بشير شحرة، الرجل الذي ستقص ملحمته الموجعة شابات وعجائز المدينة القديمة لجيل لن يشهد وجود طغمة الأوغاد.. ستقص حكاية ذلك الأسد الثائر الذي اغتالته الوحشية صباحاً حين قاوم الطغيان ببسالة الشجعان ووقف أمام الطائفية التي تمزق مجتمع إب عبر منابر الخطابة.
كما عودتنا مدينة إب، ها هي تجود بقصة أخرى للنضال والحزن.
بشير شحرة، الرجل الذي ستقص ملحمته الموجعة شابات وعجائز المدينة القديمة لجيل لن يشهد وجود طغمة الأوغاد.. ستقص حكاية ذلك الأسد الثائر الذي اغتالته الوحشية صباحاً حين قاوم الطغيان ببسالة الشجعان ووقف أمام الطائفية التي تمزق مجتمع إب عبر منابر الخطابة.
فقد حاولت مليشيا الحوثي تغيير خطيب الجامع الكبير في مدينة إب القديمة بخطيب من قبلها ناطق بأفكار هذه الجماعة الطائفية العنصرية، فتصدى لهم بشير شحرة مع زمرة من أهالي المنطقة رافضين تغيير الإمام وتكفلوا بحمايته.
استطاع بشير مع رفاقه منع أفراد المليشيا من دخول أحياء حاراتهم الضيقة بصمود ليس له مثل حتى ظفرت به المليشيا صباح الخميس 14 /4 / 2016 فقد تم تطويق مداخل ومخارج المدينة القديمة بوحدات خاصة من قوات كتيبة الإعدام كما يطلق عليها هناك، وقاموا بترويع أهالي المنطقة.
فتح بشير باب منزله بنفسه رافعا ذراعيه كي لا يروع أطفاله وأطفال الحي بهذا الهجوم الآثم إلا أن هذه المليشيا الاجرامية لم تكتفِ بخروجه اعزلا مسلّما نفسه درءاً لما يمكن أن يقوموا به من تفجير للمساكن العامرة.
لكن ما إن طالعهم بهامته الشامخة حتى تم اعدامه على مرأى ومسمع من عائلته بإطلاق أعيرة نارية على رأسه مباشرة، ليرتقي شهيدا شاكيا لله ظلم وغدر هؤلاء الوحوش الذين لم يكتفوا بإعدامه بهذه القسوة والوحشية، بل قاموا بسحل جثمانه في أحياء مدينته، واحراق منزلين آخرين لرفاقه الذين رفضوا معه اقتحام المليشيا.
هذه رسالة معتادة لأبناء المدينة المسالمة كي تكون درسا لمن تسول له نفسه رفض سياسة المليشيا من انتهاك الحقوق والحريات.. وهي رسالة كفيلة لكي تعود مدينة إب في سبات السلام حتى يأذن الله.