مهنة الموت: 42 صحفيا قتلوا في اليمن منذُ بدء الحرب في البلاد
يمن مونيتور/قسم الأخبار
قال المرصد الأور ومتوسطي لحقوق الإنسان، إنه 42 صحافيًا يمنيًا على الأقل قتلوا في اليمن منذُ العام 2014، بمعدل أكثر من 5 صحافيين كل عام، في حوادث مختلفة أبرزها الاغتيال والاستهداف خلال النزاع المسلح.
وأفاد أن العقد الماضي شهد تراجعًا ملحوظًا في الحريات الصحافية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لافتًا إلى أنّ مهنة الصحافة باتت من أكثر المهن خطورة خاصة في مناطق النزاع المسلح.
وذكر المرصد الأورومتوسطي في تقرير أصدره الأربعاء الذي يوافق “اليوم العالمي لإنهاء الإفلات من العقاب في الجرائم المرتكبة بحق الصحفيين”، أنّ الصحافيين كانوا من أكثر الفئات استهدافًا في العديد من الدول خلال السنوات الماضية، إذ وقعوا ضحايا لجرائم وانتهاكات متنوعة، شملت التصفية الجسدية والاحتجاز التعسفي والتعذيب والمحاكمة الجائرة، وغالبًا ما يفلت الجناة من المساءلة والعقاب في مثل هذه الحالات.
وقال رئيس المرصد “رامي عبده”: “تختلف أطراف النزاع في المنطقة في كل شيء تقريبًا، لكنّها تتفق على إسكات صوت الصحافة ومنع الصحافيين من ممارسة عملهم بحرية”.
وأضاف أنّ “أكثر ما يبعث على القلق في تصاعد استهداف الصحافيين ووسائل الإعلام تمتّع الجناة برصيد مفتوح للإفلات من العقاب، وهذا في الواقع ما يشجعهم على تكرار استهداف الصحافيين وعدم الاكتراث بالعواقب المترتبة على ذلك”.
ويستعرض التقرير الذي جاء بعنوان “مهنة الموت” لمحة عامة على واقع الحريات الصحافية في 18 دولة يغطيها المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان ضمن مناطق عمله؛ وهي سوريا، والعراق، والأراضي الفلسطينية، ولبنان، واليمن، وليبيا، والسودان، ومصر، والمغرب، وتونس، والجزائر، والسعودية، وسلطنة عمان، والإمارات، وقطر، والبحرين، والكويت.
ووثّق المرصد الأورومتوسطي في التقرير مقتل أكثر من 860 صحافيًا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إذ تصدرت سوريا القائمة بأكبر عدد لصحافيين قُتلوا في المنطقة بواقع 700 صحافي وعامل في المجال الإعلامي (من بينهم 9 صحافيين أجانب) بمعدل أكثر من 63 صحافيًا كل عام، تلاها العراق الذي شهد مقتل 61 صحافيًا بمعدل 6 صحافيين كل عام، ثم اليمن الذي قُتل فيه 42 صحافيًا منذ عام 2014 بمعدل أكثر من 5 صحافيين سنويًا، والأراضي الفلسطينية التي سجلت معدل مقتل صحافيين اثنين كل عام.
وأشار التقرير إلى أنّ الصحافيين ووسائل الإعلام يواجهون أيضًا في دول المنطقة التي لا تشهد نزاعات قيودًا ورقابة مشددة على عملهم، إذ تُعمل السلطات في عدة بلدان كدول الخليج والمغرب العربي ومصر والأردن قوانين تضمن سيطرتها على قطاع الصحافة، وأخرى تستخدمها لشرعنة تجريم العمل الصحافي ومصادرة حريّة الصحافيين على خلفية عملهم المشروع.
وأكّد على أنّه رغم تدني عدد الصحافيين القتلى أو المحتجزين في عدد من تلك الدول، إلا أنّ ذلك لا يعكس حالة الحريات الصحافية فيها، إذ نتيجة للتهديدات والقوانين التقييدية، يجد الصحافيون أنفسهم يمارسون رقابة ذاتية على عملهم، حتى يتجنبوا الملاحقات والمضايقات والاعتداءات التي تبقى دون مساءلة، وتُمارس -في كثير من الأحيان- بغطاء قانوني.
ودعا المفوضية السامية لحقوق الإنسان إلى تكثيف الجهود مع مختلف الجهات المعنية من أجل الدفع باتجاه محاسبة مرتكبي الانتهاكات ضد الصحافيين، وتطوير آليات أكثر فاعلية لحماية الصحافيين والعاملين في المجال الإعلامي من الاستهداف الذي يكون مقصودًا ومنظّمًا في الكثير من الحالات.
وطالب المرصد الأورومتوسطي الحكومات وأطراف النزاع في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا باحترام حرية العمل الصحافي، ووقف جميع أشكال استهداف الصحافيين ووسائل الإعلام، بما في ذلك إطلاق سراح جميع الصحافيين المعتقلين على خلفية عملهم، وتحقيق العدالة للصحافيين الذي فقدوا حياتهم أثناء تأدية عملهم، إلى جانب السماح لجميع الأفراد والمؤسسات على اختلاف توجهاتهم بممارسة النشاط الإعلامي دون قيود غير ضرورية.