تعز في عام 2022.. قذائف الموت الحوثية مستمرة في سفك دماء المدنيين رغم الهدنة الأممية
يمن مونيتور/قسم الأخبار
لم تكن مدينة تعز بمنأى عن جرائم القصف الحوثية التي تستهدف أحياءها السكنية منذُ ثماني سنوات لتخلف المئات من الضحايا والكثير من الخسائر المدنية على الرغم من الدور الذي لعبته الهدنة التي رعتها الأمم المتحدة في تراجع حدة المعارك في معظم الجبهات.
ومنذ أن دخلت الهدنة- التي ترعاها الأمم المتحدة- حيِّز التنفيذ في الثالث من أبريل، خُيل للجميع أن الحرب ستضع أوزارها لفترة من الزمن تلك المحددة في الهدنة، وأن المدنيين العزل سينعمون بقليل من الطمأنينة والهدوء؛ لكن الجماعة المسلحة واصلت استهداف المدينة الممتلئة بالملايين من المدنيين العزل وسفك دماء أطفال ونساءها.
وفي العام ذاته لم تكتف جماعة الحوثي بحصار المدينة، والتي كان من شروط الهدنة أن يفك هذا الحصار المفروض عليها، لكنها عملت إلى جانبه على قصف الأحياء الآهلة بالسكان بين فترة وأخرى.
قصفٌ حوثي استهدف مقر إدارة الأمن
بعد مرور شهر واحد من زمن الهدنة المزعومة وتحديدًا في يوم الأربعاء الموافق 5/4/ 2022م قصفت مليشيا الحوثي بطائرة مسيرة مقر إدارة الأمن بالجهة الشرقية من مدينة تعز، هذا الحي الذي يوجد فيه مركز الأمل لعلاج الأورام السرطانية المليء بالمرضى والمستشفى السويدي الخاص بالنساء والأطفال، بالإضافة إلى الحديقة والتي هي متنفس أهالي هذه المدينة المحاصرة.
وهذا القصف أصاب خمسة من رجال الأمن بجروح مختلفة، وتضرر منه مبنى الإدارة بشكل جزئي، كما تسبب بحالة من الهلع وسط النساء والأطفال في حديقة جاردن سيتي المجاورة لمبنى الإدارة.
قصفٌ استهدف حي الروضة داخل المدينة
ولم يكن ذلك القصف هو الوحيد الذي استهدف هذه المدينة بل تلاه ما هو أشد منه وجعًا وأكثر إيلاما، فقد كان حي الروضة جرحًا آخرًا من الجراح التي زرعتها الجماعة المسلحة في مدينة تعز خلال العام، ففي الساعة الخامسة والنصف من مساء يوم السبت الموافق 2022/7/23 أطلقت مليشيا الحوثي قذيفة هاون على أحد منازل المواطنين في حي الروضة ما أدى إلى إصابة اثني عشر طفلًا كانوا يلعبون في الشارع آنذاك، إصاباتُ الأطفال كانت بين خطيرة ومتوسطة وقد استشهد أحدهم في اليوم التالي للحادثة وهو البراء مراد الشريف.
ووقعت الحادثة حينها بالتزامن مع وجود المستشار العسكري للمبعوث الأممي في مدينة تعز بهدف تمديد الهدنة المزعومة، تلك التي ترعاها الأمم المتحدة ويدفع ثمنها المدنيون العزل.
وأثارت هذه الحادثة غضبًا شعبيًا كبيرًا ودفعت ناشطين إلى تنظيم وقفة احتجاجية أمام سكن المستشار العسكري للمبعوث الأممي منددين بأعمال الحوثيين الإجرامية ومدينين تماهي الأمم المتحدة إزاء هذه الجرائم البشعة في حق المدنيين.
والمستشار العسكري للمبعوث الأممي في الوقت ذاته، لم يكلف نفسه أن يزور ضحايا هذه الجريمة المروعة؛ بل رفض الطلب الرسمي الذي قدمته السلطة المحلية لزيارة مسرح وضحايا هذه الجريمة المروعة في أسلوب يوضح مدى تجاهل الأمم المتحدة لجراح هذه المدينة.
مرت الأيام ومدينة تعز إذا لم تشهد قصفًا مدفعي وضحايا القصف، فهي تشهد ضحايا القنص وأوجاعهم؛ فمسلسل الموت في تعز لا تنتهي حلقاته في ظل وجود هذه المليشيات وفي ظل تماهي الأمم المتحدة والمجتمع الدولي مع هذه الجماعة.
قصفٌ استهدف مدنيين في مديرية مقبنة غربي تعز
جاء يوم السبت الموافق 2022/10/8 ليضيف جرحًا آخرًا لأبناء تعز فقد شنت الجماعة المسلحة قصفًا مسيرًا أصاب ثمانية مدنيين بينهم طفل في مديرة مقبنة غربي تعز، وقد استهدف القصف هذه المرة سيارة كانت تقل مدنيين أثناء مرورها في “وادي حمر” المحرر حديثا.
قصفٌ مدفعي استهدف حي المطار القديم
وما يكاد يندمل جرحٌ إلا ويأتي آخر أكبر منه وأوجع ففي يوم الأحد من الشهر ذاته الموافق2022/10/30 شنت مليشيا الحوثي قصفًا مدفعيًا مكثفًا على حي المطار القديم في مدينة تعز وقد استشهد مدني إثر هذا القصف وأصيب خمسة أطفال، اثنان منهم بترت إحدى قدميهما فيما البقية أصيبوا بجروح خطرة وسط خوف كبير اعترى السكان هناك ولا سيما الأطفال منهم والنساء.
قصفٌ حوثي استهدف قرية الدمينة في مديرية الصلو
ولقرى تعز نصيبٌ من الوجع الذي تأتي به هذه المليشيات ففي يوم الجمعة من تأريخ 2022/11/3شنت مليشيا الحوثي قصفًا بقذائف الهاون على قرية الدمينة في مديرية الصلو جنوب مدينة تعز ما أدى إلى إصابة 4 مدنيين بينهم امرأة تدعى زينة عبدالله والتي كانت في شهرها الثامن في الحمل وقد فارقت الحياة في اليوم التالي متأثرة بالإصابة.
قصفٌ آخر استهدف قرية “حمر” في مديرية مقبنة
وبعد يومين من هذه الحادثة وتحديدًا يوم الأحد الموافق 2022/11/5 قتلت امرأة وأصيبت أخرى وطفل، بقصف حوثي استهدف قرية” حمر” التابعة لعزلة المجاشعة، وهذا القصف المتكرر على هذه القرية نجمت عنه موجةُ نزوح واسعة للسكان؛ فقد أجبر القصف الحوثي العديد من الأسر القاطنة في قرية “حمر” على النزوح إلى مناطق أخرى في عزلة المجاشعة، ليعشوا وجعًا آخر وقلقًا كبيرًا.
ليست هذه كل أحداث القصف للأحياء السكنية التي ارتكبتها مليشيا الحوثي بحق المدنيين في تعز، فصفحة هذه المليشيات مليئة بدماء الأبرياء العزل، كما أن جسد تعز مليءٌ بالجروح الغائرة التي لم تندمل ولو بعد حين.