هجرةُ الشباب اليمني غير الشرعية.. هروبٌ من عذابٍ داخل الوطن إلى موت خارجه! (تقرير خاص)
يمن مونيتور/إفتخار عبده
أقدم الكثير من الشباب اليمنيين- في الفترة الأخيرة- على الهجرة غير الشرعية إلى الكثير من الدول؛ بحثًا عن مكان آمن تتوفر فيه مقومات الحياة الضرورة بعدما ذاقوا مرارة الحرب ودواعيها داخل الوطن.
وقد فقد الكثير حياتهم أثناء محاولتهم اللجوء، فمنهم من مات غرقًا أو بسبب البرد القارس ومنهم من تعرض لقنص من قبل حرس الحدود، لتبقى حياة اليمنيين مهددة بالموت سواء داخل البلد أو خارجه.
وتتوالى أخبارُ موت المهاجرين اليمنيين بين فترة وأخرى ما يثير القلق والحزن لدى اليمنيين، في ظل تتطلع الكثير منهم إلى اللجوء لمساعدة أنفسهم وأسرهم في التغلب على ظروف الحياة القاسية.
ويقول عبد الرحمن برمان (محامٍ ورئيس المركز الأمريكي للعدالة” استمرار الحرب لأكثر من ثماني سنوات وانقطاع المرتبات والانهيار الاقتصادي، وإغلاق الكثير من الشركات والمؤسسات أعمالها في اليمن كل هذا أدى إلى ارتفاع نسبة البطالة واليأس والإحباط لدى الشباب اليمنيين”.
وأضاف برمان لـ” يمن مونيتور” لم يجد هؤلاء الشباب فرصتهم للعيش والحصول على الحياة الكريمة في اليمن في ظل اتساع رقعة الفقر في أوساط المجتمع كل هذا أوصل الشباب إلى أن يبحثوا عن فرصة حتى وإن كانت فيها مخاطرة بحياتهم من أجل البحث عن مستقبل أفضل لهم ولأسرهم”.
وأردف” كثير من الشباب على الرغم من أنهم يرون أن هناك حالات وفيات وحالات اختطاف للمهاجرين، كذلك حالات غرق وموت في الصحراء كل هذه الأشياء لم تمنعهم عن الاستمرار في التوجه نحو الهجرة والبحث عن فرصة للحياة الكريمة”.
وتابع” في الفترة الأخيرة ازدادت وحشية حرس الحدود في الكثير من البلدان الأوروبية ونحن نستمع إلى كثير من شكاوى وشهادات المهاجرين الذين يحاولون الدخول إلى أوروبا حتى في حالات وهم جرحى ومصابون يتعرضون للموت بسبب البرد، لا يلاقوا من حرس الحدود إلا الإهانة والضرب وإعادتهم إلى الأماكن الأخرى”.
وواصل” أدعو كل الشباب اليمنيين إلى عدم المخاطرة والذهاب إلى الهجرة غير الشرعية فقد أصبحت خطرةً بشكل كبير، كذلك ندعو الحكومة اليمنية في أن يكون لديها تحركات عن طريق سفاراتها في الاتحاد الأوروبي وأيضًا بلدان المغرب العربي- التي يهاجر الكثير من اليمنيين عبرها- حتى يوفروا الحماية القانونية لمواطنيهم في حال تعرضهم للاعتقال أو الانتهاكات التي يتعرضون لها في الكثير من الأوقات”.
وشدد” ندعو منظمة الهجرة الدولية والمفوضية السامية لحقوق الإنسان إلى متابعة هذه الانتهاكات والحديث مع هذه البلدان بالتعامل مع هؤلاء اللاجئين وفقًا للاتفاقيات الدولية الخاصة باللاجئين”.
وأشار إلى أنه” يجب على المجتمع الدولي والأمم المتحدة الاعتراف بأن اليمن في حالة حرب وأن المواطنين اليمنيين الذين يذهبون لهذه المناطق يستحقون أن يُمنحوا الحماية الدولية وأن يُمنحوا صفة اللاجئين”.
وأكد” باعتبار أن الأمم المتحدة أعلنت أن اليمن تعيش أكبر أزمة إنسانية في العصر الحديث ولكنها حتى هذه اللحظة لا تعترف بشكل صريح باليمنيين اللاجئين ولا تمنحهم حق اللجوء كما يحدث مع بقية الجنيسات الأخرى التي تعاني بلدانهم من الحرب”.
