ميديا

أسوأ من الألعاب النارية.. رسائل البريد الإلكتروني تهدد المناخ!

يمن مونيتور/ قسم الأخبار:

الجميع يعلم مدى الضرر المادي والبيئي الذي تخلفه الألعاب النارية، لكن رسائل البريد الإلكتروني لا تقل ضرراً عنها. كما أن صندوق البريد الإلكتروني الممتلئ أكثر ضرراً من حقيبة بلاستيكية! فكيف يوضح الخبراء ذلك؟

إصابات وأضرار مادية للمركبات والمباني وكميات هائلة من النفايات وفزع الحيوانات الأليفة ومستويات عالية من الغبار الناعم. هذا ما تؤكده أيضاً أرقام من وكالة البيئة الفيدرالية (UBA)عن أضرار الألعاب النارية. إذ يتم إنتاج 800 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون في ألمانيا كل عام عن طريق الألعاب النارية وحدها.

ولكن إذا أرسل كثيرون التهاني بالعام الجديد عبر البريد الإلكتروني يشبه عرضاً آخر للألعاب النارية، وفق مجلة بريزانت (BRISANT) الألمانية.

البصمة الكربونية للرسائل الإلكترونية

البريد الإلكتروني  يضر بالبيئة مثل حقيبة بلاستيكية – وبريد إلكتروني بدون مرفق، أفضل بكثير من بريد إلكتروني يتضمن مرفق بحجم كبير. فوفق منظمة “مشروع محو أمية الكربون” للتصدي للتغير المناخي، يولد بريد إلكتروني واحد حوالي 10 غرامات من ثاني أكسيد الكربون، وذلك مع مرفق كبير يصل إلى 50 غراماً من ثاني أكسيد الكربون.

إرسال صورة عطلة مع عشرة أصدقاء بحجم1ميغا بايت يعادل القيادة 500 متر في السيارة (بمحرك احتراق). وفق الإحصاءات، في عام 2022 تم إرسال أكثر من 333 مليار بريد إلكتروني في المتوسط يومياً في جميع أنحاء العالم.

لكن كيف تولد رسالة بريد إلكتروني واحدة الكثير من ثاني أكسيد الكربون؟ يتم إرسال البيانات الموجودة في البريد الإلكتروني إلى مراكز البيانات التي غالباً ما تكون على بعد آلاف، إن لم يكن عشرات الآلاف من الكيلومترات. يمر البريد الإلكتروني عبر العشرات من أجهزة التوجيه والخوادم وأجهزة الكمبيوتر الأخرى. كل من هذه الأجهزة التقنية يستهلك الطاقة من أجل العمل.

تصبح أماكن انتظار الخادم ساخنة ويجب تبريدها بشكل مصطنع. كل هذا يستهلك قدراً هائلاً من الموارد. ومن أجل تقريب الصورة: إذا كان الإنترنت دولة، ستحتل المرتبة الثالثة في تصنيف ثاني أكسيد الكربون بعد الصين والولايات المتحدة الأمريكية.

الصندوق الممتلئ يفاقم الضرر!

وقد تتفاقم المشكلة بسبب امتلاء صندوق البريد الإلكتروني. لأنه حتى لو بقيت رسائل البريد الإلكتروني غير مفتوحة، فإنها  تتسبب في 0.3 غرام من ثاني أكسيد الكربون، وفق مجلة “Futura Science” . لا يتم فتح 80 في المائة من رسائل البريد الإلكتروني التي تستمر في استهلاك الطاقة من أجل تخزينها. لأن جميع البيانات مخزنة في مراكز البيانات.

وحسب حجمها، تستهلك كمية هائلة من الكهرباء كل عام وتنتج حوالي 0.3 في المائة من غازات الاحتباس الحراري  العالمية.

بعد كل هذه الأرقام الصادمة، الخبر السار هو أنه يمكن للجميع فعل شيء للتقليل من المستوى المرتفع لاستهلاك ثاني أكسيد الكربون بسبب رسائل البريد الإلكتروني.

بداية ينصح بحذف رسائل البريد الإلكتروني بانتظام، كذلك إعداد عامل تصفية البريد العشوائي للتعرف على رسائل البريد الإلكتروني المماثلة بسهولة وحذفها بسرعة في المستقبل.

إضافة إلى ذلك ينصح الخبراء بإرسال الصور فقط في نسخ مضغوطة أي أصغر حجماً. وتجنب إرسال رسائل البريد الإلكتروني مع سجلها. كما أنه من الضروري تحديد المرسل إليه بدقة وتجنب إرسال الرسائل غير الضرورية.

 

DW

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى