القصف الروسي مستمر على كييف.. ومبادرة تركية لإقامة مناطق وقف نار
يمن مونيتور/ وكالات:
أطلقت روسيا صليات من الصواريخ على البنية التحتية الرئيسة في كييف ومناطق أخرى من أوكرانيا، السبت، بحسب مسؤولين أوكرانيين، بينما أعربت تركيا عن استعدادها للضغط من أجل إقامة مناطق “وقف إطلاق نار محلي” في أوكرانيا “لتعذر التوصل لاتفاق سلام”.
ورأى مستشار الرئيس التركي للشؤون الخارجية إبراهيم قالين أن “لا روسيا ولا أوكرانيا يمكنها الانتصار في الحرب عسكرياً”، مشدداً على أنه “سيتحتم عليهما في نهاية المطاف التفاوض من أجل التوصل إلى تسوية مقبولة” من الطرفين.
وتوسطت تركيا في مفاوضات مباشرة بين روسيا وأوكرانيا، خلال الأشهر الماضية، فيما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “هدنة مؤقتة” بالتزامن مع عيد الميلاد الشرقي، في أعقاب محادثات مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وسُمع دوي عدد من الانفجارات في العاصمة الأوكرانية، السبت، فيما أكد مسؤولون أوكرانيون أن ضربات استهدفت بنى تحتية أساسية في المدينة.
وكتب نائب رئيس الإدارة الرئاسية الأوكرانية كيريلو تيموشنكو عبر تليجرام، أن “هجوماً صاروخياً على منشآت بنى تحتية حيوية” جار في كييف.
بدوره، تحدث رئيس بلدية العاصمة فيتالي كليتشكو عن انفجارات في منطقة دنيبروفسكي وحضّ السكان على “البقاء في الملاجئ!”.
وسقطت شظايا صاروخ في منطقة جولوسيفسكي من دون أن تسبب إصابات، كما قال كليتشكو.
هجمات صاروخية
وقال حاكم منطقة خاركوف شمال شرقي البلاد، إن “العدو شن هجوماً صاروخياً جديداً على البنية التحتية الأساسية”، لافتاً إلى أن “انقطاع التيار الكهربائي الطارئ يمكن أن يتسبب في إغراق ثاني مدن أوكرانيا في الظلام”.
كما سُجلت هجمات في الجنوب بمنطقة زابوروجيا، بحسب “فرانس برس”.
وقال إيجور تابوريتس رئيس منطقة تشيركاسي (وسط)، إن “العدو يهاجم مرة أخرى أراضي أوكرانيا”، موضحاً أنه يتوقع إنذارات واسعة في منتصف النهار.
وتقصف موسكو بشكل منهجي البنية التحتية الحيوية في أوكرانيا، ما يجبر شركات الطاقة على إصلاح الشبكة بسرعة مع حلول فصل الشتاء، وذلك منذ أكتوبر الماضي وبعد سلسلة من النكسات في أوكرانيا.
تضارب بشأن مصير سوليدار
وعلى خط الجبهة الشرقية، قالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية في تقريرها المسائي إن “القتال من أجل سوليدار مستمر”، من دون أن تضيف مزيداً من التفاصيل.
جاء ذلك، بعدما كانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت في بيان أن “تحرير” مدينة سوليدار “استكمل (…) في 12 يناير مساء”.
إلى ذلك، حيا الجيش الروسي “الأعمال الشجاعة” لمقاتلي مجموعة فاجنر التي نفذ مقاتلوها “الهجوم المباشر على الأحياء السكنية داخل سوليدار”، في اعتراف نادر بين القوتين اللتين تنافستا في أغلب الأحيان على الأرض في أوكرانيا.
وكان الناطق باسم القيادة الشرقية للجيش الأوكراني سيرجي تشيريفاتي، صرح بأن قواته “تسيطر على الوضع في ظروف صعبة” بمواجهة “أفضل الوحدات في فاجنر وقوات روسية خاصة أخرى”.
وأكد معهد دراسات الحرب “آي أس دبليو” ومقره الولايات المتحدة، في نشرته اليومية السبت، أن “القوات الروسية استولت (في الواقع) على سوليدار في 11 يناير على الأرجح”، أي الأربعاء.
ولتدعيم ملاحظاته أشار إلى “صور لمواقع جغرافية نشرت في 11 و12 يناير (…) تكشف أن القوات الروسية تسيطر على الأرجح على الجزء الأكبر، من سوليدار إن لم يكن على المدينة بكاملها ودفعت القوات الأوكرانية إلى خارج الضواحي الغربية للمنطقة على الأرجح”.
ترقب في “سيفرسك”
في سيفرسك الواقعة على مسافة 25 كيلومتراً شمال سوليدار، سُمع دوي القصف المدفعي الجمعة، وعلى الشوارع المغطاة بطبقة رقيقة من الثلج، كان عدد قليل من السكان والجنود يتجولون بينما تعصف رياح جليدية باردة.
في غضون ذلك، يسود الترقب في سيفرسك، إذ يُحتمل أن تتحول سريعاً إلى مدينة على خط المواجهة الجديدة، عقب استيلاء القوات الروسية على سوليدار.
وبعد أن ظلوا محرومين من الغاز والكهرباء والماء والإنترنت، لا يعرف معظم سكان سيفرسك البالغ عددهم 1700 شخص، حسب السلطات المحلية، سوى القليل من الأخبار القادمة من جبهات القتال، بحسب “فرانس برس”.
إلى ذلك، رأى معهد دراسات الحرب الأميركي أنه “من غير المرجح أن يمهد” الاستيلاء على سوليدار “لتطويق وشيك لباخموت”، التي تبقى الهدف الرئيسي للجيش الروسي. وتقع على بعد 15 كيلومتراً جنوب غربي سوليدار.
وأشار المعهد في نشرته اليومية إلى أن ذلك “لن يسمح للقوات الروسية بفرض سيطرتها على خطوط الاتصال الأرضية الأوكرانية المهمة باتجاه باخموت”.
وتستعر المعارك منذ أشهر داخل باخموت وحولها، لكنها أصبحت أعنف في الأيام الأخيرة.