توقف الكثير من الشباب اليمني عن الدراسة والعمل أو حتى التعبير عن آرائهم بعد أكثر من عام على بدء الصراع الدائر في بلادهم لكنهم الآن بدأوا يجدون طريقة تمكنهم من التعبير عن رفضهم للعنف والفوضى بالفن.
يمن مونيتور/العرب اللندنية
توقف الكثير من الشباب اليمني عن الدراسة والعمل أو حتى التعبير عن آرائهم بعد أكثر من عام على بدء الصراع الدائر في بلادهم لكنهم الآن بدأوا يجدون طريقة تمكنهم من التعبير عن رفضهم للعنف والفوضى بالفن.
ووجد العديد من اليمنيين في فن الراب متنفسا لهم للتعبير عما يجول في خواطرهم وتوصيف نمط حياتهم، وتشخيص وضع المجتمع اليمني والدعوة إلى معالجة بعض القضايا.
واتجه العديد من الشباب اليمني مؤخرا نحو صناعة أغاني الراب التي هبت موجتها من الغرب، معتبرين أن الراب أفضل وسيلة للتعبير عن آرائهم والابتعاد عن حمل السلاح وفوهات المدافع.
ومنذ بداية الحرب في اليمن، ظهرت العديد من أغاني الراب لتنتقد الصراع الدائر في البلاد، ومن ضمن هذه الأغاني أغنية “ماله الحوثي ماله” التي عبر من خلالها مؤدوها عن رفضهم لما يقوم به الحوثيون، وذلك عبر اللحن البسيط والإيقاع العصري.
ولاقت هذه الأغاني قبولا واسعا في أوساط فئات المجتمع كونها ناقشت الكثير من القضايا المتعلقة بالمواطن والمجتمع اليمني.
ويقول أحمد الزيدي، مغني الراب اليمني، “كفنان راب، أريد أن أسلط الضوء على معاناة اليمنيين وأنتقد مظاهر العنف عن طريق الفن. كلمات الراب هي الأقرب لقلوب الناس كونها تناقش قضاياهم بلهجتهم العامية وبكلمات بسيطة”.
وبحسب الزيدي، أختار فنانو الراب حمل الميكرفون لمناقشة قضايا مجتمعهم ومحاولة تغيير السلبيات وتشجيع الإيجابيات، بدلا من حمل القنابل والأسلحة، مضيفا “نحن اخترنا طريق القتال بالكلمة والحب والسلام والفن، في الوقت الذي اختار فيه الكثير من الشباب طريق القتال بالسلاح والدماء والعنف، وهو ما نسعى لمعالجته من خلال كلمات الأغاني التي نستخدمها في الراب”.
وينقل بعض الفنانين تجاربهم التي عاشوها خلال الحرب الجارية في اليمن ويحاولون تخفيف الضغوط الواقعة عليهم، وذلك باستخدام أغاني الراب.
ويقول فنان الراب اليمني أحمد نوفل عبدالله الذي اضطر إلى النزوح من محافظة تعز إلى صنعاء نتيجة الحرب الدائرة “أتجه إلى كتابة كلمات أغاني الراب وتسجيلها كلما شعرت بشيء يزعجني في المجتمع وكلما زادت الضغوط في حياتي. الفن هو أفضل وسيلة للتعبير، وقد اخترت التعبير من خلال الفن في الوقت الذي اختار فيه الكثير من الشباب حمل السلاح”.
ويرى نوفل أن فنان الراب ينقل عادة قضايا المجتمع عبر الكلمات والأداء، ويجعل الناس يشعرون بأنهم يسمعون انعكاس واقعهم من خلال الأغنية، حيث يمكن نقل الواقع بشكل فكاهي وأحيانا بطريقة درامية.
ومن خلال أغانيهم، ناقش فنانو الراب في اليمن عدة قضايا مجتمعية بارزة مثل الفساد والطائفية التي انتشرت مؤخرا في أوساط اليمنيين.
وقال نادر محمد، وهو فنان راب يمني مُلقب بـ “ديجي ماد”، إنه بدأ ممارسة فن الراب عام 2010، وناقش من خلال أغانيه قضايا ومواضيع حول “الفساد والطائفية وغيرهما من القضايا التي تلامس المجتمع اليمني”.
ويضيف أن الانتقادات كانت توجه لفن وأغاني الراب في السابق بنسبة 90 بالمئة إلا أن نسبة تقبل المجتمع اليمني لأغاني الراب تحسنت إلى حد كبير في الوقت الراهن، نظرا لوجود الكثير من أغاني الراب التي لامست قضايا وهموم المجتمع، وخصوصا الشباب، من خلال مناقشة قضاياهم بطريقة قريبة منهم وبلهجة عامية.
ويرى نبيل الشلالي، وهو مخرج إذاعي يعرف بـ “ديجي ماكس” أن فن الراب هو أفضل وسيلة للشباب للتخفيف عن ضغوطات حياتهم، والتعبير من خلاله عن كل ما يتمنون رؤيته في مجتمعهم، ومحاولة تغيير الكثير من السلبيات.
وأصبح لفن الراب منذ أحداث ثورة 2011 ضد نظام الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، جمهور كبير في اليمن وخاصة في أوساط الشباب الذين يحرصون على حضور مهرجانات وحفلات فناني الراب، إلى جانب الفيديوهات التي انتشرت بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي. وبالرغم من تقبل العديد من الأشخاص لفن الراب، يبقى هناك معارضون له ورافضون لفكرته وكلماته ورسالته ومضمونه.