في السياق ذاته يقول محمد الخامري (صاحفي مقيم في بلجيكا) “الحربُ وعدم وجود ضوء في آخر النفق، وعدم وجود أمل في القيادات السياسية والشخصيات الاعتبارية الموجود في المشهد سواء كانت في صنعاء أو في عدن أو في الرياض أو غيرها من الدول كل هذا دفع باليمنيين إلى تفضيل الهجرة إلى الخارج على الرغم من مخاطرها”.
وأضاف الخامري ل “يمن مونيتور” الحرب تدمر ولا تعمر، تشتت وتمزق النسيج المجتمعي، وتمزق أواصر القربى وتقتل الناس وتدمر البلدان وبالتالي فكل من يستطيع أن يجد له مخرج فلا يقصر في ذلك؛ هروبًا من الموت حربًا أو قصفًا أو من الموت بالأوبئة أو بالجوع والفقر والمرض فهو يهرب بنفسه “ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجرون فيها”.
وأردف “الهجرة أصبحت مغلقة على الكثير من الدول التي فيها حروب واليمن من ضمنها وبالتالي فهم يسلكون هذه الطرق الملتوية وبعضهم يصل والبعض الآخر لا يصل، يموت غرق في البحار أو يموت بسبب صقيع الجو أو قنصًا في معابر اللجوء في منافذ الدول”.
وتابع “بالنسبة لمن وصل إلى أوروبا فهناك يبدأ حياة جديدة، إذ ينقسم اليمنيون واللاجئون بشكل عام إلى نوعين منهم من يرى أنه وصل إلى بلد يجب أن يوفر له كل شيء دون أن يبذل أي مجهود وهذا يكون عالة على تلك الدول فتنتظر الفرصة السانحة لإرساله إلى بلاده والتخلص منه”.
وواصل “هناك- أيضًا- من انخرط في مجتمعاتها وأسس لنفسه مكانًا بينهم سواء في المجال التعليمي أو الوظيفي أو التجاري
أو أي مكان يكفيه إقامته وإقامة أسرته ولا يكون عالةً على الدولة بل يصرف ويساهم في دفع الضرائب ورفد الخزانة العامة لتلك الدول بالأموال وهذا ستبقى تلك الدول متمسكة به حتى وإن انتهت الحرب في اليمن”
وأشار إلى أن “غالبية اليمنيين هم من النوع الثاني، من النوع النشط الذي يقدم ويبذل الكثير فأنا إلى هذه اللحظات لا أعرف أحدًا من اليمنيين المهاجرين من يكون عالةً على تلك الدول”.
واختتم “أدعو كل اليمنيين أن يستوعبوا الدروس ممن سبقوهم من الجنسيات الأخرى، وأن يجدوا لهم مكانًا بعزة وكرامة في تلك الدول، بأن ينخرطوا في تلك المجتمعات بالتعليم والتوظيف والأعمال التجارية وغيرها وهي متاحة بشكل كبير فيما يضمن لهم العيش الكريم”.
من جهته يقول الناشط الاجتماعي سمير وديع “إن تكن يَمَنِيًّا فهذا يعن أن أكبر طموحاتك أن تعيش حياة خالية من الفقر والجوع ومن الحرب التي تأكل كل شيء”.
وأضاف وديع ل “يمن مونيتور” جميعنا نعلم أن الحرب هي الدافع الأساسي للكثير من الشباب في الهروب من هذا الوطن واتباع طُرق الهجرة غير الشرعية للخروج من هذا البلد الذي أصبح جحيمًا “.
وتابع” نعلم جميعنا كمية المعاناة التي يواجهها كل من يقدم على الهجرة بطريقة غير شرعية والتي قد وصلت بالكثير من المقدمين عليها إلى الموت جوعًا أو غرقًا، لكن هذا لن يردع الشباب عن خوض هذه المجازفة الخطيرة، فهُم يعلمون أنهم ميّتون في هذا البلد لا محالة “.
وواصل” لهذا هم يخوضون مغامرة كبيرة كهذه؛ لأنهم يرون أن هذه المغامرة ستضمن لهم العيش الهادئ والكريم بعدها وكما يُقال: أن تموت وأنت تحمل هدفًا تريد بلوغه، أفضل من الموت عاريًا من أي هدف وغاية “.