الوساطة العُمانية تغادر صنعاء بـ”خفي حنين”
يمن مونيتور/ خاص:
غادر وفد الوساطة العمانية، يوم الأحد، العاصمة اليمنية صنعاء دون نتائج للوساطة رغم لقاءه قادة الحوثيين بمن فيهم زعيم الجماعة-حسب ما أفاد مسؤول كبير في سلطة الحوثيين مطلع على جزء من المباحثات.
وقال المسؤول لـ”يمن مونيتور” إن قادة الحوثيين حصروا الحديث والنقاش على شروطهم بشأن تجديد الهدنة والمتمثلة بتسليم “المرتبات” للموظفين الحكوميين والعسكريين في مناطق سيطرتهم من إيرادات النفط والغاز؛ وفتح مطار صنعاء الدولي وميناء الحديدة بالكامل دون معوقات. واستمرارها سواء في حالة الهدنة أو الحرب.
وأشار المسؤول إلى أن “الوفد العُماني قدم تصورات السعوديين إلى الحوثيين من أجل العودة إلى المباحثات بين الطرفين، واستقبل من قادة الحوثيين اشتراطاتهم”.
ولفت إلى أن “الحوثيين شددوا أن تنفيذ شروطهم قبل مناقشة تصور التحالف وأفكارهم”.
ويبدو أن الحوثيين متمسكين بشروطهم لتمديد الهدنة، ولم يتراجعوا عنها بَعد؛ وهو ما يثير عودة الحرب من جديد. لكن محمد عبدالسلام المتحدث باسم الجماعة ورئيس وفدها المفاوض قال إن لقاء عبدالملك الحوثي زعيم الجماعة “مع الوفد العُماني كانت مثمرة وقدمت تصورات للأفكار المطروحة في المفاوضات”.
كما أبلغ قادة الحوثيين الوفد العُماني “بضرورة وقف الطرف الآخر (الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً) أي إجراءات عقابية على الشركات التجارية أو التي تسهم في تمويل جهود حرب الجماعة”.-حسب ما أفاد المصدر.
وكانت الحكومة قد صنفت مطلع ديسمبر/كانون الأول الجاري 12 شركة محلية تستورد النفط إلى المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون على أنها “كيانات تمويل الإرهاب”، بعد أن كثفت الجماعة المسلحة هجماتها على موانئ ومنشآت النفط في مناطق سيطرة الحكومة. يأتي ذلك بناء على إعلان مجلس الدفاع الوطني في اليمن (أعلى سلطة دفاعية وأمنية في البلاد)، تصنيف جماعة الحوثي “منظمة إرهابية”، وتوعد باتخاذ “إجراءات صارمة تجاه الكيانات أو الأفراد الذين يقدمون لها الدعم والمساعدة”.
وتحدث المسؤول لـ”يمن مونيتور” شريطة عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول بالحديث لوسائل الإعلام.
ورفض الحوثيون تمديد الهدنة في اليمن التي انتهت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بعد استمرارها ستة أشهر، وسعت فيها الأمم المتحدة؛ وطالبوا بشروط وصفت بالغريبة مثل دفع مرتبات العسكريين التابعين للجماعة المسلحة. لكن لم يحدث تصعيد رئيسي للقتال منذ ذلك الحين.
ويعاني اليمن من كارثة إنسانية من صنع الإنسان سببتها ثماني سنوات من الحرب. بحلول أواخر عام 2022، كان أكثر من 17.8 مليون شخص، بما في ذلك 9.2 مليون طفل، يفتقرون إلى المياه الصالحة للشرب وخدمات الصرف الصحي والنظافة، وفقًا للأمم المتحدة.
وتصاعدت الحرب في اليمن منذ عام 2014، عندما سيطر الحوثيون على صنعاء ومعظم محافظات البلاد ما أجبر الرئيس اليمني السابق عبد ربه منصور هادي وحكومته، المعترف بها دوليا، على الفرار من العاصمة صنعاء. وفي مارس/أذار2015 تشكل التحالف بقيادة السعودية لدعم الحكومة الشرعية ومنذ ذلك الوقت ينفذ غارات جوية ضد الحوثيين في أكثر من جبهة توقفت خلال الهدنة.
اقرأ/ي أيضاً..
المواطن أكبر المتضررين.. تداعيات اقتصادية خطيرة لهجوم الحوثيين على موانئ تصدير النفط -تحليل خاص
الحكومة اليمنية تضع مستوردي الوقود المرتبطين بالحوثيين في “القوائم السوداء”
كيف تنهي حرب اليمن؟.. وجهة نظر أمريكية
المبعوث الأمريكي يحمل الحوثيين مسؤولية فشل جهود إنهاء الحرب في اليمن