تشييع شعبي مهيب لفقيد اليمن وشاعرها الكبير الدكتور عبدالعزيز المقالح
يمن مونيتور/ قسم الأخبار
شيع مواطنون يمنيون في العاصمة صنعاء، اليوم الثلاثاء، بصنعاء، جثمان فقيد اليمن وشاعرها الأديب الدكتور عبد العزيز المقالح، إلى مثواه الأخير.
ووري جثمان الفقيد المناضل في مقبرة خزيمة وسط العاصمة صنعاء بعد الصلاة عليه في جامع الخير بشارع مجاهد القريب من منزله، وسط جمع غفير من المواطنين.
وتوفى الشاعر والأديب الكبير عبد العزيز صالح المقالح أمس الاثنين عن عمر ناهز 85 عاما، بعد صراع طويل مع المرض.
ورفضت أسرة فقيد اليمن الشاعر الكبير الدكتور عبد العزيز المقالح طلب جماعة الحوثي تشييع جثمانه بإقامة مراسيم بإشراف سلطات الجماعة، والاكتفاء بالتشييع الشعبي فقط.
“سيرة عن الفقيد الراحل المقالح”
ولد عبدالعزيز في قرية المقالح في محافظة إب/ وسط اليمن عام 1937، كان أبوه صالح المقالح في طليعة ثوار ثورة عام 1948، فنهل منه تلك الروح الثورية، التي ظلّت متوثبة في صدره حتى توفاه الله، وهو ممتلئ قلقا على مصير بلاده. تخرج في دار المعلمين في صنعاء عام 1960، وحصل على الشهادة الجامعية عام 1970، فيما نال شهادة الماجستير في كلية الآداب في جامعة عين شمس عام 1973، ونال الدكتوراه من الجامعة ذاتها عام 1977. ونال درجة (الأستاذية) في جامعة صنعاء أستاذا للأدب والنقد في كلية الآداب عام 1987.
وترأس جامعة صنعاء خلال الفترة 1982- 2001، وبقي رئيسا لمركز الدراسات والبحوث اليمني والمجمع اللغوي اليمني حتى وفاته. كان عضو المجمع اللغوي في القاهرة ودمشق، وعضو مجلس أمناء مركز دراسات الوحدة العربية في بيروت، وعضو الهيئة الاستشارية لمشروع «كتاب في جريدة». حصل على جائرة (اللوتس) عام 1986، ونال وسام الفنون والآداب من عدن عام 1980، وحصل على جائزة الثقافة العربية من منظمة (اليونسكو) باريس عام 2002، وحصل على وسام الفارس من الدرجة الأولى في الآداب والفنون من الحكومة الفرنسية عام 2003، وجائزة الثقافة العربية من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألسكو) عام 2004، كما نال جائزة العويس في الشعر عام 2010.
مرت تجربته الشعرية، التي انطلقت في عقد الستينيات بعدد من المراحل، ظلت تتطور متجاوزا الكلاسيكية إلى رحاب الحداثة في علاقته التقنية والموضوعية بالرؤية الشعرية. تميزت تجربته الشعرية بقدرته على الاستفادة من موروث عربي زاخر، في صوغ الصورة وإنتاج الدلالة، تعبيرا عن حالته وموقفه من الحياة وما يمور فيها، بدءا من وطنه وانتهاء بإنسانيته الكبيرة.. فكانت تجربته متميزة كثيرا في علاقتها الحداثية بقصيدة التفعيلة، التي برز اسما كبيرا في ميدانها، كما تغني ببعض قصائده عدد من أصوات الأغنية اليمنية أمثال أبوبكر سالم وأحمد فتحي وغيرهما. وتمثل بعض قصائده أيقونات تتردد على الألسن.. مثل:
وصدر للراحل المقالح أكثر من 17 ديوانا منها ديوان «لا بد من صنعاء» عام 1971، «مأرب يتكلم» بالاشتراك مع عبده عثمان عام 1972 و» رسالة إلى سيف بن ذي يزن» عام 1973، و«هوامش يمنية على تغريبة ابن زريق البغدادي « عام 1974، و«عودة وضاح اليمن» عام 1976 و«الكتابة بسيف الثائر علي بن الفضل» عام 1978.. وصولا إلى ديوان «كتاب صنعاء» عام 1999 و«كتاب القرية» عام 2000 و«كتاب الأم» عام 2008 و»« من حدائق طاغور» و«يوتوبيا وقصائد للشمس والمطر» عام 2019.
كما صدر له أكثر من 25 كتابا، ضمت عددا من الدراسات الأدبية والفكرية منها: «قراءة في الأدب اليمني المعاصر» و«شعر العامية في اليمن» و»الأبعاد الموضوعية والفنية لحركة الشعر المعاصر في اليمن» و«يوميات يمانية في الأدب والفن» و«الشعر بين الرؤية والتشكيل»، و«أصوات من الزمن الجديد» و«ثرثرات في شتاء الأدب العربي» و«عبدالناصر واليمن فصول من تاريخ الثورة اليمنية» و«أوليات النقد الأدبي في اليمن». وتناول شعره عديد من الدراسات لا يتسع المكان هنا لذكرها بما فيها رسائل وأطروحات دراسات عليا.
طوال حياة الراحل المقالح لم ينقطع عن القراءة، بل كانت الفعل الذي لا ينشغل عنه بشيء في معظم أوقات يومه، خاصة في المساء، وحتى في أوقات فراغه في عمله المكتبي رئيسا لمركز الدراسات والبحوث اليمني في صنعاء، إذ تجده في مكتبة المركز، أما مكتبه فكان مفتوحا لكل الزائرين، وكان بذلك المسؤول الحكومي اليمني الوحيد الذي يُبقي باب مكتبه مفتوحا لمن يعرفهم ومَن لا يعرفهم، ملتزما تواضعا، في خدمة كل من يقصده بمن فيهم طلاب الدراسات العليا.
تشييع شعبي كبير لفقيد الوطن الشاعر والاديب الكبير المرحوم الدكتور #عبدالعزيز_المقالح اليوم الثلاثاء في صنعاء 29 نوفمبر 2022
رحمه الله رحمة الابرار واسكنه فسيح الجنان #المقالح_في_ذمة_الله #جنازة_المقالح pic.twitter.com/eBCrailA9O— احمد المسيبلي (@Ahmedmosibly) November 29, 2022