفون داخل الشركات التقنية العملاقة وعلى رأسهم جوجل وميتا، بعد الانتشار المبهر لـChatGPT.
ونقلت الصحيفة عن 6 موظفين في الشركتين قولهم إن خطوات تطوير الأنظمة بدأت تأخذ منحى سريع، دون الاهتمام بشكل كبير بالمخاوف الأمنية التي كانوا يراعونها بشكل زائد خلال السنوات الماضية، ما أسهم في إبطاء تطوير أنظمتهم وتقديمها إلى المستخدمين.
وأشار التقرير إلى أن عدد من الموظفين في ميتا بدأوا مشاركة ملاحظات من الإدارة العليا تحث على إسراع وتيرة العمل على تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي، لاستغلال الاهتمام الملحوظ من جانب السوق التقني بتلك الأنظمة.
وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية قد كشفت العام الماضي أن جوجل زادت من الاهتمام بتطوير منصات تقوم على الذكاء الاصطناعي وتقدم إمكانيات فائقة للمستخدمين.
ووصفت الصحيفة الخطوة وقتها بوضع “الكود الأحمر” على مسألة تطوير تلك لأنظمة لتعكس أهميتها القصوى، إلى جانب منح أية جهود في هذا المجال الضوء الأخضر لتقليص الإطار الزمني المطلوب للتأكد من مدى سلامة تلك الأنظمة.
يذكر أن فكرة الأنظمة الذكية صانعة المحتوى، أو ما يُطلق عليه Generative AI، ليست بالفكرة الجديدة، ففكرتها قائمة على أن تلك الأنظمة الذكية يتم تدريبها على قواعد بيانات ضخمة لمحتوى متنوع، بحيث تتعلم تلك الأنظمة كيفية إنشاء محتوى جديد كلياً، عبر اتباع نفس الأنماط التي تعلمتها من تحليل ودراسة الملايين من قطع المحتوى.
نماذج تجريبية
وتعتبر شركات مثل جوجل وميتا من رواد تصميم وتطوير مثل تلك الأنظمة، إلا أن التاريخ الطويل لتلك الشركات من إساءة استخدام البيانات، وتطويرهم لخدمات ومنتجات برمجية تعتمد في كثير من الأحيان على جمع بيانات المستخدمين، ووضع تحقيق الأرباح على قمة أولوياتهم، جعل أية محاولات لدخول سوق الذكاء الاصطناعي دائما ما يُنظر إليها بعين الشك، ما دفع عمالقة التقنية إلى الاكتفاء بعرض نماذج تجريبية لتلك الأنظمة مع إبقاء النسخ الكاملة في طي السرية.
وبحسب تقرير الصحيفة الأميركية، فإن أحد موظفي جوجل قال: “الناس يرون أن شركة مثل OpenAI (المقدمة لـChat GPT) أكثر حداثة وجديدة في السوق التقني، وبالتالي يعتقدون أن خطاياها أقل من الشركات القديمة، وبالتالي يتسامحون مع حصول أنظمتها على بيانات المستخدمين على الأقل في الوقت الحالي”.
وأشار التقرير إلى أن الشركات الناشئة والمعامل البحثية حالياً تلجأ إلى طرح أنظمة الذكاء الاصطناعي بشكل كامل تحت مسمى “تجريبي Beta”، لتعكس احتمالية وجود ثغرات أو مشاكل تقنية في تلك الأنظمة، وبالتالي تتمكن من الاستمرار في اختبار أنظمتها بين يدي المستخدم النهائي، دون الوقوع تحت أية مسؤولية أو مساءلة قانونية.
وذكرت جويل بينياو المدير الإداري للقطاع البحثي في أساسيات الذكاء الاصطناعي بشركة ميتا، أن الشركة تركز دائماً على دراسة كافة مجريات التطور في سوق الذكاء الاصطناعي، ولكن الأولوية تعود إلى اتخاذ القرارات السليمة والتي تصب في النهاية لتقديم الأفضل للمجتمع من خلال إطلاق نماذج ومنتجات ذكية دون إلحاق أي ضرر يذكر.
وعلقت متحدثة باسم جوجل على تقرير “واشنطن بوست” بأن الشركة تعمل على تطوير أنظمة ذكية بشكل مستمر، ولكنها تختبرها لفترة طويلة داخلياً لتتأكد من مدى سلامتها وإفادتها للمجتمع، مع إجراء دراسة دقيقة لكافة تأثيراتها المجتمعية الواسعة.
بينما خرج فرانك شاو، مدير قطاع الاتصالات والعلاقات العامة في مايكروسوفت، ليؤكد على أن عملاق البرمجيات يعمل منذ سنوات بالتعاون مع شركة “أوبن إيه آي” على تطوير أنظمتها الذكية، وكذلك وضع معايير وقواعد لضمان سلامة تجربة التفاعل مع تلك الأنظمة من جانب المستخدمين.
يُذكر أن مايكروسوفت ضخت 10 مليارات دولار تستثمر على مدى سنوات مقبلة في الشركة الناشئة، بحيث تظل منصتها السحابية Azure هي الشريك الرئيسي والوحيد لتقديم الخدمات السحابية الفائقة التي تعتمد عليها OpenAI لتدريب وتطوير نماذجها الذكية مثل ChatGPT وDALL-E، مع الاستعداد لتقديم القدرات الفائقة لتلك الأنظمة في صورة مزايا داخل منتجات مايكروسوفت خلال الفترة المقبلة.
وأشار عدد من موظفي جوجل إلى أن العلماء والباحثين في قطاعات الذكاء الاصطناعي داخل الشركة قد أبدوا قلقهم مؤخراً نتيجة الشهرة والثقة العميقة التي نجحت منصة ChatGPT في بنائها مع المستخدمين، في وقت ظل موظفو جوجل لسنوات طويلة يتقدمون بمقترحات بشأن إمكانية توظيف الذكاء الاصطناعي لتطوير محرك بحث “جوجل سيرش”.
ولكن على الجانب الآخر، كانت الشركة دائماً لديها أسبابها المنطقية لرفض مقترحات الموظفين، مثل مدى الضرر الذي قد يلحق بالمساحات الإعلانية الواسعة داخل نتائج البحث بالطريقة التقليدية، إلى جانب تخوف الإدارة العليا بالشركة من تحمل مسؤولية متزايدة في حال قام محرك الشركة للبحث بإظهار إجابة مثيرة للجدل لأحد تساؤلات المستخدمين، قادمة من أحد أنظمتها الذكية.
الشرق