أخبار محليةالأخبار الرئيسيةحقوق وحريات

تقرير حقوقي يسلط الضوء على انتهاكات الحوثيين بحق الحريات الدينية والأقليات خلال الحرب

يمن مونيتور/ قسم الأخبار

نشر المركز الأمريكي للعدالة (ACJ)، الأحد، تقريرا، سلط من خلاله الضوء على حجم الانتهاكات التي مست الأقليات والحريات الدينية والمذهبية في اليمن خلال فترة الحرب، وخطورة ذلك على النسيج المجتمعي والأمني في البلاد، داعياً الأطراف الضالعة في هذه الانتهاكات إلى التوقف فوراً عنها.

وأوضح المركز الأمريكي للعدالة أن التقرير استند على بيانات دقيقة تم جمعها خلال عملية رصد ميدانية دقيقة، وينقسم التقرير إلى فصلين رئيسيين، يستعرض الأول منهما الانتهاكات التي تعرضـت لهـا الأقليـات الدينيـة أبناء الطائفة اليهودية والمسـيحية والبهائيـة، فيما يستعرض الثاني الانتهاكات التي طالت الحريات الدينية والمذهبية في قسمين، يشمل الأول الانتهــاكات التــي طالــت أئمــة وخطبــاء المســاجد، ويستعرض الثاني الانتهاكات التي طالت دور العبادة.

ويذكر التقرير أن الأقلية اليهودية تعرضت لعدة انتهاكات من قبل جماعة الحوثي تمثلت في الاعتقالات، التهجير القسري، نهب الممتلكات العقارية والمنقولة، إغلاق المدارس الدينية، وبلغت الاعتقالات (10) حالات، وتم إغلاق مدرستين تابعتين لها، وتم تهجير (64) فردا من أبناء الطائفة اليهودية بشكل قسري ونهب ممتلكاتهم، ولم يتبقَ منهم في اليمن سوى (6) أشخاص.

ووفقاً للتقرير، تعرضت الطائفة المسيحية لـ(7) حالات قتل ارتكبها تنظيما القاعدة وداعش، إضافة إلى حالتي اقتحام وتدمير وحرق كنائس، و(6) حالات اعتقال وتعذيب ارتكبتها جماعة الحوثي، وتورطت الحكومة الشرعية واستخباراتها العسكرية في تعز بـ (3) حالات أخرى.

ومارست جماعة الحوثي عدة انتهاكات مارستها جماعة الحوثي ضد الطائفة البهائية من الاعتقالات والتعذيب والمحاكمات ومصادرة للممتلكات والتهجير القسري، تحقق فريق التقرير من عدد (71) حالة اعتقال بين ضحاياها (6) أطفال و(20) امرأة، و(25) محاكمة غير عادلة لأفراد بهائيين، صدر في بعضها أحكام بالإعدام ومصادرة الممتلكات.

وهَجَّرَت جماعة الحوثي (6) أفراد و(25) أسرة إلى خارج اليمن، ونهبت (9) منازل مملوكة للبهائيين ومؤسسات تابعة لهم، واعتقلت (20) امرأة، و(6) أطفال و(45) رجلا.

“التمييز المذهبي”

أما الانتهاكات على أساس التمييز المذهبي، فقد رصد التقرير ما ارتكبته جماعة الحوثي ضد جماعة السلفيين في قرية دماج في محافظة صعدة، موثقا (1154 ) انتهاك ،منها (199) حالة قتل بينهم (29) طفل و(4) نساء، وبلغت الإصابات في (599) بينهم (71) طفل و (9) نساء، وتعرضت (33) امرأة للإجهاض بسبب الخوف خلال القصف.

وتسبب الحصار على قرية دماج بإصابة (113) طفل بجفاف شديد وسوء تغذية، و(67) آخر بالتهابات رئوية، وتضررت (361) من الأعيان المدنية في القرية، منها (6) حالات قصف مساجد، و(346) منزل، و(3) مستشفيات، و(6) آبار مياه، وانتهت وقائع حصار قرية دماج بعملية تهجير واسعة بقوة السلاح، لأكثر من 5 ألف شخص من سكان القرية وطلاب دار الحديث التابع لجماعة السلفيين إلى محافظات عدة.

وطبقا للتقرير؛ فقد قُتِل (22) من أئمة وخطباء المساجد في محافظات عدن وأبين ولحج الخاضعة لقوات المجلس الانتقالي الجنوبي، و(4) آخرون في محافظة تعز، ووقعت (8) حالات انتهاكات ضد أئمة وخطباء المساجد في مناطق سيطرة جماعة الحوثي، شملت القتل والتعذيب وحالتي حكم بالإعدام.

وأكد التقرير وقوع (227) حالة اعتقال وإخفاء قسري لأئمة وخطباء المساجد، ارتكبت جماعة الحوثيين (171) منها، والمجلس الانتقالي الجنوبي (39) حالة، والجماعات المسلحة في تعز (12) حالة، والحكومة الشرعية في مأرب (5) حالات، إلى جانب (301) انتهاك متمثلة بعزل خطباء المساجد لأسباب سياسية مارستها جماعة الحوثي في المحافظات التي تسيطر عليها، و(41) حالة في محافظة عدن الخاضعة للمجلس الانتقالي الجنوبي.

وكشف التقرير عن تفجير جماعة الحوثي (27) مسجد و(15) من مدارس العلوم الدينية في محافظات عدة، في حين وقعت (17) حالة انتهاك بحق المساجد الأثرية، كانت مسؤولية جماعة الحوثي عن (6) منها، والقوات المشتركة في الساحل الغربي عن (5) حالات، وهدمت جماعة أبو العباس في تعز (3) مساجد أثرية، وتنظيم القاعدة (أنصار الشريعة) في محافظة حضرموت (3) مساجد.

وتسبب قصف طيران التحالف بإحداث أضرار كلية أو جزئية في (46) مسجد في محافظات صنعاء وعدن وصعدة ومأرب والجوف، في حين قصفت جماعة الحوثي (79) مسجدا في محافظات تعز والحديدة ومأرب والبيضاء والجوف وحجة وعدن ولحج  وشبوة.

وانفردت جماعة الحوثي بتحويل المساجد ودور العبادة الى ثكنات عسكرية وسجون، حيث وثق فريق التقرير تحويل الجماعة (303) مسجدا إلى ثكنات ومخازن أسلحة ومراكز تجميع للمقاتلين في عدة محافظات، واقتحمت (211) مسجدا في المحافظات الشمالية.

وتحقق التقرير من (1942) حالة استخدام المنابر الدينية للتحريض على العنف والكراهية، تورطت فيها جميع أطراف الصراع  محرضة على العنف والقتال والكراهية، وعملت جماعة الحوثي على تغيير أسماء (36) مسجد لأسباب سياسية أو عقائدية منفردة الجماعة بهذا الانتهاك دون بقية الأطراف.

كما انفردت جماعة الحوثي بمنع إقامة الشعائر الدينية والتضييق عليها، مثل صلاتي التراويح والقيام في شهر رمضان، بواقع (411) حالة، وانفرادها أيضاً بإخضاع موظفي الدولة لدورات مذهبية، بواقع (1113) حالة، مع معاقبة المتخلفين عن الحضور بالفصل من الوظيفة العامة.

“توصيات التقرير”

أوصى المركز الأمريكي للعدالة، في تقريره، الحكومة الشرعية بالعمل الجاد من خلال وزارة الأوقاف وكافة وسائل الإعلام على التوعية المستمرة من خطورة الأفكار الطائفية والمناطقية، وتبني الفكر الوسطي ونبذ العنف والكراهية.

كما طالب الحكومة اليمنية، بإعادة المواطنين اليمنين الذين هجرتهم جماعة الحوثي من الأقليات اليهودية والمسيحية والبهائية، والتعويض العادل وجبر الضرر لأسر ضحايا الاغتيالات، من أئمة وخطباء المساجد في البلاد، وأيضاً لمن تعرض للاعتقال أو الاخفاء القسري أو التعذيب منهم.

وأقرت التوصيات، أيضا، على ضمان عودة جميع الضحايا اليمنيين، الذين تم تهجيرهم من بلادهم ووطنهم على أساس ديني أو مذهبي أو سياسي، والإفراج عن المعتقلين من أئمة وخطباء المساجد وتعويضهم، وإعادة خطباء المساجد الذين تم إقصائهم من إلى أعمالهم.

وطالب التقرير بتفعيل دور القضاء في العاصمة المؤقتة عدن وإحالة المتهمين في وقائع اغتيالات الخطباء وائمة المساجد للقضاء، وإعادة تأهيل وترميم دور العبادة التي تضررت بفعل الحرب، وكفالة الحرية الدينية والمذهبية لعموم اليمنين.

كما حث التقرير على بناء تشريعات لكفالة الحريات الدينية وتجريم كل من يعتدى على الحق في الحرية الدينية بعقوبات رادعة.

وجاء في توصيات المركز الأمريكي للعدالة للحكومة؛ مطالبة جماعة الحوثي؛ بضمان كفالة الحق في حرية التدين والمعتقد والمذهب لجميع اليمنيين في كافة المناطق الخاضعة لسيطرتها.

ودعت توصيات التقرير الحقوفي، جماعة الحوثي، إلى التخلي كلياً عن فكرة التميز والأفضلية والاصطفاء التي تدعيها على أساس ديني وطائفي.

كما دعت توصيات التقرير جماعة الحوثي إلى معاملة جميع اليمنيين على قدم المساوة دون أي تمييز قائم على أساس العرق أو الدين أو المذهب أو الانتماء السياسي، وطالب الجماعة بالتوقف عن فرض العقائد على موظفي الدولة، وإجبارهم على الدورات الثقافية الطائفية.

وجاء في التوصيات للتحالف العربي مطالبته بالالتزام بقواعد الاشتباك وتجنب استهداف دور العبادة بشكل كلي، وإعادة بناء وترميم جميع دور العبادة التي تعرضت للضرر بسبب القصف الجوي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى