التشكيلي اليمني شهاب المقرمي: ظروف الحرب حولت الرسم من هواية إلى مهنة (تقرير خاص)
يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ فخر العزب
“وضعي كفنان صعب جدا خاصة بعد انقطاع المرتبات، أنا الآن محترف للفن، بمعنى أنه لا دخل لي إلا من الفن، رسم الزبائن ومعظمها طلبات تأتي عبر وسائل التواصل، الفيسبوك وتويتر، وبالنسبة للمردود فبالكاد يكفي لنعيش كفافا”.
بهذه الكلمات وفي حديث لـ”يمن مونيتور” يصف الفنان التشكيلي اليمني شهاب المقرمي وضعه في مواجهة شظف العيش، بعد أن تحول الرسم بالنسبة له من هواية إلى مهنة يعتاش منها باعتبارها مصدر رزقه الوحيد.
الفنان الذي بلغت شهرته إلى خارج حدود اليمن، بات يعاني تماما كبلاده، وفي ظل الحرب التي تعيشها البلاد، صارت لقمة العيش حلما لفنان تشكيلي يشكو من جور البلاد وأهلها.
يستخدم “شهاب” وسائل التواصل الاجتماعي للوصول إلى جمهوره وزبائنه، حيث يعرض الرسم إما بالقلم الرصاص أو الفحم أو الباستيل، وتبلغ تكلفة اللوحة 100 دولار لمن هم خارج اليمن، و25 ألف ريال لمن هم داخل اليمن.
ولد “شهاب” في عزلة المقارمة التابعة لمديرية الشمايتين بريف محافظة تعز (جنوب غربي اليمن)، ثم توجه إلى عدن حيث درس الابتدائية في المدرسة الشرقية بالشيخ عثمان.
كان شغوفاً بقراءة سيّر الناس من القادة والأدباء والفنانين والرياضيين وحبه لتخليدهم والعيش معهم، وهو ما قاده إلى احتراف رسم الوجوه أو البورتريه.
“سر خاص”
وفي تخصص “شهاب” برسم البورتريهات سر خاص، فهو يحب الغوص في الوجوه، هبوطا وصعودا، مرتفعات، وجبال ثم وديان، وقيعان، وأخاديد، كما أنه يرى في الوجه عالما متحركا من البشر والجان، ويرى أسواق وأشجار وأنهار..
يقول “شهاب” عن ذلك: “حين أغوص في تفاصيل الوجه، ألتحم بها فتأخذني (الجذبة) ولا أدري في أي وقت أنا، نهار أم ليل، وأظل أرسم حتى أشعر بالتعب ولا أقوى على الاستمرار”
ويضيف “شهاب” الوجه هو العنوان، والصفات، الخير والشر والطيبة والعدوانية، السماحة والضيق..الخ”
يرسم “شهاب” بكل أنواع وخامات الرسم، وهو وفيٌ لمهنته وهوايته، فهو لا يرسم حين يكون مشغول البال، لأن ذلك يؤثر على اللوحة التي يرسمها.
يؤكد “شهاب” رغبة في رسم الأشياء واللوحات غير التي أرسمها الآن، لكن ضعف ذات اليد، فهناك دفاتر ملأى بالبروفات والاسكتشات، ولوحات لم تكتمل”.
يضيف “شهاب” أنا شخص سيء الحظ، ومجتمعنا وثقافتنا لا يشجعان الجمال، وتنعدم ثقافة اقتناء لوحات تزين المجلس والبيت، وفي زماننا الراهن تصعبت الأمور أكثر مما هي صعبة، فأحوال الناس المادية لا تسمح لهم باقتناء لوحة”.
شارك شهاب في العديد من المعارض الفنية، كما أقام معرضا شخصيا في مؤسسة السعيد بتعز.
أهم أعمال “شهاب” هي لوحة (الذاكرة الشهابية) وكتاب (وجوه رصاصية) وهناك تفاؤل أن يكون هناك أعمال في الأيام القادمة.
تشمل الذاكرة الشهابية أكثر من 300 وجه مؤثر محليا وعالميا خيرا وشرا، رسمها شهاب بالقلم الرصاص، وقام بتقسيمها إلى مجموعات للساسة والمفكرين والقادة والعلماء والادباء والفنانين
والرياضيين والصحفيين، ثم ختمها بخارطة اليمن ووجوهها وأعيانها.
بالإضافة للذاكرة الشهابية، فهناك عمل إبداعي آخر، استطاع “شهاب” من خلاله توثيق وجوه ما يقرب من 100 من شهداء الثورة الشبابية الشعبية.
ويسعى “شهاب” حاليا لإنجاز معرض فني خاص بالفنان الكبير ايوب طارش عبسي،ومعرض آخر بشاعر اليمن الكبير عبدالله البردوني، يتمنى “شهاب” أن ينجح في إنجاز هذين المعرضين خاصة أنه يواجه صعوبات تتمثل بشحة الامكانات وصعوبة توفير الاحتياجات كالألوان الزيتية والقماش والبراويز.
يرى شهاب أنه ما من أحد يهتم بالفن في اليمن، هي مجرد نشاطات وجهود فردية، وإن لم تهتم المدرسة والمنهج بمادة التربية الفنية فلا تنتظر مستقبلا للفن التشكيلي في اليمن”.