حالة واحدة فقط تسمح فيها السلطات الطائفية الحوثية للمواطن اليمني باجتياز “معبر” حرف سفيان أو المعابر المستحدثة على حدود صعدة، وهي أن تربطك كمواطن يمني يريد الدخول الى صعدة، علاقة تجارية أو صهارة مع أسر “صعداوية “، مهمتها التعريف بك. لم يعد بمقدور أي مواطن يمني من خارج محافظة صعدة دخولها على الإطلاق.
حالة واحدة فقط تسمح فيها السلطات الطائفية الحوثية للمواطن اليمني القادم من خارج صعدة باجتياز “معبر” حرف سفيان أو المعابر المستحدثة على حدود صعدة مع محافظات عمران والجوف وحجة، وهي أن تربطك كمواطن يمني يريد الدخول الى صعدة، علاقة تجارية أو صهارة مع أسر “صعداوية ” مهمتها التعريف بك وتقوم بكفالتك لدى مليشيا الحوثي.
هذه المسألة يتم تغييبها بفعل التركيز على ما يحدث من تصرفات بعض من فصائل الحراك تجاه الشماليين، وهي تصرفات لم تبلغ حد اعتماد نظام الكفالة المعمول به في صعدة حاليًا.
نحن أمام سلوك يجسد الانفصال الحقيقي، وليس انفصال إداري، وإنما انفصال على المستوى النفسي والمجتمعي، تفرضه جماعة طائفية تشكل أقلية، تستخدم فيه قوة الإكراه، سعيًا لتأسيس قوة طائفية متماسكة ومغلقة في إطار جغرافيا صعدة.
في مقابل تجاهل هذا التجسيد للانفصال الحقيقي الحاصل في صعدة – معقل الحركة الحوثية – وغياب تفاعل الإعلام مع ما يحدث من ترسيم لحدود جغرافية ونفسية واجتماعية وسياسية في تلك المنطقة، تركز استراتيجية إعلام الحركة الحوثية وحليفها جناح مؤتمر صالح، على إثارة وتجسيم تصرفات بعض فصائل الحراك الجنوبي في بعض المحافظات الجنوبية، والتعامل معها من خلال توجيها بأسلوب مثير، يتعمد إشعار كل من ينتمي لمحافظات الشمال بوجود خطر حتمي ينتظره فيما لو فكر بالذهاب إلى عدن أو غيرها من المحافظات الجنوبية.
بينما تقول الوقائع إن الرفض لتصرفات وإجراءات بعض فصائل الحراك على أساس الاستهداف بالهوية يبدأ من قطاعات واسعة جنوبية.
ولم يحدث أن أكثر فصائل الحراك الجنوبي تشددًا وتطرفًا في تبني مشروع الانفصال، انتهجت الإجراءات والخطوات التي شرعت فيها الحركة الحوثية في عزل صعدة وفصلها عن اليمن.