صرواح.. أولى جبهات الحوثيين في مأرب وآخر المعاقل
في إبريل 2015، كانت مديرية صرواح، إلى الغرب من مأرب شرقي اليمن، أولى الجبهات التي اجتاحها الحوثيون باعتبارها كتف المحافظة النفطية التي استعصت عليهم، واليوم، وبعد مرور عام كامل، باتت المنطقة آخر معاقل الجماعة المسلحة.
يمن مونيتور/ خاص/ من أحمد ربيع
في إبريل 2015، كانت مديرية صرواح، إلى الغرب من مأرب شرقي اليمن، أولى الجبهات التي اجتاحها الحوثيون باعتبارها كتف المحافظة النفطية التي استعصت عليهم، واليوم، وبعد مرور عام كامل، باتت المنطقة آخر معاقل الجماعة المسلحة.
صبيحة الأحد، 12 إبريل الماضي، انفجر الوضع العسكري في “صرواح”. قدم الحوثيون عرضا لرجالاتها: الأرض مقابل السلام؛ أرادوها محطة عبور إلى مأرب، لكن صرواح رفضت أن تكون مجرد منصة لعبور المسلحين الحوثيين، ورفعت شعارها الرافض “لن يمروا”.
انطلقت شرارة المعارك في مركز المديرية، الذي كان الحوثيون قد اوفدوا مجاميع من مسلحيهم في الأيام التي دارت فيها المفاوضات، ليقوموا باحتلال التلال الصغيرة المحيطة بالسوق.
كان المناهضون للحوثيين، والذين انخرطوا فيما بعد بصفوف المقاومة الشعبية يجنحون للسلم كثيرا، حفاظا على المدينة وتلافياً للضريبة التي سيدفعها السكان، لكن الحوثيين أشعلوا الحرائق حتى اللحظة، مسنودين بالوحدات العسكرية الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح.
معارك في الأمام وخيانات في الخلف
عقب نصف ساعة من المواجهات الأمامية في مركز مديرية صرواح، كانت الخيانة تأتي من الخلف: 5 مواقع عسكرية تابعة للواء 312، غرب صرواح، قامت القوات الموالية لصالح بالانسحاب منها بعد قيام الحوثيين بتأمين نقلهم على متن سيارات خاصة بعد تسليمهم مبالغ مالية.
تركت تلك القوات وراءها سبع دبابات تم تسليمها للحوثيين الذين اجتاحوا صرواح، ولا يملكون سوى دبابة واحدة يطلقون عليها “المؤمنة”.
ووفقا لمصدر حوثي، فإن سبب تسمية تلك الدبابة العجوز بـ”المؤمنة” لأنها شاركتهم في حروبهم بمعاقلهم الرئيسية في صعدة ودماج ضد السلفيين، ومن يصفونهم بـ”الجماعات التكفيرية”، مرورا بعمران وصرواح.
استبسال للمقاومة
حشد الحوثي لصرواح اعداداً ضخمة من اتباعه، وكميات من العتاد العسكري المنهوب من مخازن القوات المسلحة، أو الذي سلمه لهم الحرس الجمهوري (سابقاً) الموالي لصالح، والتي تم انتقائها بعناية فائقة بما يتلاءم مع تضاريس الأرض كمشاة جبلي.
كان الحوثي وصالح، يراهنون على قوتهم الضاربة في العبور السهل إلى مأرب وبالتحديد مدينة مأرب، مركز المحافظة، ووفقا لمصادر، فقد كانوا يقولون “سنعبر صرواح في نصف ساعة “، لكن الصورة بدت مختلفة، حيث صدّت المقاومة الشعبية ووحدات من اللواء 312 زحف تلك القوات طيلة أسبوعين، كانت خسائرهم فيها غير متوقعة بالعتاد والأرواح.
عقب تلك الخسائر وصعوبة الاختراق، لجأ الحوثيون إلى التحصن بالممتلكات، ونقل مسرح المواجهات إلى المناطق السكنية والأسواق والمزارع، فيما نشروا القناصة على الحصون الأثرية هناك.
تراجع الحوثيون نحو المناطق المأهولة بالسكان، جعل المقاومة تقرر الانسحاب للخلف قليلاً، شرقي صرواح، إلى منطقة لا يوجد بها سكان، وأيضا لإعادة الترتيب والتنظيم والمواجهة في مناطق خالية وصالحة للمواجهات.
استغل الحوثيون هذا التراجع لنقل المعركة إلى أكثر من جبهة، وساعدهم هذا في التسلل نحو المدينة، وهناك دارت معارك شرسة، راح ضحيتها آلاف من مسلحي الحوثي، قبل أن تحرر المقاومة تلك المناطق في 5 أكتوبر 2015، ليعود الحوثيون مرةً أخرى إلى مركز صرواح، كآخر معاقلهم.
ويستعد الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، خلال الأيام القادمة، لتحرير باقي مناطق صرواح من قبضة الحوثيين، وأصبحت المعارك قاب قوسين أو أدنى من مركز المديرية، وبتحريرها يكون الجيش قد أمّن طريقاً أخرى باتجاه محافظتي صنعاء وذمار.
فاتورة الحرب
دفعت صرواح فاتورة باهظة جراء الحرب التي جلبها الحوثيون لها، فبعد سيطرتهم عليها، لم تشهد المنطقة أي مشروع يبعث الحياة فيها، بل تم اطباق الحصار عليها وانتشرت نقاط التفتيش التي تقوم بالسماح للمارة عبر بطاقات الهوية.
كما تسبب الحرب بتشريد نحو 2500 أسرة من صرواح، سواء بصورة قسرية ممن أحتل مسلحي الحوثي منازلهم أو قاموا بتدميرها، أو رافضين للعيش تحت سلطة خاضعة للمليشيا، ففضلوا النزوح صوب ضواحيها أو خارجها.