اخترنا لكمغير مصنف

تكلؤ الحوثيين قبل مفاوضات الكويت.. بين المتغيرات والتكتيك التفاوضي

بعث الحوثيون وحزب صالح، في وقت متأخر من مساء امس الثلاثاء، رسالة للمبعوث الأممي ولد الشيخ أحمد يبلغونه فيها بموافقتهم على حضور مؤتمر الكويت. بعد تلكؤ استمر يومين.

يمن مونيتور/ صنعاء/ خاص
بعث الحوثيون وحزب صالح، في وقت متأخر من مساء امس الثلاثاء، رسالة للمبعوث الأممي ولد الشيخ أحمد يبلغونه فيها بموافقتهم على حضور مؤتمر الكويت. بعد تلكؤ استمر يومين.
وجاء في نص الرسالة التي حصل يمن مونيتور على نسخة منها “نؤكد موافقتنا على المشاركة في المباحثات وفقا لما أشرتم إليه في رسالتكم، مع احتفاظنا بحقنا في تسجيل أي موقف نراه مناسبا في حال عدم الالتزام بوقف الأعمال العسكرية أو فرض أجندة غير متوافق عليها”.
وكان مندوبو “الحوثي والمؤتمر” قد رفضوا مغادرة صنعاء لحضور مفاوضات الكويت مطالبين بالالتزام الكامل بوقف إطلاق النار، قبل السفر لحضور المحادثات، في حين وصل مندوبو الحكومة الشرعية إلى الكويت في وقت سابق قبل موعد المحادثات.
وقال مستشار لوفد الأمم المتحدة في الكويت، لرويترز، إن الحوثيين اتسموا “بالإيجابية الشديدة” حتى يومين وإنهم اتفقوا مع مبعوث الأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ احمد على كل شيء تقريبا. ولكن موقفهم “تغير تماما منذ ذلك الحين ما سبب ذلك صدمة لـ(ولد الشيخ أحمد).”
ورفض الحوثيون كذلك جدول أعمال مقترحا ينص على أن يسلموا أسلحتهم الثقيلة وينسحبوا من المناطق التي يسيطرون عليها قبل تشكيل حكومة جديدة تمثل فيها جميع القوى اليمنية. قبل أن يعلنوا مساء أمس موافقتهم على المفاوضات وفقاً لضمانات قالت مصادر مطلعة إن المبعوث الأممي التزم بها تجاههم. دون المزيد من التفاصيل عن طبيعة الضمانات وفحواها.
وليست هذه هي المرة الأولى التي يتخلف فيها الحوثيون عن حضور المفاوضات في موعدها.
وفي يونيو 2015م، أدى تأخر الحوثيين وحلفائهم عن الحضور إلى العاصمة السويسرية في ما عرف ب”جنيف 2″، أدى إلى تأجيل المؤتمر حتى 16 يونيو، بدلاً من 14 يونيو الموعد الذي كان من المقرر أن يعقد فيه. وفيما كان وفد السلطة الشرعية والمكونات السياسية قد وصل إلى جنيف. قبل الموعد المحدد، كان الحوثيون ما يزالون في صنعاء، قبل أن يغادروا في 14 يونيو على متن طائرة تابعة للأمم المتحدة متجهين إلى جنيف.
ولم يصدر حينها عن الميليشيا أي رفض رسمي لحضور المؤتمر لكنهم ظلوا يتذرعون بأنهم لم يتسلموا توضيحًا رسميًا من المبعوث الأممي حول المكونات السياسية التي يفترض أن تحضر المشاورات. كما اعترضوا على الأسماء التي وردت في قائمة الحكومة الشرعية، ويقولون إنهم يريدون التحاور مع أحزاب فاعلة على الأرض، وليس شخصيات.
وفي الفترة التي كانت الجماعة مسيطرةً فيها على صنعاء كان بعض وزراء حكومة بحاح ينتظرون لساعات للقاء المندوب الحوثي الذي سيتفاوضون معه حول قضايا تخص وزارتهم أو كلفوا بمناقشتها مع الحوثيين. بينما كان هذا دأبهم في كل المفاوضات التي خاضوها مع خصوم لهم طوال تاريخهم الذي تتخلله استراحات مراوغة على شكل مفاوضات.
ومن الواضح أن المبررات التي تأتي عادةً في اللحظات الأخيرة، ليست سوى ذرائع يتذرع بها الحوثيون، من أجل الوصول متأخرين، تحت سقف قاعدة ساذجة أثيرة لدى الجماعة: من يصل متأخراً هو الأكثر أهمية. بينما يكاد يكون التأخر تكتيكاً تفاوضيا تتبعه الجماعة، لتعزيز موقفها النفسي. والايحاء لأنصارها وخصومها معاً بأنها ما تزال قويةً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى