الجزيرة الإنجليزية: طالما إيران راعية الإرهاب منخرطة في اليمن لن تكون هناك صفقة سياسية
نشرت الجزيرة الإنجليزية تحليلاً كتبه لوك كوفي المستشار الخاص لوزير الدفاع البريطاني السابق، تحليلاً حول احتمال الوصول إلى حل سياسي في اليمن.
يمن مونيتور/ ترجمة
نشرت الجزيرة الإنجليزية تحليلاً كتبه لوك كوفي المستشار الخاص لوزير الدفاع البريطاني السابق، تحليلاً حول احتمال الوصول إلى حل سياسي في اليمن.
وقال الكاتب الذي يشغل حالياً باحث متخصص في الشؤون الأمنية للأطلنطي وأوراسيا إنه: “طالما أنَّ الدول الراعية للإرهاب مثل إيران مازالت منخرطة في اليمن، لن تكون هناك صفقة سياسية محتملة”.
وتابع كوفي بالقول: “في وقت سابق من هذا الشهر صادرت البحرية الأمريكية حوالي 1،500 بندقية كلاشينكوف و200 قاذفة قنابل صاروخية يُعتقد أنّه تمّ إرسالها للمتمردين الحوثيين في اليمن. ويأتي ذلك عقب مصادرة الآلاف من الأسلحة والذخيرة من قِبل القوات البحرية الفرنسية والأسترالية الخاصة في طريقها إلى اليمن”.
ويضيف التحليل: “منذ فترة طويلة وإيران تزوّد المتمردين الحوثيين في اليمن بالسلاح والتدريب. وقد أعلنت الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي (باستثناء عمان) هذا الأسبوع أنها ستقوم بنشر دوريات بحرية مشتركة في المنطقة لوقف تدفق الأسلحة من إيران”.
تهدف إيران إلى زعزعة الاستقرار، أو على الأقل التأثير على الشرق الأوسط من خلال تصدير الإرهاب، وإمدادات الاسلحة ودعمها للجماعات الشيعية التخريبية في جميع أنحاء المنطقة. وما يحدث في اليمن هو مثال واضح على ذلك. الوضع هناك خطير للغاية.
وضع خطير
وتابع: “خلال الأيام الأولى من حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المنتخب حديثًا، استغل المتمردون الحوثيون الوضع غير المستقر واستولوا على مساحات واسعة من البلاد، بما فيها العاصمة صنعاء التي لا تزال بحوزتهم حتى اليوم”.
وبالطريقة الإيرانية المعروفة، استغلت طهران الوضع لتسليح الحوثيين كجزء من حرب بالوكالة ضد المملكة العربية السعودية. وزعمت أنّه فور الاستيلاء على العاصمة من قِبل الحوثيين، زادت الرحلات الجوية بين طهران وصنعاء إلى أربعة أضعاف بين عشية وضحاها، وكثير منها تحمل أسلحة ومستشارين عسكريين.
مضيفاً أن إيران وفي خضم الفوضى التي تلت ذلك، تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، الفرع الأكثر خطورة في تنظيم القاعدة، يسيطر الآن على جزء كبير من اليمن بما في ذلك 560 كيلومترًا من الساحل. حتى تنظيم الدولة الإسلامية رسخ وجوده في اليمن، وإن كان على مستوى منخفض في الوقت الراهن.
وتشارك السعودية في حدود على امتداد مساحة 1.600كم مع اليمن، تساوي المسافة المستقيمة بين مدينة نيويورك وتامبا. وعندما بدأت الصواريخ الباليستية بالهبوط داخل المملكة العربية السعودية أصبح واضحًا أن شيئًا ما كان ينبغي القيام به.
كما صرّح السفير السعودي لدى الولايات المتحدة، الأمير عبد الله آل سعود، مؤخرًا: “لا يمكن لبلد أن يقبل وضعًا مشابهًا على حدوده”.
