في يومهم العالمي.. أطفال اليمن يواجهون انتهاكاتٍ جسيمة!
يمن مونيتور/إفتخار عبده
يَحتفل أطفال العَالم في الـ20 من نوفمبر تشرين الثاني، باليوم العالمي لحقوق الطفل تخليدًا لليوم الذي أقر فيه” اتفاقية حقوق الطفل” عام 1989م بينما الأطفال اليمنيون يعيشون طفولتهم بين التشرد والحرمان، والموت المرير.
وبحسب تقريرٍ لمنظمة ” سام ” للحقوق والحريات، الصادر في (4 يوليو/حزيران ) لهذا العام إن : “أطراف الصراع ارتكبت أكثر من 35,000 حالة انتهاك ضد الأطفال، توزعت على كل من، مليشيا الحوثي بنسبة 70%، التحالف العربي 15%، الحكومة الشرعية 5% وأطراف أخرى 10%”.
وتواصل الحرب في اليمن حصد أرواح الأطفال الأبرياء، فيما يشيخ -في سن الصغر- من نجا منهم نتيجةً لمألات الحرب التي تقتلهم بلا هوادة وترمي بهم في فم الموت بكل لحظة وحين.
ومع استمرار الحرب يتضاعف عدد ضحاياها من الأطفال، سواء أولئك الذين تزج بهم مليشيا الحوثي في جبهات القتال، أو من ترميهم في سجونها أو أولئك الذين تُفقدُهم الحرب معيلهم لتتركهم بيد الضياع.
وتقول حنان الرداعي(ناشطة اجتماعية ومديرة روضة الحنان للأطفال) ” للأسف الشديد لقد خطفت الحرب من أطفال اليمن كل حقوقهم المشروعة؛ بل سرقت منهم أحلامهم في الحصول على حياة طبيعية سليمة وبيئة تربوية صحيحة”.
وأضافت الرداعي لـ” يمن مونيتور” منذ بداية الحرب إلى يومنا هذا تسرب عددٌ كبيرٌ جدًا من الأطفال من داخل المدارس وذلك بسبب ضيق اليد لأسرهم وتوجيههم إلى سوق العمل لسد احتياجات أسرهم المادية”.
وأردفت” خاصة بعد توجه آبائهم إلى جبهات القتال واستشهادهم وفقدان الكثير من الأسر لمعيلها، وكذلك تشريد الكثير من أطفال اليمن من مدنهم ومنازلهم التي كانت ملجأ وأمانًا لهم”.
اختفاء المؤسسات التعليمية والحقوقية
وتابعت الرداعي حديثها لـ” يمن مونيتور” اختفت الكثير من المؤسسات التعليمية والحقوقية التي كانت تساعد وتساهم في عودة الأطفال للتعليم ولو بشكل جزئي أو تحافظ على حمايتهم من الابتزاز النفسي داخل الأسرة أو خارجها”.
وواصلت” للأسف الشديد ليس التعليم فقط ما فقده الأطفال في بلادنا؛ بل كل وسائل التعليم والترفيه التي تنمي من قدرات الأطفال الذهنية والفكرية والثقافية والاجتماعية”.
وأشارت الرداعي إلى أن” الكثير من الأطفال يتعرضون للتحرش الجنسي خاصة من خرجوا للشوارع للبحث عن لقمة عيشهم واستغلالهم في أعمال مخالفة للأخلاق أو استقطابهم لجبهات القتال وعودتهم إما بحالة نفسية سيئة أو معاقين أو محمولين بصناديق الموت”.
وبينت أن ” الوضع الاقتصادي وتدهوره في اليمن جعل الأطفال هم أول ضحايا المشاكل الأسرية الناتجة عن ذلك؛ بسبب كثرة الخلافات الزوجية التي تسبب أمراضًا نفسية للأطفال وتشردهم بين الوالدين اللذين يظل الخلاف قائمًا بينهما حتى بعد انفصالهما”.
ترك المدرسة لأجل العمل
في السياق ذاته، يقول خالد عبد الغني” توقفت عن المدرسة قبل ثلاث سنوات، درست حتى الصف الثالث الابتدائي فقط، وبعدها قمت بالبحث عن عمل أقدر من خلاله أن أساعد أسرتي”.
وخالد، طفل لا يتجاوز عمره الاثني عشر خريفًا، يعمل في بيع الليمون على عربة متنقلة في سوق المركزي وسط مدينة تعز المحاصرة من قبل الحوثيين لعامها الثامن على التوالي، وقد ترك خالد مدرسته لأجل العمل.
يضيف خالد لـ” يمن مونيتور” لجأت للعمل في بيع الليمون لأحصل من وراء هذا على فارق بسيط في السعر أساعد به أبي الذي يعيل 15 فردًا في أسرتي”.
وأردف” الحرب هي من أجبرتنا على أن نترك المدارس ونذهب للعمل فلم يعد للعلم مذاق في هذا الزمن المليء بالأزمات؛ لأننا لو ذهبنا إلى المدرسة لن يلقى أهلنا ما سيأكولون وحينها لن ينفعنا التعليم بشيء عندما نموت أو يموت أهلنا جوعًا”.
ضحايا قنص الحوثيين
وتابع” أحد إخواني استشهد برصاص قناص الحوثي في حي كلابة، والآخر جريح حتى الآن؛ لذا لجأنا أنا وثلاثة من إخواني للعمل بأمور مختلفة حتى نقدر على سد الاحتياجات الضرورية لأسرتنا ومساعدة أبي الذي يعمل بالأجر اليومي؛ لكنه في كثير من الأحيايين لا يجد فرصة عمل”.
وواصل” أحصل من وراء عملي هذا على فارق بسيط في السعر، فأحيانًا أحصل في اليوم على 2000 ريال أقوم بجمعه حتى يكون مناسبًا لإعطائه لأهلي الذين ينتظرون مني هذا المبلغ”.
” ويتمنى خالد أن يخف هذا الغلاء الحاصل في أسعار المواد الغذائية حتى يكون أبوه قادرًا على إعالة الأسرة وحده وحينها كما يقول خالد” سأعود أنا وإخواني إلى المدرسة ونحن لا نحمل أي هم وسنكون قادرين على مذاكرة دروسنا والاهتمام بالعلم وحده”.
من جهته، يقول سليمان عبدالله، طفلٌ في الخامسة عشرة من عمره” لم أدرَ ما هو اليوم العالمي لحقوق الطفل، ولا أدري في- الوقت ذاته- ما هي حقوق الطفل، فأنا لم أعد طفلًا؛ أنا اليوم معيل لأسرتي وهي تعتمد عليَّ – بعد وفاة أبي- في الحصول على مصاريفها اليومية”.
أعمالٌ تفوق القدرات
ويعمل سليمان في محل (ميكانيك السيارات) منذ أربع سنوات، يحصل من وراء عمله هذا على مبلغ يصل (4000ريال) يوميًا وهو دخل أسرته بعد وفاة والده إلى جانب عمل أمه في الخياطة”.
يضيف سليمان لـ” يمن مونيتور” أعمل في هذا المحل يوميًا عدا الجمعة وأنا منسجم معه كثيرًا، فقد تعايشت مع هذا العمل ولم يعد يتعبني كثيرًا كما كان في السابق، إنني أقضي نهاري كله هنا”.
وأردف” خرجت من المدرسة؛ لأن المدارس لا يدخلها إلا من لديه مال يكفي أسرته، وأنا إذا تركت هذا العمل لن ألقى حتى قيمة قلم واحد وستتعب أمي كثيرًا”.
وواصل” ما أتمناه هو أن أحصل على فرصة عمل يكون الدخل فيها أكثر من هذا ويكون العمل فيها نصف نهار- على الأقل- حتى أقدر على النظر للأمور الأخرى كالدراسة ومساعدة أمي”.
ويرسل سليمان رسالته لأصحاب القرار أن ” أوقفوا الحرب، فقد أصبح الشعب كله يتيمًا، حرمنا من آبائينا قبل أن نشبع منهم، أوقفوا الحرب حتى يبقى على قيد الحياة من بقي عليها إلى الآن”.