كغيرها من كنوز البلد الطبيعية والأثرية، تعاني محمية بُرع في محافظة الحديدة غربي اليمن، من إهمال غير مسبوق من قبل السلطات الحكومية الرسمية، وبعد 10 أعوم من إعلانها محمية طبيعية في العام 2006، فقدت بُرع غالبية المزايا التي جعلتها تنال الجميع، من زوار يمنيين وسياح أجانب. يمن مونيتور/ الحديدة/ وحدة التقارير
كغيرها من كنوز البلد الطبيعية والأثرية، تعاني محمية بُرع في محافظة الحديدة غربي اليمن، من إهمال غير مسبوق من قبل السلطات الحكومية الرسمية، وبعد 10 أعوم من إعلانها محمية طبيعية في العام 2006، فقدت بُرع غالبية المزايا التي جعلتها تنال الجميع، من زوار يمنيين وسياح أجانب.
وخلال السنوات القليلة الماضية، فقدت المحمية التي تتوسط سلسلة جبلية شاهقة يبلغ ارتفاعها بحوالي “2900” متر، الكثير من ملامحها، فالطيور النادرة اختفت، والحيوانات انقرضت إلاّ من عشرات القرود التي تستقبل بقايا الزوار المحليين، في حين مازالت الطبيعة الخضراء محافظة على حضورها.
ويقول سكان محليون، إن الفساد القائم لدى السلطات المحلية في محافظة الحديدة، ووزارة السياحة، كان سببا في تدهور الأوضاع داخل المحمية التي كانت تحوي تنوعا بيئياً وبيولوجياً نادراً، وتسحر زوّارها بطبيعتها الخلابة، وطيورها النادرة.
ويتهم بعض سكان مديرية بُرع، التي تتواجد فيها المحمية وتحمل اسمها، بعض القائمين عليها ببيع الحيوانات النادرة التي كانت المحمية تشتهر بها، والمتاجرة بالتذاكر التي كانت تُباع للزائرين، دون تقديم أي خدمات للمحمية، أو صيانتها.
يقول “أنور الحاج”، وهو من سكان البلدة، لـ” يمن مونيتور”، “المحمية فقدت جمالها، اختفت الطيور وانقرضت البرمائيات، وتحديدا منذ إعلانها، لا جديد هناك سوى قطع التذاكر للزوار”.
ويضيف، “تحولت المحمية إلى مصدر زرق لمجموعة أشخاص يجنون إيراداتها، ولا يقومون حتى برفع المخلفات منها، التي تُرمى على جانب النهر وفوق الأشجار النادرة”.
وخلال السنوات الخمس الماضية، شهدت المحمية تراجعاً مخيفاً في عدد زوارها، بدءا منذ عام 2010، وفقا لمسؤولين عليها، وتحديدا من بعد الحادث المروري الذي أسفر عن وفاة نحو 17 سائحا بداخلها في العام 2010 بسبب وعورة الطريق هناك.
وتقول احصائيات تابعة لمكتب السياحة في محافظة الحديدة، غربي البلاد، إن زوار المحمية كانوا يتجاوزون الثلاثين ألف زائر في العام الواحد، لكنهم لا يصلون إلى المئات في الأعوام الماضية.
ويرى “حسين الخولاني”، أحد أفراد الحراسة الأمنية للمحمية أن “الوضع لم يعد مثل ما كان بالسابق، بل تدهور إلى مستوى غير معقول ولا مقبول”.
ويعدد “الخولاني” لـ” يمن مونيتور” أوجه هذا التدهور بالقول إن “أعداد الزوار تناقصت بشكل كبير، بل وصل الأمر إلى عدم دخول أي زائر في بعض الأيام بعد أن كانت تمتلئ بالزائرين، وكان أغلب زوارها يبيتون فيها لأيام”.
وإضافة إلى عملية شق الطريق الاسفلتي داخل المحمية، والذي تسبب وفقا لتقرير رسمي صادر عن هيئة الحفاظ على البيئة، بـ” إزالة (30-20%) من الغابة، واختفاء العيون، والغيول الطبيعية، وإعاقة جريان الماء، جراء رمي مخلفات الشق من الصخور، والأتربة على جانبي الطريق، وفوق البيئات الطبيعية للغابة، تتعرض المحمية لسلوكيات سلبية من قبل الزوار، مع إهمال من قبل القائمين عليها.
وحسب زوار للمحمية، فإن السلوكيات، تبدأ بـ” قطع النباتات، وإزعاج الحيوانات، وتلويث مصبات المياه بالصابون والمخلفات، وإشعال النيران الذي يسبب حرائق داخل المحمية، وإطلاق النيران، وتنتهي بـ”الكتابة على الصخور، حيث تجد أسماء لأشخاص يقومون بتدوين اسمائهم فوق الصخور على هيئة “ذكريات فلان وفلان “.
وبحسب مؤرخين، تعد المحمية ، من بقايا الغابات الاستوائية التي كانت سائدة في الجزيرة العربية التي تغطيها نباتات الإقليم السوداني وبعض نباتات الإقليم الصحراوي، إذ ينموا فيها ما يقارب (350) نوعاً نباتياً مختلفاً يتبع (83) فصيلة و(209) أجناس وتقدر بحوالي (10 %) من النباتات الموجودة في اليمن منها (63) نوعاً نادراً، كما تم تسجيل 8 انواع نباتية متوطنة (موطنها الأصلي هو برع فقط) وأهم الأنواع المتوطنة هي (شواب، نوعان من الصب ، القطف ، البياض) حيث تحتضن محمية “برع” عدداً من الاشجار والنباتات النادرة ومن أهمها أشجار “العرفط، خرمش، كمب، بياض طنب، مداخ، أذخر، ضبر، إلى جانب شجرتي بزاغ وعتم.