النازحون في صنعاء يكافحون وسط شتاء قارس
(شينخوا)/ ترجمة خاصة:
مع انخفاض درجات الحرارة في اليمن، تكافح الآلاف من العائلات النازحة داخليا للبقاء على قيد الحياة في شتاء قاس آخر في الحرب الأهلية المدمرة والممتدة.
يتكدس اللاجئون في خيامهم الممزقة، في مخيم ضروان الواقع في الضاحية الشمالية من صنعاء، تحت رحمة برد الشتاء القارس
وقالت فوزية ناصر وهي نازحة وأم لاثني عشر طفلاً “نحن نعيش في هذا المخيم منذ أربع سنوات. كل شتاء نعاني بشدة من البرد. هذا الشتاء مرض بعض الأطفال وكبار السن ولم نتمكن من توفير العلاج المناسب لهم. فماتوا”.
اقرأ/ي أيضاً.. نازحو اليمن في فصل الشتاء.. صراعٌ كبيرٌ مع البرد القارس والجوع القاتل! (تقرير خاص)
تعيش الأم وعائلتها جميعًا داخل خيمة لا تكاد تحميهم من الرياح شديدة البرودة. فيما ثلاثة من أبنائها مرضى أيضًا، ولم يأت أحد لمساعدتهم.
تقع صنعاء، التي تخضع لسيطرة الحوثيين، في وسط مرتفعات اليمن، وهي أبرد من معظم أجزاء شبه الجزيرة العربية. قد يكون الشتاء، خاصة في الليل، قاسياً لمن ليس لديهم سقف فوقهم.
انتقل محمد حسين البالغ من العمر سبعين عامًا مع زوجته وأطفاله الثمانية إلى مخيم ضروان في عام 2015 وهو أحد أطول المقيمين في مخيم اللاجئين.
وقال إنه فقد كل أمل مع استمرار الحرب إلى ما لا نهاية وتفاقم الأوضاع المعيشية في المخيم عاماً بعد عام.
وأضاف الرجل العجوز: “أنا رجل عجوز فقد منزله. كل ما لدي داخل خيمة مكسورة. أطفالي يتضورون جوعًا ويرجفون من البرد. ليس لدي أمل في الحياة”.
عند وصولهم إلى هنا، اعتقد معظم النازحين أنهم وجدوا أخيرًا الأمان والمأوى. ومع ذلك، مع استمرار الحرب، أصبح ما كان من المفترض أن يكون مأوى مؤقتًا لأكثر من 500 عائلة نازحة داخليًا بشكل تدريجي حيًا فقيرًا دائمًا، حيث انتظر اللاجئون بلا جدوى في الفقر المدقع والقذارة.
العائلات النازحة هنا تفتقر إلى الملابس والبطانيات ومياه الشرب والطعام والرعاية الطبية والأحذية والحليب لأطفالها. حيث ينام الكثير منهم جائعًا على الأرض الباردة، مما تسبب لهم في الإصابة بقضمة الصقيع الشديدة (إصابة جلدية تحدث عند التعرض لدرجات حرارة منخفضة للغاية-المترجم).
وقال حسين، اللاجئ المسن، “في الصيف، تهطل أمطار غزيرة وأمراض معدية. وفي الشتاء نعاني من قضمة الصقيع والمزيد من الأمراض”.
وأضاف: “ليس هناك نهاية لمعاناتنا”.
اقرأ/ي أيضاً.. الحكومة اليمنية تستغيث لإنقاذ 81 ألف أسرة نازحة بمأرب من البرد القارس
غرقت اليمن في الحرب منذ أواخر عام 2014، عندما سيطرت جماعة الحوثي المدعومة من إيران على جزء كبير من شمال البلاد وأجبرت الحكومة المعترف بها دولياً وتدعمها السعودية على الخروج من العاصمة صنعاء.
تسببت سنوات من الحرب القاسية في ما وصفته الأمم المتحدة بأكبر أزمة إنسانية على وجه الأرض. ويقدر أن ربع سكان البلاد، أو أكثر من 4 ملايين، قد شردوا خلال الحرب.