اخترنا لكمتقاريرغير مصنف

آلاف اليمنيين يطلبون اللجوء.. هل تتحوّل اليمن إلى أزمة هجرة مقبلة في أوروبا؟

تلقفت أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية آلاف اليمنيين الطالبين للجوء بعد بدء الحرب في اليمن مارس/آذار الماضي ليحقق عام 2015م أعلى الأعوام في اليمن من حيث طلب اللجوء إلى تلك البلدان. من يجعلها عرضة لتكون أزمة الهجرة المقبلة إلى أوروبا. يمن مونيتور/ وحدة التحقيقات/ من عدنان هاشم
تلقفت أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية آلاف اليمنيين الطالبين للجوء بعد بدء الحرب في اليمن مارس/آذار الماضي ليحقق عام 2015م أعلى الأعوام في اليمن من حيث طلب اللجوء إلى تلك البلدان. من يجعلها عرضة لتكون أزمة الهجرة المقبلة إلى أوروبا.
وخلال العام الماضي كان لافتاً مشاهدة ازدحام مكتب حجز التذاكر في صنعاء بأشخاص يحاولون الوصول إلى مقدمة الطابور ويتصارعون على حجز مقعد على متن أول طائرة ستغادر البلاد.  وغالباً ما ينتمون إلى الطبقتين العليا والمتوسطة في اليمن، حيث تصل تكلفة تذكرة السفر الواحدة عبر الخطوط الجوية اليمنية إلى 700 دولار أمريكي، في حين لا يستطيع أي من اليمنيين التوجه إلى أي من بلدان العالم إلا بعد الحصول على تأشيرة سفر من سفارة البلد الذي يرغب المسافر التوجه إليها، في البلدان المجاورة.
ولا يوجد سوى طريق تجاري واحد فقط مفتوح: رحلة واحدة يومياً إلى العاصمة الأردنية عمّان. وحتى إذا حجزت مقعدك اليوم، لن تكون قادراً على المغادرة قبل ستة أسابيع.
وتفرض قوات التحالف على جميع رحلات الطيران المغادرة من صنعاء إلى عمّان الهبوط في مطار بيشة المحلي في منطقة عسير السعودية بهدف إخضاعها للتفتيش ومن ثم السماح لها بالتوجه إلى العاصمة الأردنية، مما يزيد من القيمة المادية لتذاكر السفر ويطيل من وقت الرحلة، في حين يسافر آخرون براً عبر الحدود الشمالية مع السعودية ولا يمكنهم العبور إلى خارج البلاد إلا عبر منفذ الوديعة الرابط بين البلدين والذي تشرف عليه قوات التحالف، فيما المنافذ الأخرى مغلقة من قبل قوات “صالح والحوثي”.
وتقول مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن أكثر من مئة الف شخص فروا من اليمن منذ أن مارس/آذار الماضي عندما قام تحالف من عشر دول بقيادة السعودية بالتحرك في اليمن للإطاحة بالحوثيين والرئيس اليمني السابق.
وأشار المتحدث باسم المفوضية أندرياس نيدهام إلى أن العدد الفعلي قد يكون أكبر من ذلك لأن المفوضية والسلطات اليمنية يسجلون فقط الأعداد التي تطلب منهم المساعدة.
ممثل مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين “يوهانس فان دير كلاو” قال في تصريحات له، إن أربعة من بين كل خمسة يمنيين باتوا مؤخرا في حاجة إلى نوع من المساعدات الإنسانية أي ما يقدر بـ  21 مليونا من أصل 25 مليونا وأن من بين أولئك الذين يحتاجون للمساعدة اللاجئين وطالبي اللجوء والمهاجرين.
 
موسم الهجرة إلى أوروبا
و وصف المسؤول في المفوضية الأممية لشؤون اللاجئين فراس كيال الوضع الإنساني في اليمن بالصعب والمعقد، مضيفا أن الأزمة الحالية جاءت لتزيد معاناة اليمنيين القائمة أساسا.
وذكر أن مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أصدرت نداء إلى جميع الدول وطالبتها بأن تقدم المساعدة لليمنيين الموجودين على أراضيها، وبأن لا تعيدهم قسرا إلى بلادهم.
وأكد أن عدة دول استجابت إلى النداء وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية التي قدمت دعما ماليا كبيرا.
وحصل “يمن مونيتور” على إحصائية من المفوضية العليا لشؤون اللاجئين بالأمم المتحدة تفيد بوجود 2111 طلب لجوء المقدمة في 38 الأوروبي و 6 بلدان غير أوروبية، كانت السويد (388) طلباً في المركز الأول يليها الولايات المتحدة الأمريكية (383) طلباً.
كما يوضح الأنفوجرافيك اللآتي:
 

 

ويظهر حجم الارتفاع المهول في طلبات اللجوء إلى دول العالم خلال عام 2015 عن بقية الأعوام السابقة:

 الولايات المتحدة كانت ثاني أكبر دولة من حيث اليمنيين المقدمين للجوء:

 
معوقات
محمد أحمد 20 عاما فر من الحرب الدائرة في منطقة شَبْوَة جنوب اليمن إلى صنعاء يقول إنه فقد مستقبله التعليمي ولم يعد يستطيع مواصلة الدراسة ويلقي باللوم على الحرب التي أوقفت كل شيء، فلم يعد هناك جامعات أو مدارس مفتوحة، وأنا هنا نازح، وعالق ولا أستطيع مواصلة تعليمي أو الهجرة خارج البلاد، ولا أمتلك المال”.
ويضيف لـ”يمن مونيتور” قائلاً: “نحن هنا مجبرون على عيش مأساة الحرب ولا يوجد طريق سالك للمغادرة ولا يستطيع الرحيل إلا الأثرياء”. أصابه اليأس وهو يتحدث: “إن الكثيرين من أقاربه قتلوا في الحرب في مدينة تعز جنوب اليمن وآخرون فروا من الحرب إلى إحدى ضواحي المدينة ولا يزالون هناك عالقون وأوضاعهم صعبة للغاية”.
شاكر أحمد خالد يبلغ من العمر35 عاما وهو واحد من بين مئات اليمنيين الذين يسعون إلى الهجرة والوصول إلى تركيا يقول أثناء لقاء تلفزيون أوروبي به في مطار صنعاء: “جئت إلى مكتب الخطوط الجوية اليمنية آملا في الحصول على تذكرة سفر وحجز مقعد، اعتزم الرحيل فلم أعد أستطيع البقاء في الوطن، الحياة لم تعد آمنه وبيئة العمل منهارة تماما .. ولكني حتى الآن لم أستطع المغادرة وتكاليف السفر باهظة”.
يراود شاكر هواجس بالهجرة عبر البحر إلى أي من الدول الإفريقية ومن ثم التوجه إلى تركيا لكنه قلق من الرحلة عبر القارب وهي محفوفة بالمخاطر كما أنها أيضا مرتفعة التكاليف ولم تعد سهلة، كما يقول.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى