أهالي مديرية جنوبي تعز يطلقون مبادرة مجتمعية لرصف طريق المديرية (تقرير خاص)
يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ من فخر العزب
في ظل غياب وتغييب مؤسسات الدولة اليمنية بسبب الحراب الدائرة في البلاد منذ ثمان سنوات، برزت ظاهرة المبادرات المجتمعية للقيام بمشاريع تنموية خدمية عبر جمع التبرعات من المواطنين لإصلاح وفتح الطرقات في القرى والمناطق الجبلية الوعرة.
ويعيش اليمن منذ مطلع العام 2015 حربا مستمرة بين جماعة الحوثيين والحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، وأسفرت عن انهيار في الوضعين الإنساني والاقتصادي، في حين وجد 80% من سكان البلاد أنفسهم بحاجة إلى مساعدات إنسانية، غير إن تلك الأوضاع لم تمنع اليمنيين من تكوين مبادرات مجتمعية حلت محل الأجهزة الحكومية.
ومن بين هذه المبادرات مبادرة أبناء مديرية مشرعة وحدنان بمحافظة تعز (جنوب غربي اليمن)، المنطقة الأقرب لمركز المحافظة مدينة تعز التي يحاصرها الحوثيون، إذ أطلق الأهالي مبادرة مجتمعية لرصف الطريق الواصل بين المديرية والمدينة، حيث تم قبل الحرب إنجاز سفلتة جزء من الطريق قبل أن يتعثر المشروع بسبب الحرب التي شنها الحوثيون على المديرية.
ويبلغ طول الطريق حوالي 12 كيلو متر ويستفيد منها أكثر من 35 ألف نسمة يشكلون تعداد المديرية التي تعد من أكثر المديريات بالكثافة السكانية.
“شريان اقتصادي وعسكري”
وحول هذا الشأن، يقول المسؤول المالي للمبادرة محمد النقيب، إن أهمية طريق مشرعة وحدنان سواء لمدينة تعز المحاصرة أو للمواطنين القاطنين فيها، يأتي بأنها تشكل أهمية حيوية بل كانت الشريان الاقتصادي والعسكري والإنساني للمدينة أثناء الحصار عند انقطاع خط الضباب، إضافة لذلك ما يعانيه مواطنو المديرية من الأضرار الناتجة عن سيول الأمطار الموسمية والانهيارات الصخرية التي عرضت طريق المديرية للتخريب؛ وتسببت في صعوبة نقل الركاب والمواد التموينية الأساسية وارتفاع تكاليف النقل إلى ما يقارب مبلغ 5000 ريال للفرد الواحد”.
وأضاف “النقيب” في تصريح لـ”يمن مونيتور”، إنه في حال نجحت هذه المبادرة بتكاتف الجميع جهات مجتمعية ورسمية فإن أثرها ستلامس المواطن من خلال انخفاض تكاليف النقل والمواصلات ونقل السلع والمنتجات الغذائية، وكذلك سهولة نقل الحالات المرضية الحرجة وخاصة حالات الولادة التي كانت وعورة الطريق وصعوبتها وارتفاع تكاليف النقل سبباً في وفاة كثير من النساء والمواليد، بالإضافة أن تعبيد هذه الطريق ستسهل حركة السياحة داخل المديرية التي تتميز بمناظر زراعية وأجواء معتدلة”.
وأكد “النقيب” انه نظراً لهذه الأهمية؛ فإن أبناء المديرية سعوا إلى اطلاق مبادرة مجتمعية تسهم في حشد الطاقات والجهود الداعمة لرصف وصيانة الأجزاء المتضررة والمهمة كحلول إسعافية وليست بديلا عن مشروع الاسفلت الذي توقف نتيجة الحرب، وعجز السلطة المحلية في المحافظة والمديرية عن استكمال اصلاح المشروع، فأبناء مديرية مشرعة وحدنان يطالبون من السلطات الرسمية في المحافظة سرعة التحرك لإطلاق الموازنة الخاصة به”.
وجاءت المبادرة نظراً لتفاقم المعاناة الشديدة الناتجة عن أضرار سيول الأمطار الموسمية والانهيارات الصخرية التي عرضت طريق مديرية مشرعة وحدنان للتخريب؛ وتسببت في صعوبة نقل الركاب والمواد التموينية الأساسية وارتفاع تكاليف النقل، ونظراً لتوقف مشروع سفلتة الطريق العام وصيانتها نتيجة الحرب، وعجز السلطة المحلية في المحافظة والمديرية عن استكمال إصلاح المشروع.
وسعى أبناء المديرية إلى اطلاق مبادرة مجتمعية تسهم في حشد الطاقات والجهود الداعمة لرصف وصيانة الأجزاء المتضررة والمهمة في الطريق العام، مستفيدين من الموارد المحلية المتوفرة، والجهود المجتمعية والجهات الداعمة والمانحة والرسمية.
“المبادرة ستسهم في خفض الحوادث أجور النقل”
من جانبه، قال المسؤول الإعلامي للمبادرة محمد العزي لـ”يمن مونيتور” إن المبادرة تكتسب أهمية كبيرة كونها ستحل مشكلة الطريق للمديرية خاصة أن الطريق بوضعها الحالي تتسبب بالعديد من الحوادث المرورية التي تزهق فيها الأرواح نتيجة وعورة الطريق، بالإضافة إلى أن وعورة الطريق تتسبب بارتفاع أجور النقل وهو ما يمثل عبء إضافي على المواطنين”.
وناشد “العزي” رجال الخير والمنظمات والجمعيات الداعمة أن تساهم في إنجاز هذا المشروع الهام الذي سيحل مشكلة وعورة الطريق الأقرب للمدينة، والتي صارت بعيدة بسبب وعورتها.
كما ناشد مركز الملك سلمان والهلال الأحمر الإماراتي وكل المنظمات والجمعيات الداعمة الالتفات إلى هذا المشروع الهام، خاصة لما تمثله المديرية من موقع استراتيجي هام يطل على المدينة ويحتضنها من الجهة الجنوبية”.
وتسعى المبادرة إلى رصف المساحات المهمة التي تعرضت للتخريب والوعورة الشديدة وصيانة الطريق الرئيسي كمرحلة أولى.
وتهدف المبادرة إلى المساهمة في رصف الأجزاء المتضررة في الطريق العام لمديرية مشرعة وحدنان، والمساهمة في صيانة الطريق العام للمديرية، وتعزيز مبدأ التعاون بين أبناء مديرية مشرعة وحدنان بما يحقق المصلحة العامة.
ويسعى القائمون على المبادرة إلى توفير الموارد المالية، وإعداد الدراسة الفنية، وإعداد الموازنة التشغيلية، وإعداد الخطة التنفيذية، وتوفير المواد المطلوبة ( اسمنت – نيس – أحجار – كري – حديد – مكائن نقافة – متطلبات النقافة – معدات شق وتسوية).
وبحسب القائمين على المبادرة سيتم إنجاز المشروع على سبع مراحل، حيث تبلغ تكلفة المرحلة الأولى 66 ألف دولار أمريكي يعمل المواطنون على تجميعها من التبرعات.
ويناشد الأهلي البرنامج السعودي لإعادة الإعمار في اليمن للالتفات إلى مشروع طريق المديرية، خاصة أن البرنامج السعودي كان له بصمة في المديرية تتمثل ببناء مدرسة الكشار، وللأهمية القصوى التي تمثلها الطريق والتي مثلت بداية الحرب شريان الحياة الوحيد الذي تنفست منه مدينة تعز.