بعد قرارها ضوابط “العبايات النسائية”.. “الهوية اليمنية” في مواجهة المسيرة الحوثية
يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ من فخر العزب
أطلقت النساء اليمنيات حملة في وسائل التواصل الاجتماعي تحت هاشتاج بعنوان “الهوية اليمنية” لعرض الأزياء الشعبية التي تمتاز بها مناطق اليمن المختلفة، وذلك للتنديد بقرارات جماعة الحوثي التي حددت معايير اللبس الخاص بالنساء.
وكانت جماعة الحوثي عقدت مؤخرا اجتماعا في صنعاء، لإقرار ضوابط تفصيل العبايات النسائية في مناطق سيطرتها.
الاجتماع الذي عقد في المركز الثقافي بصنعاء، ضم مسؤولين مدنيين وأمنيين رفيعين في حكومة الحوثيين غير المعترف بها، من بينهم وكيل وزارة الداخلية وأمين العاصمة ومدير أمن الأمانة ووكيل وزارة الثقافة، إضافة إلى مالكي محال بيع وخياطة العبايات النسائية.
المسؤولون الحوثيون أبلغوا مالكي محال خياطة وبيع العبايات النسائية بالضوابط التي أُقرت من قبلهم فيما يخص شكل العباية، وحذروهم من عدم الالتزام بتلك الضوابط.
وألزم الحوثيون، أصحاب المحال ببيع العبايات الفضفاضة ذات الخمار فقط، وأن تكون ألوانها سادة، بينما منعوا “المزهنقة ذات الألوان، أو المخصرة أو القصيرة”.
الناشطة وداد البدوي قالت لـ”يمن مونيتور” إن حملة الهوية اليمنية هي رد من النساء على فرض نوع معين من اللبس، ولون معين، وحركة معينة من الخروج أو الدخول ضمن آلية معينة، فالقيود التي تفرض على النساء ليس لها علاقة بالهوية، هذه القيود هي قيود ذكورية”.
وأشارت البدوي بالقول: يتحدث البعض بأنهم يطبقون الدين لكن هذا غير وارد في الدين وهم أساسا لا يمتون للدين بصلة، فكان رد النساء رد وطني من واقع الإرث التاريخي الذي تفتخر به اليمن والنساء بشكل خاص، اللي هن جزء لا يتجزأ من هذا الموروث العريق، الألوان والملابس والتنوع أيضا، هذا التنوع هو من يعبر عن اليمن، الألوان المختلفة هي صورة اليمن، وهذا التنوع هو ثقافة اليمن وهويته، عمر اليمن ما كانت لونا واحدا أو رأيا واحدا، أو أن واحد يفرض علينا أن يكون هو الوحيد المتحكم بقرار النساء والرجال والبلد بشكل عام، وهذا كله مرفوض، ولن يستمر”.
وتضيف “البدوي” كانت رسالة النساء من خلال هذه الحملة تعبر عن نضج كبير للنساء بالمسائل الوطنية، وتعبر عن وعي النساء، وهذا إن دل على شي فإنما يدل على أن النساء يستطعن أن يقلن الكلمة المناسبة في الوقت المناسب، حتى وهن يعانين من الحصار والتقييد والمنع لكثير من الأمور في الحياة.
لافتة إلى أن النساء حرصن عبر مواقع التواصل الاجتماعي أن يقلن كلمتهن بطريقة مدنية راقية تحترم الهوية الوطنية اليمنية أكثر بكثير مما يدعي البعض أنه يقوم به، لكن النساء عملن الحملة بتلقائية، وبدون أي هجوم، كان فقط رد وتذكير أن هذه هي المرأة اليمنية ولن تسكت عن أي تراجع يحصل لها.
وتشير “البدوي” إلى أنه فيما يتعلق بالقيود المفروضة بشكل عام، فالنساء من خلال هذه الحملة يخلقن نوعا من التمرد على الواقع وعلى هذه القرارات، وعلى الأطراف المختلفة، وبالذات الشرعية التي يجب أن تدعم النساء، إلى اليوم لم نسمع أي موقف من الجهات الأخرى أو الأحزاب السياسية بما فيها الأحزاب اليسارية والحداثية، لم نسمع لهم اي موقف حول ما يتعلق بالتقييد لحرية النساء وحصارهن بهذا الشكل.
ودعت إلى اقتناص اللحظة والوقوف في صف النساء ورفض كل هذه القيود، ما لم فإن النساء لن تنسى لهم هذا الخذلان، هذا الخذلان كبير وسيسجل، وستحاسب النساء الأحزاب والتيارات المختلفة والحكومة عندما يأتي الوقت المناسب، لأن النساء لن يذهبن إلى صناديق الاقتراع في المستقبل للتصويت لمن خذلها اليوم”.
وجاءت قرارات جماعة الحوثي في إطار التضييق على الحريات العامة والتي دشنتها الجماعة بإصدار قرارات تعسفية ضد المرأة أبرزها منعها من السفر دون موافقة رسمية من أقاربها الرجال.