صراع حتمي
ويضيف التحليل: “كل شيء تقوم به المملكة العربية السعودية في المنطقة يجب النظر له من خلال عدسة صراع جيوسياسي أوسع في الشرق الأوسط. وغالبًا ما يتم تأطيره كصراع بين السُنة أو الشيعة، ولكن هذا تفسير بسيط لا يوضح الصورة كاملة”. مؤكداً: “يكمن وراء الصراع السعودي الإيراني صراعًا عربيًا فارسيًا للهيمنة على منطقة الشرق الأوسط”.
وهذه ليست المرة الأولى التي تتدخل فيها إيران في اليمن. في سنة 570م، بدأت الإمبراطورية الساسانية أولى غزواتها في اليمن. تمامًا كما تفعل في سوريا ولبنان وجنوب العراق، وصعودًا وهبوطًا في الخليج. في اليمن، تسعى طهران لإعادة بناء نفوذها، أو على الأقل إظهار عدم الاستقرار، على ممتلكات الإمبراطورية القديمة في العالم العربي.
وقال: “وبالرغم من كل شيء، إيران هي الدولة الوحيدة في المنطقة التي يدعو دستورها إلى “استمرار الثورة في الداخل والخارج”. إنّه صراع حتمي”.
وكما أثبت لنا التاريخ، فإنَّ عمليات مكافحة التمرد هي عمليات طويلة ودموية وقاتلة، وخاصة بالنسبة للمدنيين الأبرياء. ما يجعل الوضع أكثر سوءًا في اليمن هو أنها حرب أهلية مختلطة بدعم من إيران والإرهاب العابر للحدود. وهذا مزيج قاتل للغاية.
ومن المقرر عقد محادثات وقف إطلاق النار في الكويت، لكنَّ المحادثات ليست لها أي أهمية الآن. طالما أنَّ الدول الراعية للإرهاب مثل إيران مازالت منخرطة في اليمن، لن تكون هناك صفقة سياسية محتملة.
القيادة العربية
ويضيف: “الاعتراض الأخير للأسلحة الإيرانية المرسلة إلى اليمن لم تكن المرة الأولى ولن تكون الأخيرة. مع كل سفينة يتم مصادرتها بالأسلحة يجب أن نفترض أن هناك الكثير من السفن الأخرى التي لم يتم كشفها”.
ويقول الكاتب: “ومع الاتفاق الذي تمّ التوصل إليه في العام الماضي بشأن البرنامج النووي الإيراني، وحصول طهران على 100 مليار دولار بعد تلك الصفقة، نتوقع المزيد من التدخل في شؤون المنطقة”.
طهران لا تمتلك الأموال فحسب، ولكن لديها المزيد من الثقة الآن.
ويتسأل لوك كوفي بالقول: “والسؤال هنا: هل الجهود التي تقودها السعودية في اليمن تسير بشكل مثالي؟ لا، ولكن اذكر لي حملة لمكافحة التمرد ومكافحة الإرهاب كانت سهلة وسريعة، وبلا دم.
وتابع: “قد لا تتفق مع تكتيكاتهم ولكن في نهاية المطاف تبقى المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي الجهة الوحيدة المستعدة لاتخاذ إجراءات مجدية ضد الوكلاء الإيرانيين والإرهابيين عبر الحدود الوطنية في اليمن. وكل ما تقوم به الولايات المتحدة هو شنّ عدد قليل من هجمات الطائرات بدون طيار. والأوروبيون يصدرون البيانات ومن ثم يجلسون مكتوفي الأيدي”.
يريد الغرب أن تبدأ المملكة العربية السعودية وبقية دول العالم العربي في تحمل المزيد من المسؤولية عن الأمن الإقليمي الخاص بهم. كما قال لورانس العرب في عام 1916 خلال الثورة العربية: “من الأفضل أن يقوم العرب بذلك بشكل مقبول من أن تفعلوه أنتم بشكل مثالي. إنها حربهم، وأنتم هنا لتساعدونهم، لا لتحقيق النصر عوضًا عنهم.”
المصدر الرئيس
Yemen: Is a political deal on the horizon?