تراجم وتحليلاتغير مصنف

هدنة في اليمن من دون “صالح” (تحليل)

تحليل

لم يصدر أي تعليق من صالح حول الهدنة والخروقات الذي يبدو أن التفاهمات السياسية بما فيها وقف إطلاق النار، تشترك جميعها في عنصر واحد وهو تجاهله هو وحزبه. يمن مونيتور/ صنعاء/ خاص
مع أن اليوم الأول من الهدنة التي أعلنت منتصف ليل الأحد، قد شهد جملة من الخروقات اتهمت فيها المقاومة الحوثيين وقوات صالح بخرق الهدنة، فإن الجانب الحكومي الممثل للشرعية عبر عن تفاؤله، فيما شددت جماعة الحوثيين على “خطورة الاستمرار في الأعمال العسكرية كون ذلك يقوض عملية السلام”، فيما لم يصدر أي تعليق من صالح الذي يبدو أن التفاهمات السياسية بما فيها وقف إطلاق النار، تشترك جميعها في عنصر واحد وهو تجاهله هو وحزبه.
وبعد دقائق من سريان الهدنة، اعترضت المنظومة الدفاعية للتحالف، صاروخاً باليستياً من طراز “توشكا” أطلقه الحوثيون وقوات صالح على مواقع القوات الحكومية.
فيما قصف المتمردون لساعات عدداً من الأحياء والمواقع العسكرية للمقاومة والجيش الوطني في مدينة تعز بالمدفعية والأسلحة الثقيلة، بينما توالت سلسلة الخروقات في كل من مأرب، والجوف، ونهم صنعاء، والبيضاء، وحرض حجة، ودمت الضالع، أما طيران فنفذ ثلاث غارات على الأقل، استهدفت مواقع للمتمردين في تعز.
ولا يستبعد مراقبون أن تكون للقوات الموالية لصالح تحديداً، يداً في عدد من الخروقات التي شهدتها بعض الجبهات، كردة فعل على تهميشه. وتجاهله في اتفاق وقف إطلاق النار، وقبل ذلك في التفاهمات التي يخوضها الحوثيون منفردين مع السعودية.
ومع أن بياناً مشتركاً، أصدره الحوثيون وحزب المؤتمر الشعبي العام، أمس، يؤكدان فيه التزامهما بوقف إطلاق النار، إلا أن الاتفاق الأساسي الذي انبثقت عنه لجان وقف إطلاق النار، ودخلت الهدنة حيز التنفيذ وفقاً له، كان طرفاه كل من الحوثيين والحكومة الشرعية، فقط.
فحتى وقت متأخر من مساء أمس الأول الأحد، قالت المصادر، إن الحوثيين وصالح ما زالوا بانتظار الرد على تعديلاتهم التي قدمت لمبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، وتحديدا حول بند استمرار التحليق وعدم الهبوط الإجباري للطائرات المدنية من وإلى اليمن في بيشة. بحسب ما نقله “يمن مونيتور”. عن مصادر خاصة.
وفجأة، وقبل دقائق من موعد الهدنة المحدد، وردت الأنباء عن توقيع كل من الحوثيين والحكومة الشرعية اتفاق إطلاق النار، في مدينة “ظهران الجنوب” السعودية، وبرعاية مباشرة من السعودية، وبعيدا عن مسودة الأمم المتحدة. التي قدم الحوثيون وصالح ملاحظاتهم عليها.
ويعني ذلك أن الرياض أصبحت راعيةً للاتفاق لا طرفاً، لكنه يعني أيضاً أن الاتفاق تم من دون صالح.
ووقع الاتفاق، في “ظهران الجنوب” السعودية، من جانب الجيش اليمني، العميد عسكر زعيل، ناطق ما كان يُعرف بالفرقة الأولى مدرع والمقرب من الفريق علي محسن الأحمر، ومن جانب الحوثيين، الناطق الرسمي للجماعة، محمد عبدالسلام.
و”قضى الاتفاق بتشكيل لجان مشتركة لمراقبة وقف إطلاق النار، في عدد من المحافظات اليمنية، مكونة من عسكريين بالمناصفة”.
وجرى الاتفاق برعاية مباشرة من السعودية، وبعيدا عن الأمم المتحدة التي تحفّظ الحوثيون وحزب صالح على مسوّدة قرار وقف إطلاق النار الذي سُلم لهم الأربعاء الماضي، بواسطة فريق أممي وصل إلى صنعاء، ولم يُعلن بعدها عن رد الأمم المتحدة على التعديلات التي قدمها الحوثيون وصالح.
وبعد دقائق من دخول الهدنة حيز التنفيذ، اعترضت منظومة الدفاع الصاروخية في مأرب صاروخا باليستيا أطلق من “أرحب”، يرجح أن القوة الصاروخية التابعة لألوية الحرس الجمهوري أو ما يعرف بقوات “الجيش” الموالي لصالح. هي التي أطلقته.
وفي نهاية أول أيام الهدنة الحافلة بالخروقات، قال محمد عبدالسلام، الناطق الرسمي لجماعة الحوثي، في تصريحات له على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، إن لجاناً محلية لمراقبة وقف إطلاق النار في ست محافظات يمنية، تم تشكيلها يوم أمس الأحد. مضيفاً أنه “من المفترض أن تبدأ اللجان عملها من اليوم بلقاءات ميدانية في كل محافظة”، مؤكداً على “ضرورة الالتزام بما تم الاتفاق عليه وخطورة الاستمرار في الأعمال العسكرية كون ذلك يقوض عملية السلام ويقلص من فرص انعقاد الحوار القادم ومن فرص نجاحه”، حد تعبيره.
وفي السياق نفسه، قال رئيس الوزراء اليمني أحمد بن دغر، خلال لقائه المبعوث الأممي حسب وكالة سبأ، إن “مؤشرات الهدنة جيدة وخروقات الحوثيين مستمرة بتعز، والحكومة أصدرت تعليمات إلى قوات الشرعية كافة في الجبهات بضبط النفس ووقف إطلاق النار التزاماً بالهدنة”. في حين قال رئيس هيئة الأركان اللواء محمد المقدشي لـ فرانس برس، إن “وقف إطلاق النار صامد رغم اعتداءات المتمردين الحوثيين وحلفائهم”.
ويبدو أن ثمة جديةً واضحةً باتجاه تثبيت وقف إطلاق النار، قد تتضح معالمها الأيام القادمة إذا ما تم الحفاظ على الهدنة وتلافي انهيارها، تمهيداً لمفاوضات تشهدها الكويت في الـ18 من الشهر الحالي، يبدو أنها سوف تأتي على أجندة رسمت، على الأقل، خطوطها العريضة سلفاً خلال التفاهمات الحوثية السعودية، هذه التفاهمات التي تترك مستقبل صالح سؤالاً معلقاً. إن لم تكن تقلص حضوره يوماً عن يوم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى