الحوثيون و”صالح”.. خطى متثاقلة في الطريق إلى الكويت
على عكس ما يبديه الحوثيون وأنصار “صالح” من ابتهاج بجولات المشاورات السابقة، تبدو خطاهم هذه المرة متثاقلة نحو مشاورات الكويت التي كان مقرر انعقادها اليوم الاثنين. يمن مونيتور/ خاص/ وحدة التقارير
على عكس ما يبديه الحوثيون وأنصار “صالح” من ابتهاج بجولات المشاورات السابقة، تبدو خطاهم هذه المرة متثاقلة نحو مشاورات الكويت التي كان مقرر انعقادها اليوم الاثنين. ويرى مراقبون أن المماطلة التي يقوم بها وفد الحوثيين و”صالح”,في عدم الذهاب إلى الكويت ، سببها أنهم يدركون جيداً حجم الضغوط التي ستمارس ضدهم في هذه الجولة من المشاورات، والاجماع الدولي على ضرورة تنفيذ القرارات الأممية وفي مقدمتها 2216 ، بما في ذلك حلفائهم الروس .
و ما يزال الوفد الحوثي/ صالح، متغيباً حتى وقت متأخر من مساء الاثنين ( 23:00 ) بتوقيت صنعاء، دون أن صدر أي بيان أو حتى مجرد توضيح لهذا التلكؤ، سوى تصريحات للناطق الرسمي للجماعة محمد عبدالسلام ، أعلن فيها “ضمنياً”، رفضهم الذهاب إلى الكويت، تحت مبررات مكرورة من قبيل وقف العدوان بشكل كامل و وقف تحليق الطيران .
وكما لو أنها جولة محادثات السلام الأخيرة التي ستنهي الحرب ، يستقوى الحوثيين بالسلاح حتى الرمق الأخير من أجل تحديد شكل تواجدهم في مستقبل اليمن . فبعد وقت قليل من تصريح ناطق الجماعة التي طالب فيها الأمم المتحدة بايضاحات حول ” أجندة الحوار” وحديثه عن الشراكة والتوافق , قال ما يسمى بـ” رئيس اللجنة الثورية، محمد علي الحوثي، إن ذهابهم إلى الكويت لن يكون إلا بعد الاتفاق على بعض التفاصيل ، دون الافصاح عنها .
وحاول ( يمن مونيتور) التواصل مع قيادات حوثية للاستيضاح حول طبيعة شروطهم التي جعلتهم يتأخرون عن محادثات الكويت ، لكن قيادي بارز في الجماعة رفض في اتصال هاتفي التعليق على سبب هذا التأخر، ووعد بالإدلاء بمعلومات في وقت لاحق، لكنه امتنع عن الرد على المحاولات المستمرة في الاتصال به.
القيادي في حزب “صالح”، حسين حازب، قال لـ(يمن مونيتور)، “إن حزبه ملتزم حرفياً بما اتفق عليه مع المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد، لكنه ليس مستعد للذهاب للكويت قبل التثبت من وقف كامل لإطلاق النار في جبهات القتال كافة”.وأضاف “حازب”، أن “لدينا رغبة في الذهاب للكويت، لكن يبدو أن هناك طرفاً يريد أن يعطّل المشاورات، والعودة إلى المربع الأول”، متهماً “التحالف بمواصلة الغارات والتحليق وعدم الالتزام بالهدنة”.وحول سؤاله عن وجود خلافات بين حزبه والحوثي أدى لتأخر سفر الوفد إلى الكويت، نفى حازب أن “يكون هناك خلاف بينهما لاسيما فيما يتعلق بـ”القضايا الوطنية”، لافتا أن هذا لا يعني عدم وجود “تباينات في مواقف أخرى”، فلكل رؤيته ومواقفه، د تعبيره
و تؤكد الدلائل أن النفي الذي يعلنه القاده عن عدم وجود خلافات بين الحوثي و”صالح”، هو أمر يخالف الواقع، فالأخير امتعض لإجراء الحوثي مشاورات وتبادل أسرى مع السعودية دون أن يكون طرفاً فيها.
هذا الخلاف انعكس على تحركات الطرفين في العاصمة صنعاء خلال الأيام القليلة الماضية، وتنظيم كل طرف منهما لمظاهرات منفردة، كان أكبرها حشداً تلك التي دعا إليها حزب الرئيس السابق، وخطب فيها زعيمه؛ فيما حشد الحوثيون أعداداً اقل بكثير من تلك التي حضرت في صباح اليوم ذاته بميدان السبعين استجابة لدعوة صالح.
ويبدو أن وفد الحكومة الشرعية إلى الكويت بدا منسجماً أكثر من ذي قبل، ويتحرك بدبلوماسية ذكية، فقد نشر لجانه المشرفة على تثبيت وقف إطلاق النار في الداخل، وأعلن استمراره في الهدنة، ومسار السلام؛ مستغلاً حالة “الفلتان” التي يعانيها وفد الحوثي/ صالح، والأخير يثبت عملياً بمماطلته الحضور للمشاورات عدم جديته في السير بمسار الحل السلمي.
يتوهم الحوثيون و”صالح” أنهم سيحققون بالسلاح ما لا يحققونه بالسلام، لكن المراقبين يرون أن تفويت فرصة السلام هذه المرة ستكون كلفتها عالية، ما يعني حرق مستقبلهم السياسي إلى الأبد.وكان مصدر حكومي قال في وقت سابق لـ(يمن مونيتور) إن خلافات عميقة تعصف بوفد الحوثيين و”صالح” تسببت في تأخرهم عن الحضور لمشاورات الكويت.
المصدر اتهم من سماهم الانقلابيين بـ”البحث عن بطولات وهمية، فيما هم يعيشون خلافاً حاداً وتناقضات تنذر بفك تحالفهم؛ مستدلاً بالتظاهرات المنفردة لكل طرف، والتراشق الإعلامي الذي تزداد حدته يوماً بعد آخر”.