كلما اقترب اليمنيون من السلام، مدتهم إيران بالسلاح، وكلما قالوا للحرب ضعي أوزارك، قالت ميليشيا إيران نريد سلاماً يحفظ لنا سلاحنا، ذلك أنهم يعتقدون أن نفوذهم الاجتماعي والسياسي لن يكون بغير قوة السلاح. كل محاولة تدور حالياً داخل تحالف إيران أميركا لها مهمة واحدة هي إخراج صيغة اتفاق أممي تستنسخ اتفاقية الطائف بين الفرقاء اللبنانيين في بندها الخاص كلما اقترب اليمنيون من السلام، مدتهم إيران بالسلاح، وكلما قالوا للحرب ضعي أوزارك، قالت ميليشيا إيران نريد سلاماً يحفظ لنا سلاحنا، ذلك أنهم يعتقدون أن نفوذهم الاجتماعي والسياسي لن يكون بغير قوة السلاح. كل محاولة تدور حالياً داخل تحالف إيران أميركا لها مهمة واحدة هي إخراج صيغة اتفاق أممي تستنسخ اتفاقية الطائف بين الفرقاء اللبنانيين في بندها الخاص باستثناء حزب الله من تسليم السلاح للدولة، ويريدون اليوم أن يتم استثناء الحوثيين من تسليم السلاح للدولة، وفقاً للقرار الأممي 2216 الذي يلزم جميع الأطراف المتصارعة بتسليم السلاح للدولة، بما فيها المقاومة التي تناهض وجود الميليشيا المسلحة.
وأي محاولة لاستنساخ اتفاق الطائف ستستنسخ بالضرورة حزب الله في اليمن، مع الإشارة إلى أن حزب الله في حينه حاول الحفاظ على بنية الدولة اللبنانية وتحرير أراضٍ لبنانية محتلة من الكيان الصهيوني، وعلى نقيضه تقف الجماعة الحوثية، فهي من قوض بنيان الدولة اليمنية، ونهبت سلاحها وحلت برلمانها وأسقطت حكومتها، وفجرت كثير من بنيتها التحتية من مدارس ومستشفيات وطرقات وكهرباء وآبار مياه، وسطت على البنك المركزي وشركات النفط، وأحدثت تدميراً مهولاً في الاقتصاد اليمني.
وهنا ستكون المعضلة الأخلاقية للمجتمع الدولي؛ إذ كيف سيسعى لوضع حل أممي يحفظ لهذه الجماعة سلاحها، إلا إذا كان يبيت شراً لمستقبل اليمن والخليج، ويسعى لتغذيتها بالمال والسلاح والتدريب على حروب العصابات لتكون الخنجر المسموم في جنوب الجزيرة العربية، وسيقابلها في شمال الجزيرة رأس حربة أكثر سماً وفتكاً، وهو «داعش»، الحركة الجهادية التي صنعتها مخابرات أميركا والغرب، لتكون مبرراً للحضور الغربي في هيمنته وشركات سلاحه، ومشاريعه الطائفية التدميرية، وبما تمثله من ضرب لقيم الإسلام السني في دارها وحاضنتها العربية.
هاتان الأداتان السامتان الخنجر الحوثي في الجنوب وحربة داعش في الشمال ستكونان الركيزتين الرئيسيتين في تفتيت دول الجزيرة العربية وإعادة هيكلتها وفق مشروع استعماري غربي تم التحضير له منذ عقود، وبشرت به وسائل إعلام كبرى ومراكز دراسات عريقة.
وحين شنت دول التحالف العربي بقيادة السعودية حرباً على الانقلابين في اليمن عشية 26مارس 2015 أعلنت أن لا هدف لها غير إعادة شرعية الدولة اليمنية المغتصبة، واليوم تعلن على لسان وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان أنها تسعى إلى تحويل «تفاوض الكويت» من جلسة مفاوضات إلى فرصة للسلام الدائم.. وهي فرصة لا أحد رافض لها غير إيران وميليشاتها، وهذا ما يؤكده سلوكها وتحركاتها قبيل الذهاب إلى مفاوضات الكويت.
فمن الناحية السياسية قال المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ إنه تم الاتفاق بين طرفي الصراع على ثلاث مرجعيات أسياسية للتفاوض هي مخرجات الحوار الوطني اليمني والمبادرة الخليجية والقرار الأممي 2216 ومنها سيتم الانطلاق للتفاوض حول خمسة محاور هي انسحاب جميع الجماعات المسلحة من المحافظات، وتسليم السلاح الثقيل والمتوسط للدولة، والخروج من المؤسسات الحكومية المسيطر عليها من قبل الميليشيا، واتخاذ إجراءات أمنية مؤقتة، وتشكيل لجنة للمعتقلين، وبمجرد أن خرج ولد الشيخ بتصريحه هذا، أطل المتحدث باسم الحوثيين محمد عبدالسلام ونفى وجود أي اتفاق من هذا القبيل مع المبعوث الأممي.
ومن الناحية العسكرية تحركت الميليشيا الحوثية ونزعت ألغامها من الحدود السعودية وزرعتها في تعز ومأرب!
وضبطت البحرية الأسترالية والفرنسية والأميركية ثلاث سفن أسلحة إيرانية خلال شهر واحد، جميعها كانت قد دخلت المياه الإقليمية اليمنية في طريقها إلى الميليشيا الحوثية.. فهل هذه خطوات من يسعى لسلم أو ينوي تحقيق سلام دائم؟!.
كلما ذهبنا إلى سلام دائم أخذتنا إيران وميليشياتها إلى حرب ضروس.
نقلا عن الوطن القطرية