عام 2022.. المرأة اليمنية تفجر ثورة جديدة في حب الأعياد الوطنية والاحتفال بمكاسبها (تقرير خاص)
يمن مونيتور/ إفتخار عبده
لم تكنِ المرأةُ اليمنية بمنأى عن الاحتفال بالأعياد الوطنية- في الأعوام السابقة، ولكن حضورها هذا العام كان لافتًا وبشكل كبير، فقد أقامت، احتفالاتٍ عظيمةً بالأعياد والمناسبات الوطنية في الكثير المحافظات اليمنية الواقعة تحت سيطرة الشرعية وبعض المحافظات الواقعة تحت سيطرة الحوثيين كمحافظة إب.
إن الحربَ في اليمن والمؤامراتِ عليها من قبل مليشيا الحوثي في الشمالِ ومن قبل مليشيا الانتقالي والإمارات في الجنوب، كلُّ هذه المؤامرات كشفت للجميع ولا سيما للمرأة مدى الحقد الذي يكنه أعداء الوطن له؛ ولهذا فإن ثقافة الوطنية والدفاع عن الوطن والحفاظ على مكتسبات الثورة أمرٌ مهمٌ ينبغي أن تتعلمه الأجيال الناشئة، وأن تعي هذه الأجيال معنى الجمهورية والوحدة، وأن تعي معنى الإمامة والاستعمار وأهمية التحرر منهما، فالاحتفالات بالأعياد الوطنية بحد ذاتها ثورةٌ أخرى في وجه كل من تسول له نفسه إعادة ظلم السابقين.
وهذا ما دفع المرأةَ اليمنية نحو إقامة العديد من الفعاليات والكرنفالات الاحتفالية في الكثير من المحافظات اليمنية، ففي الوقت الذي تسعى فيه مليشيا الحوثي في بث السم في عقول الأجيال الناشئة، تسعى المرأة اليمنية في الجهة الأخرى إلى زرع القيم والمبادئ الوطنية والدينية لتكون الأجيال على علم ودراية بمعنى الوطن وحبه والدفاع عنه وفق رؤيةٍ حقيقيةٍ خاليةٍ من التدليس.
احتفالُ المرأة بالأعياد الوطنية في محافظة تعز
أقامت مدرسة الشهيدة نعمة رسام للبنات بقيادة مديرتها رجاء الدبعي احتفالاتٍ بهيجةً بالأعياد الوطنية، فقد أقامت كرنفالاتٍ عديدة استقبلت بها الذكرى الستين الثورة السادس والعشرين من سبتمبر وذكرى ثورة الرابع عشر من أكتوبر والثلاثين من نوفمبر، تخلل هذه الكرنفلات الأغاني الوطنية التي صدحت بها أصوات الطالبات في تلك المدرسة وعرض جميل تجسد فيه حب الوطن والولاء له بالإضافة إلى العديد من الفقرات المتنوعة والتي تصب جميعها في الولاء الوطني وتلهب الحماس في قلوب الجماهير الحاضرين والمتابعين لها عن بعد.
هذه الخطوة الجميلة أثارت الحماس لدى الكثير من المعلمات في ربوع الوطن ولدى الكثير من مديرات ومعلمات المدارس في مدينة تعز، فقد حذت الكثير من المدارس في مدينة تعز حذو هذه المدرسة في استقبال الأعياد الوطنية، ولكن نصيبهن من الظهور في الإعلام كان قليلًا مقارنة بالظهور الذي تمتعت مدرسة نعمة رسام.
احتفالُ المرأة بالأعياد الوطنية في محافظة المهرة
وبالمناسبات الوطنية أيضًا أقامت مدرسة 26سبتمبر للبنات بمدينة الغضية احتفالًا كبيرًا بأعياد الثورة اليمينة السادس والعشرين من سبتمبر والرابع عشر من أكتوبر والثلاثين من نوفمبر، تخلل الحفل العديد من الفقرات، التي أبرزت دور المرأة ومشاركتها للرجل في الحياة الاجتماعية والسياسية منذ انطلاق ثورة السادس والعشرين من سبتمبر، بالإضافة إلى العديد من الفقرات التي جسدت أهمية هذه الثورات وكيفية الحفاظ على أهدافها النبيلة، والذود عن الوطن والوقوف صفًا واحدًا ضد كل المؤامرات التي من شأنها أن تدخل اليمن في دوامة الصراع، أو تعيد عهد الظلم والكهنوت.
احتفالُ المرأة بالأعياد الوطنية في محافظة مأرب
وفي محافظة الصمود والإباء (مأرب) أقامت دائرة المرأة بمديرية همدان محافظة صنعاء بمدينة مأرب، حفلا فنيًا وخطابيًا كبيرًا بمناسبة الذكرى التاسعة والخمسين لثورة الرابع عشر من أكتوبر، والذكرى الستين لثورة 26 سبتمبر، تحت شعار “على خطى الرابع عشر، ثورة أكتوبر المجيدة، تخلل هذا الحفل العديد من الفقرات التي تحث على موصلة السير في تحقيق أهداف ثورتي سبتمبر وأكتوبر المجيدتين ومواصلة النضال على دروب الثوار، بالإضافة العديد من الفقرات الفنية والثقافية والأغاني الوطنية المعبرة عن المناسبة.
احتفالُ المرأة بالأعياد الوطنية في محافظة إب
وفي محافظة إب الواقعة تحت سيطرة الحوثيين أقامت مديرة مدرسة الغد المشرق ورئيسة قسم تعليم الفتاة بمديرية السدة فاطمة حاتم احتفالًا بهيجًا بثورتي السادس والعشرين من سبتمبر والرابع عشر من أكتوبر على الرغم من أن مليشيا الحوثي ترفض رفضًا قاطعًا الاحتفال بالأعياد الوطنية ولا سيما ثورة 26 من سبتمبر تلك التي تعدها المليشيات نكبة أطاحت بأجدادهم، إلا أن هذه المرأة تحدت الصعاب واحتفلت هي وطالبات المدرسة بهذه المناسبة العظيمة، وهي تدرك أن هذا الفعل لن يروق لهذه المليشيات وقد، حدث بعدها أن صدر إشعار بتوقيف فاطمة حاتم مديرة المدرسة عن العمل، ومنع ممارستها لأي عمل تحت أي ظرف.
وكانت هذه هي ردة فعل الحوثيين إزاء ذلك، وقد سبق وأن أوقفت هذه المليشيات فائزة البعداني مديرة مجمع “محمد حميد دارس” بمديرية الظهار، بمدينة إب عاصمة المحافظة، وأحالتها للتحقيق على خلفية نشاط أقامته إدارة وطالبات المجمع التربوي بذكرى ثورتي سبتمبر وأكتوبر، لكن السخط الشعبي إزاء ردة فعل الحوثيين كان كبيرًا وهذا ما يعكس حب الشعب لهذه الثورة وتقديسه لهذه المناسبات الوطنية العظيمة.
وقد كانت هذه الخطوة الجريئة التي أقدمت عليها هاتان المديرتان برهانًا واضحًا على أن المرأة اليمنية لها إرادة قوية ولها عزيمة وإصرار تقدر على أن تقدم للوطن الشيء الكثير ولا يهمها العواقب ما دامت تدرك صحة وأهمية ما تقوم به.
ما أظهره الإعلامُ عن احتفال المرأة اليمنية بالأعياد الوطنية هو غيض من فيض، والحقيقة أن المرأة اليمنية احتفت بالأعياد الوطنية هذا العام بشكل لافت ليس إلا في المدارس والمجمعات، ولكن كان احتفالها بكل مكان تحضر فيه، سواء على مواقع التواصل الاجتماعي، أو أماكن العمل أو حتى في البيوت بين الأطفال، فقد أقامت الكثير من الأمهات مع أطفالهن احتفالات بالأعياد الوطنية تخللتها الأغاني الوطنية وتحضير الترتة والكثير من الزينة التي تعبر عن حب الوطن والولاء له كالأعلام الوطنية التي علقت في زوايا البيت أو ضعت على الملابس ورسمت على وجوه الأطفال.