إجراءات لا بد منها.. مدربون ونقاد يقدمون رؤية فنية من أجل تأهل منتخب الناشئين لكأس العالم (تقرير خاص)
يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ من أسامة الكُربش
جميع اليمنيين يتذكرون منتخب الأمل الذي وصل لنهائي كأس آسيا للناشئين وحقق وصافة البطولة ليتأهل إلى نهائيات كأس العالم 2003 ويعتبره النقاد الإنجاز الأبرز في تاريخ الرياضة اليمنية لتدخل بعدها الكرة اليمنية في فشل يتبعه فشل إلا أن بعد عقدين من الزمن ظهر جيل من اللاعبين الصغار وأسعدوا اليمنيين بفوزهم ببطولة غرب آسيا وقدموا مستويات ممتازة وتأهلوا مؤخراً لنهائيات كأس آسيا ليصبحوا على بُعد 4 مباريات فقط لتحقيق الحلم المنشود بالتأهل لمونديال الناشئين فهل سينجحوا في ذلك؟
“يمن مونيتور” استطلع عدد من الخبراء والمدربين والنقاد عن ماهية الخطط والاجراءات التي ستساعد الأحمر الصغير على الوصول للبيرو، وفي مايو/أيار من العام القادم سيخوص ناشئي اليمن غمار منافسات كأس آسيا فماذا يجب على المنتخب أن يفعله خلال هذه الفترة ليصل إلى البطولة بجاهزية تامة ويحقق نتائج إيجابية.
معسكرات خارجية ومباريات ودية
يقول رئيس لجنة المسابقات بالاتحاد العام لكرة القدم الدكتور أبو علي غالب ل ” يمن مونيتور” أن هناك عدة أفكار ونقاط يجب التعامل معها من الآن حتى لا نعض أصابع الندم.
وأشار غالب إلى أن من أهم تلك الأفكار “أنه سيكون هناك استبعاد لعدة لاعبين بسبب تجاوزهم للسن القانوني وفترة 7 أشهر طويلة لكبر والتئام عظمة الرسخ للاعبين وقد يكونوا من ركائز المنتخب.
وتابع: ولذلك يجب على الجهاز الفني أن يبدأ من الآن رحلة البحث عن بدلاء لهم وتقديم تصورهم وبرنامجهم الاعدادي للفترة القادمة ويفضل أن يشمل البرنامج لعب 10 مباريات ودية على الأقل من الحجم الثقيل والمستوى الفني العالي، وعمل ثلاثة معسكرات خارجية متقطعة حتى لا يشعر اللاعبين بالملل ويفضل أن تكون في إحدى الدول مصر والمغرب وقطر وماليزيا واليابان.
كما طالب غالب “الحكومة اليمنية بتخصيص موازنة محترمة تتناسب مع البرنامج المقدم من الجهاز الفني وأيضاً إشراك رجال الأعمال والغرف التجارية بدعم المنتخب من الآن بجانب صندوق النشء”.
مرحلة جديدة
الكابتن خالد الدغيش مدرب نادي الصقر يقول ل ” يمن مونيتور” إن الوصول لكأس العالم ليس بالمستحيل ما دمنا نملك مثل هذه المواهب الثمينة، ويفصلنا على بطولة آسيا 7 أشهر وهو وقت مثالي.
وتابع: ومن أجل نجاح أي هدف يجب أن يتوفر الجانب المالي الركيزة الأساسية لنجاح أي مشروع، وتفاءلنا خيراً بإعلان رئيس اتحاد كرة القدم إنشاء صندوق لدعم المنتخبات الوطنية بمشاركة رجال المال والأعمال ونتمنى أن يرى النور بأقرب فرصة.
وأكد الدغيش على أهمية تجهيز البرامج التدريبية ووضع دراسات باحترافية لإنجاح البرامج المزمنة، والاستعداد الأمثل للمرحلة القادمة التي لن تكون سهلة من خلال التمارين والمعسكرات المستمرة لرفع الجاهزية، ومثل هدفنا بالوصول للمونديال فهو هدف أيضاً مشروع لجميع الفرق 16 المشاركة وسيسخرون الغالي والنفيس للوصول لهدفهم لذلك فالمرحلة القادمة ستكون مرحلة تكسير عظام.
وأكد الدغيش على ضرورة مشاركة المنتخب بإحدى البطولات الودية بالقارة الأوروبية وهي كثيرة ، وتكون هناك فترات إجازة للاعبين الصغار لرؤية أهلهم فالمعسكرات الطويلة خارج الوطن قد يكون مردودها عكسي لتأثيرها السلبي من الناحية البيسكولوجية للاعبين الصغار
خطة استراتيجية
الصحفي الرياضي منصور الدبعي في حديثه ل ” يمن مونيتور” يقول إن الوصول لكأس العالم يحتاج إلى خطة استراتيجية وبذل جهد، ويحتاج إلى عمل معسكرات خارجية وداخلية متفاوته حتى لا يشعر اللاعب بالملل ويتخللها مباريات ودية من المستوى العالي.
وأضاف الدبعي أن “الوصول للمونديال يعني تجاوز منتخبات كعبها عالي وصاحبة خبرة كاليابان واستراليا وكوريا الجنوبية والسعودية فلا بد من وديات بمستوى هذه المنتخبات، وعمل معسكرات عديدة فمثلاً يقام معسكر في قطر لمدة شهر ويتخلله مباريات ودية ثم العودة للراحة في الوطن وبعد ذلك عمل معسكر اعدادي في ماليزيا بحيث يتعرف المدرب على جاهزية اللاعبين خصوصاً أنه سيتم استبعاد عدد منهم لتجاوزهم السن”.
وقال إنه “يجب خلق تجانس وتأقلم بين اللاعبين الجدد، وهذه المعسكرات والوديات ستمكن المنتخب من تطوير مستوى اللاعب ومعرفة أخطاء وظروف ستواجههم أثناء البطولة”.
عادات سيئة
أحمد جاسر المحاضر في علم التدريب ومدرب سابق لأهلي صنعاء والتلال يقول ل “يمن مونيتور” إن منتخبنا الناشئ يحقق نتائج ايجابية بسبب حماس وروح اللاعبين ولا يوجد خطط للنجاح للأسف ” وتنبه جاسر لموضوع مهم يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار من قبل اتحاد القدم وهو ضرورة وجود معد بدني ومحللين فنيين في الجهاز الفني للمنتخب.
وأضاف جاسر أنه ذلك يأتي بجانب التخطيط والحوافز والغذاء والنوم الجيد والاعداد الذهني والنفسي وابتعاد اللاعب الناشئ عن العادات السيئة كالسهر وتعاطي القات خصوصاً بعد عودته للوطن وبحوزته أموال ومكافأة مما يسبب بضياع الفورمة التي بناها اللاعب..
الجدير بالذكر أن منتخب الناشئين شارك في العام الحالي 2022 بثلاث بطولات حيث لم يستطع الحفاظ على لقبه في بطولة غرب آسيا التي أقيمت في يونيو بمدينة العقبة الأردنية وخرج من دور المجموعات بعد خسارتين من وفوز لتتم بعدها إقالة المدرب قيس محمد من تدريب المنتخب وتعيين محمد حسن البعداني خلفاً له ليشارك بعدها في بطولة كأس العرب في مدينة وهران الجزائرية ويحقق نتائج ايجابية بوصوله للمربع الذهبي بعد الخسارة من المغرب قبل أن يشارك في التصفيات المؤهلة لكأس آسيا ليتصدر مجموعته بتحقيق ثلاث انتصارات مكنته من التأهل للنهائيات ليضرب موعداً مع التاريخ في مايو القادم.