(انفراد) بين خلافات القادة وانتقاد الفساد.. لماذا يختطف الحوثيون مؤثري يوتيوب في صنعاء؟
يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص:
بدأ الحوثيون الأسبوعين الماضيين بحملة اختطاف طالت المؤثرين على يوتيوب، بعد أن بدأوا انتقاداً لقادة الجماعة الفاسدين في العاصمة صنعاء.
بدا الأمر بتعليقات غاضبة من أحمد حجر وهو أحد المؤثرين في يوتيوب، على الفساد المتعلق بعدة ملفات من بينها الكهرباء التجارية، أشار إلى مبالغ كبيرة من كومة أوراق بجواره تثبت فساد الحوثيين ووزارة الكهرباء. توالت الملفات اللاحقة لتشمل انتقادات للحوثيين.
بعد ذلك بأيام قام “حافلة صغيرة” (باص) مع عدة دوريات من الحي الذي يسكن فيه، اختفى منذ ذلك الحين ولا يعرف مكانه-حسب أحد الأفراد المقربين من العائلة تحدث لـ”يمن مونيتور”.
فشلت معظم الواسطات والاتصالات للعائلة مع قادة الحوثيين للإفراج عنه. قال المصدر إنهم علموا أن حجر “مختطف لدى جهاز الأمن والمخابرات”.
تقدم أحمد علاو ومصطفى المومري وحمود المصباحي بانتقاد اختطاف حجر وطالبوا بالإفراج عنه، بعد يوم من حديثهم كانوا جميعاً مختطفين بذات الطريقة “باص اختطف الجميع من الأحياء التي يعيشون بها”.
بالإضافة إلى ذلك، انتقدت المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي الفشل في معالجة المجاعة والفساد المستشري؛ واجه العشرات تهديدات بمصير مماثل ل”حجر” و”المومري”.
قال أحد الصحافيين الذين يعملون مع الحوثيين لـ”يمن مونيتور”: واجهنا سيلاً من التهديدات إذا استمرينا بانتقاد الفساد أو الحديث عن المجاعة”.
وأضاف “كان اختطاف مؤثري يوتيوب واضحة أن الاختطاف سيطال الجميع إذا لم نسكت جميعاً”.
يعيش الصحفيون في صنعاء بين تهديد الاختطاف والشطينة التي يقوم بها قادة الجماعة بما في ذلك زعيمها.
قال حجر في مقطع الفيديو قبل اختطافه للقادة الحوثيين “إذا كنت جديرًا بالثقة وتبحث عن الفاسدين، فسأقدم لك الدليل، إذا كانت ادعاءاتي غير صحيحة، أقتلوني؛ إذا كانت حقيقية، فحاسب هؤلاء (المسؤولين الفاسدين) “.
نشر علاو مقطع فيديو على قناته على موقع يوتيوب يطالب بالإفراج عن أصدقائه المحتجزين ويحذر الحوثيين من تجاهل الفساد أو الاضطرابات الشعبية وقال: “لن ننسى إخواننا المسجونين وسنواصل المطالبة بالإفراج عنهم”.
سرعان ما اجتاح الحوثيون منزله، ثم اختطفوه.
وقال عبد السلام جحاف، عضو مجلس شورى الحوثي: “كل من يخدم العدو هو عدو، والأجهزة الأمنية مكلفة بالقبض على كل من يحاول المساس بأمننا”.
كان حجر، والمومري، وعلاو، المصباحي يدعمون الجماعة ويعتبرونها السلطة الوحيدة، عادة ما هاجموا خصوم الجماعة واستهدفوهم؛ يعلون دائماً من شأن زعيم الجماعة ويعتبرونه رمزاً تبخراً كل ذلك وأصبحوا الآن متهمين يواجهون معظم الاتهامات التي وصمت بها الجماعة خصومهم من قبل.
يتزايد الحديث في صنعاء عن فساد الجماعة وجشع قياداتها، على متن حافلة في صنعاء تحدث الجميع عن فساد قادة الجماعة بغضب، قال أحدهم إنه كان مقاتلاً مع الجماعة: قاتلنا وتركنا عائلاتنا جائعة بالحد الأدنى من الاحتياجات، عندما عدنا كان المشرف الذي أرسلني للقتال يملك منزلاً ضخماً وعدة سيارات.
طالبت مسنة بأن يتلقى ابنها علاج الكيماوي وهو مصاب بالسرطان، بعد أن أوقف الحوثيون أدويتهم.
يتحدث الناس في المواصلات العامة والشوارع لم يعد هناك ما يخشونه -يقول الصحافي الذي تحدث لـ”يمن مونيتور”، مضيفاً: إنهم يخشون ثورة داخل الجماعة وثورة الناس ضدهم.
لكن مسؤولاً في رئاسة وزراء الحوثيين يشير إلى أن حديث المؤثرين على يوتيوب مدفوع بأجندة مختلفة رغم الغضب الكبير من الناس والذي يسمعه الجميع. قال لـ”يمن مونيتور”: يتعلق الأمر بتصفية حسابات بين قادة الحوثيين وخلافات باتت واضحة لكل من يعمل في مؤسسات الدولة.
الخلافات بين “أحمد حامد” مدير مكتب مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى ومحمد علي الحوثي (القيادي البارز في الجماعة)، وهي امتداد لخلافات ظلت في حالة احتقان متصاعد خلال العام الماضي.