حديث موسكو عن “النووي”.. مخاوف متزايدة وسيناريوهات وراء “التهديد الروسي”
يمن مونيتور/ الحرة:
ناقش قادة عسكريون روس كبار مؤخرا كيفية وسبل استخدام أسلحة نووية تكتيكية في ساحة المعركة في أوكرانيا، حسبما ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز”، الأربعاء، نقلا عن مسؤولين أميركيين لم تسمهم.
ولم يشارك الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في النقاشات، ولم يظهر أي مؤشر على أن الجيش الروسي قرر استخدام مثل تلك الأسلحة وهو أمر من شأنه تصعيد الحرب بدرجة كبيرة، بحسب الصحيفة.
وناقش كبار الجنرالات الروس الظروف التي يحتمل أن يستخدموا فيها “سلاحا نوويا تكتيكيا”.
قال مسؤولون أميركيون إنهم “لم يروا أي حركة للأسلحة النووية الروسية ولا يعتقدون أن الحكومة الروسية قررت استخدامها”، حسب ما ذكرته “نيويورك تايمز”.
وأكد البيت الأبيض، الأربعاء، أن النقاشات المتكررة لمسؤولين روس لاحتمال استخدام أسلحة نووية في أوكرانيا جعل المسؤولين الأميركيين “قلقين بشكل متزايد” من أن يصبح ذلك الاحتمال حقيقة.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، “أصبحنا قلقين بشكل متزايد إزاء تلك الاحتمالات مع مرور هذا الأشهر”، مضيفا “نحن نراقب الوضع بأفضل ما يمكن”.
وأشار البيت الأبيض إلى عدم وجود أي مؤشرات لديه تدل على استعدادات ملموسة لروسيا بهذا الصدد.
ولكن في الوقت الذي تعاني فيه روسيا من نكسات في ساحة المعركة ، فإن الحديث عن استخدام السلاح النووي “يثير القلق”، وفقا لتقرير آخر لصحيفة “نيويورك تايمز”.
روسيا والنووي
تمتلك روسيا ما يصل إلى 2000 سلاح نووي تكتيكي، وهي أجهزة منخفضة القوة مصممة لهزيمة القوات التقليدية في ساحة المعركة.
ولم يتم استخدام سلاح نووي تكتيكي في القتال مطلقا، ولكن يمكن نشره بعدة طرق، بما في ذلك الصواريخ أو قذائف المدفعية.
ويمكن للسلاح النووي الصغير، قتل الآلاف من الناس والتسبب في مرض الملايين، قد تصاعدت مخاوف استخدامه بعد مناقشات كبار الجنرالات الروس، حسب “نيويرك تايمز”.
وعلى الرغم من أن الأسلحة التكتيكية لها مردود أقل من الرؤوس الحربية الاستراتيجية، لكنها يمكن أن تسبب “تداعيات إشعاعية كبيرة”، وفقا لتقرير لصحيفة “التايمز” البريطانية.
ومن شأن استخدام الرؤوس الحربية التكتيكية كسر “المحرمات النووية” التي كانت قائمة منذ أن أسقطت الولايات المتحدة قنابل ذرية على اليابان في عام 1945، حسب “التايمز”.
هل تحاول روسيا فقط “إثارة غضب الغرب”؟
قال المسؤولون الأميركيون إنه “من الممكن تماما أن يكون الخطاب العام والمحادثات الخاصة بين المسؤولين الروس تهدف إلى إثارة المخاوف الغرب”.
وربما تحاول روسيا جزئيا ثني الولايات المتحدة عن إرسال أسلحة متطورة إلى أوكرانيا مثل نظام الصواريخ التكتيكية للجيش، حسب “نيويورك تايمز”.
ويريد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، تلك الأسلحة ويعتقد بعض المسؤولين العسكريين الأميركيين السابقين أن “إمداد أوكرانيا بها سيساعد جيشها بشكل كبير في تعريض الأهداف الروسية ومستودعات الإمداد للخطر”.
ضغوط روسية على أوكرانيا للتفاوض؟
وأكد القائد السابق للجيش الأميركي في أوروبا، الجنرال فريدريك بن هودجز، أن “من غير المرجح استخدام روسيا سلاحا نوويا تكتيكيا”.
وبينما كان لدى “الجيش الأحمر السوفيتي خطط حرب تتضمن استخدام الأسلحة النووية في ساحة المعركة واستغلال النتائج، لكن روسيا لا تملك قوات مدربة يمكنها الاستفادة من مثل هذه الضربة”، وفقا لـ”نيويورك تايمز”.
وقال الجنرال هودجز: “تكون أسلحتهم (الروس) النووية أكثر فائدة لهم عندما لا يستخدمونها”، مضيفا “ليس هناك ميزة في ساحة المعركة على الإطلاق لاستخدام أي سلاح نووي”.
وبدلا من ذلك، يأمل القادة الروس أن تكون التهديدات النووية كافية لإجبار أوكرانيا على إجراء محادثات دبلوماسية وتقديم تنازلات فشلت روسيا في الفوز بها في ساحة المعركة.
وقال الجنرال هودجز: “إنهم يحاولون الضغط على أوكرانيا للتفاوض والاستسلام لمطالب الكرملين”، وفقا لتصريحاته لـ”نيويورك تايمز”.
وتريد روسيا من أوكرانيا التنازل عن مناطق شاسعة من البلاد التي ضمها بوتين بشكل غير قانوني بعد استفتاءات زائفة هذا العام وفي عام 2014 ، عندما احتلت القوات الروسية شبه جزيرة القرم، حسب “نيويورك تايمز”.
وفي 30 سبتمبر، أعلنت روسيا ضم أربع مناطق أوكرانية لأراضيها وتشمل “دونيتسك ولوغانسك وخيرسون و زابوريجيا”.
وتمثل المناطق الأربع مجتمعة حوالي 18 بالمئة من الأراضي الأوكرانية المعترف بها دوليا، وفقا لـ”رويترز”.
هل يحاول بوتين التأثير على “الداخل الروسي”؟
لا تحظى جهود جهود بوتين لتوسيع التجنيد وحشد المزيد من سكان روسيا للقتال في أوكرانيا بـ”شعبية”، وفقا لـ”نيويورك تايمز”.
وخلال معظم شهر أكتوبر، كانت المواقف الروسية تجاه الحرب النووية “تتجه نحو السلبية”، وفقا لجوناثان تيوبنر، الرئيس التنفيذي لشركة FilterLabs، وهي شركة تتعقب المشاعر العامة في روسيا.
لكن الرأي العام تغير بعد أن بدأ بوتين وغيره من المسؤولين الروس الحديث عن مزاعم لا أساس لها من الصحة بأن أوكرانيا ستفجر “قنبلة قذرة”.
واتهمت دول غربية روسيا بالتخطيط لاستخدام التهديد بقنبلة محملة بمواد نووية كذريعة للتصعيد في أوكرانيا، وفقا لـ”رويترز”.
وقال تيوبنر: “منذ رواية القنبلة القذرة، اكتشفنا زيادة كبيرة في الدعم الشعبي الروسي لاستخدام الأسلحة النووية إذا لزم الأمر”، حسب “نيويورك تايمز”.