تقاريرغير مصنف

في الساعات الأولى منها.. الهدنة الرابعة في اليمن مهددة بالانهيار

قبل قليل من الآن، دخل اتفاق إطلاق النار في البلاد، حيز التنفيذ، في ظل تخوفات من أن يكون مصير الهدنة الرابعة التي يمثلها هذا الاتفاق، مماثلاً لمصير ثلاث هدن أعلن عنها خلال عام من الحرب لكنها لم تصمد.

يمن مونيتور/ خاص/ من أحمد العرامي
قبل قليل من الآن، دخل اتفاق إطلاق النار في البلاد، حيز التنفيذ، في ظل تخوفات من أن يكون مصير الهدنة الرابعة التي يمثلها هذا الاتفاق، مماثلاً لمصير ثلاث هدن أعلن عنها خلال عام من الحرب لكنها لم تصمد.
وفي ساعة متأخر من مساء اليوم الأحد، قال بيان لقوات التحالف، إن قوات التحالف سوف تلتزم بوقف إطلاق النار اعتباراً من الساعة (23:59) بتاريخ 3 رجب 1437 الموافق 10 إبريل 2016، مع احتفاظها بحق الرد على أي خرق لوقف إطلاق النار). فيما لم يصدر أي إعلان من جماعة الحوثي وحزب صالح، حتى الآن.
وحسب مصادر خاصة، تحدثت لـ(يمن مونيتور)، فإن جماعة الحوثي وحزب صالح، ما زالوا (حتى لحظة كتابة هذا التقرير: 11 مساءً)، منتظرين الرد على تعديلاتهم التي قدمت لمبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، وتحديدا حول بند استمرار التحليق وعدم الهبوط الإجباري للطائرات المدنية من وإلى اليمن في بيشة.
ويرتبط بمصير الهدنة المرجوة، مصير المفاوضات التي تمهد لها والمتوقع أن تحتضنها الكويت في الـ18 من الشهر الجاري، والتي يجري الدفع من خلال الأمم المتحدة والقوى الاقليمية والعالمية باتجاه إنجاحها، في حين يعلق اليمنيون عليها آمال كبيرة في إيقاف الحرب.
وهذه هي المرة الأولى التي تعلن فيها الأطراف تشكيل لجنة لإيقاف إطلاق النار، سوف تعمل من الكويت، مكونة من 12 عضواً من الطرفين، في حين تشير معلومات صحفية إلى أنه سيتم تشكيل 3 غرف عمليات لمراقبة وقف إطلاق النار، في كل من عمان وصنعاء، وغرناطة، إلى جانب الغرفة الرئيسية التي يجري إعدادها في مقر المشاورات في الكويت.
وهذه هي المرة الأولى أيضاً، التي تسبق المحادثات الرسمية محادثات مباشرة بين كل من الحوثيين والسعودية في العاصمة السعودية الرياض.
ومع ذلك، تنعدم الثقة بين طرفي النزاع، والرسائل الإعلامية في سياق الهدنة والمفاوضات، تحمل في داخلها تحذيرات متبادلة، وعلى الصعيد الميداني، سبق خطوات الإعداد والترتيب للهدنة، وتزامن مع ذلك، تحشيد ملحوظ من قبل أطراف النزاع، في الوقت الذي اشتدت فيه المعارك في جبهات تعز، ومأرب صرواح، ونهم، وميدي، والجوف، في حين عاود طيران التحالف مجدداً قصف مواقع المتمردين في العاصمة صنعاء ومدينتي تعز والجوف.
وتعمد جماعة الحوثي، ذات الهوية الحربية، على استراتيجية “التفاوض” إلى جانب القتال، وخلال تاريخ الجماعة الحربي، كان التفاوض هو وسيلتها ليس في استعادة قواها المنهكة وإعادة ترتيب صفوفها قبل الدخول في حرب جديدة، بل وسيلتها حتى في انتصاراتها العسكرية، التي عمدت فيها على التفاوض للنيل من الروح المعنوية للآخر، ومباغتته، واختراق صفوفه.
وفي 13 مايو من العام المنصرم، أعلنت الأمم المتحدة بموافقة أطراف النزاع وترحيب مجلس الأمن عن بدء هدنة إنسانية لمدة خمسة أيام لفتح المجال أمام تقديم المساعدات الإنسانية للسكان. ولم تمر ساعة على بدء سريان الهدنة حتى اتهمت المقاومة الشعبية الحوثيين وقوات صالح بمحاولة التقدم في تعز وقصف بعض المناطق في المدينة، كما اكتسب الحوثيون مواقع جديدة داخل مدينة عدن. في حين التزم التحالف العربي بالهدنة، وكان الرد العسكري محدودا على الخروقات الحوثية، لكن الغارات الجوية لم تستأنف إلا بعد انقضاء وقت الهدنة بالكامل.
وفي العاشر من يوليو العام المنصرم، أعلنت الأمم المتحدة عن هدنة جديدة لم تصمد في ساعاتها الأولى. وقصف الحوثيون عدن وبدأوا معارك في مدينة تعز مأرب بشرق البلاد وسط قصف عنيف متبادل بين مقاتلي الحوثيين ومقاتلي المقاومة، في حين شن التحالف العربي بقيادة السعودية سلسلة غارات على مواقع الحوثيين في مدن يمنية عدة. وفي 25 يوليو، أعلنت قيادة التحالف العربي عن هدنة إنسانية لمدة خمسة أيام تبدأ منتصف ليل الأحد 26 يوليو، من أجل إرسال مساعدات إغاثية.
وفي 15 ديسمبر من العام الماضي، أعلنت الأمم المتحدة في بيان تلاه المتحدث باسمها أحمد فوزي أن محادثات السلام بين الأطراف المتحاربة في اليمن انطلقت تحت رعايتها الثلاثاء في سويسرا، بعد أن كان قد بدأ منتصف ظهيرة اليوم نفسه، سريان وقف إطلاق النار تمهيدا للمحادثات. ولكن الهدنة شهدت كثيراً من الخروقات، كما شهدت فيها جبهات نهم وميدي، اشتداد المعارك، أحرز فيه الجيش الوطني، مسنوداً بقوات التحالف تقدماً ملحوظا.
وبدخول الساعات الأولى من اليوم الأحد، تكون الهدنة الرابعة قد دخلت حيز التنفيذ، لكن عدم إعلان الحوثيين وحزب صالح، أي موقف منها، يتوقع منه أن يؤدي إلى انهيار الهدنة الداخلية في حين يستمر وقف إطلاق النار في الحدود وفقاً لتفاهمات الحوثي-السعودية، السرية المباشرة؛ مع أن التفاهمات نفسها، شملت إيقاف إطلاق النار في الجبهات الداخلية في المحافظات، حسب مصادر إعلامية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى