خلافاً لكل التوقعات عصفت قرارات الرئيس هادي الأخيرة بكل ما كان يحيط بالشرعية من غبش وظلام،هذه المرة فك طلاسم منصبي نائب الرئيس ورئيس الحكومة،التي كان يشغلهما شخص واحد آمن بالكلام أكثر من العمل،واكتفى بتسويق كلامه علّه يجني من وراء ذلك مجداً تليداً سيُخزّنه له التاريخ الذي لا يرحم.
خلافاً لكل التوقعات عصفت قرارات الرئيس هادي الأخيرة بكل ما كان يحيط بالشرعية من غبش وظلام،هذه المرة فك طلاسم منصبي نائب الرئيس ورئيس الحكومة،التي كان يشغلهما شخص واحد آمن بالكلام أكثر من العمل،واكتفى بتسويق كلامه علّه يجني من وراء ذلك مجداً تليداً سيُخزّنه له التاريخ الذي لا يرحم.
كان الرجل يشكل عائقاً كبيراً في وجه مسيرة التحرير التي تتبناها الشرعية بدعم شامل من دول التحالف العربي،بل مار س صلاحياته لعرقلة أي دعم قد يصل إلى بعض المحافظات البعيدة عن المنافذ البحرية والحدود البرية،تحت علل لا تعدو عن كونها دليلاً قاطعاً عن أن هذا الرجل يبذل طاقاته لتحقيق مآرب أخرى لن تجنِ الشرعية منها غير المزيد من الإنتكاسات والخسائر الكارثية المتتالية وهو ما حدث في عدة جبهات خاصة تلك التي تتبع عسكرياً المنطقة العسكرية الرابعة.
لم تُقدّم حكومته صورة مرضية في المناطق التي تم استعادتها،واكتفت بالمشاهدة لما يحدث من انفلات أمني مريع،ونقص حاد في الخدمات والإحتياجات الأساسية للمواطنين،لتؤكد عجزها المريع للتعامل مع الواقع الجديد الذي من واجبها الإنتماء إليه والمحافظة عليه وتقديمه في أبهى وأنصع الصور لما لذلك من أثر بالغ وانعكاسات على المحافظات الأخرى التي ما زال الحوثيون يذيقونها الأمر.
ضرب بحاح بكل ما وعد عرض الحائط،وانبرى تارة كداعية للسلام،وتارة كسائح متجول لاستكشاف العالم من باب “متع ناظِرَيك”،وما أظنه يوماً كان قريباً من هموم الناس في اليمن،أو لامس شيئاً من ذلك القبيل،مؤخراً لفت محافظ تعز النظر إلى موقف مخجل بدر من صاحب المنصب الثاني في البلاد حين لم يُلقِ بالاً لملف المحافظة المنكوبة والواقعة بين فكي الحرب والحصار ليتعامل مع مطالبه بنبرة صوت عالية متعللاً بأن تعز “جيزها جيز المحافظات الأخرى”،يعزز ذلك ما تسرب من لقاء لبحاح مع قادة مقاومة تعز حين اجتمع بهم في عدن،حيث اكتفى بالتقاط الصور التي سيستخدمها فيما بعد للنشر الإعلامي وأن تعز لها خصوصية لدينا كما قال حينها؛فيما لم يأذن لأحد من قادة المقاومة بالحديث تفصيلاً عن وضع تعز مهدداً إياهم بالإنسحاب في حال فعل أحدهم ما لا يريده.
كان بحاح حجر عثرة نحو تحقيق السلام بالقوة،وهو ما توصل إليه الرئيس هادي مؤخراً عندما أقاله من المنصبين ليمنح الفريق محسن منصب النائب وبن دغر رئيساً للحكومة،فاتحاً المجال لتجربة جديدة للحكومة الشرعية مع الواقع اليمني سواء في المحافظات المُستعادة أو تلك التي لا زالت تخوض معارك شرسة للعودة إلى ركب الجمهورية،وتعز أكبر دليل على ذلك.
إن معركة الشرعية الحقيقية تتمثل في إعطاء نموذج حقيقي وجاد يلمسه الجميع،أمنياً وعسكرياً واقتصادياً واجتماعياً،من خلال أدوار ذات فعالية كبيرة وسريعة بعيداً عن ضيق الإنتماءات والمكايدات التي يغذيها ضعاف النفوس من باب إظهار الأمور على غير حقيقتها ولتقديم خدمة جليلة للإنقلابيين ومن لهم صلة بإقلاق السكينة العامة وترويع الآمنين في هذا البلد.
لم يعد بحاح يحظى بمنصب يمنحه التدخل في شؤون الحكومة،وتلك فرصة مثلى للبرهنة على أن ما هو آتٍ ليس كالذي مضى،فما مضى طُويت صفحته للأبد،هذا هو أساس عمل الحكومة الجديدة،التي ستخضع للتقييم والمسآءلة المستمرة حسب ما قاله الرئيس هادي في خطابه الأخير.
ستكون تعز هي أكثر المحافظات التي من شأنها أن تبرهن الحكومة مدى جديتها للتعامل مع ملف تغيير الواقع،نعم فتعز تعاني الأمرين،تشكو وجعها منذ سنة كاملة دون مجيب،وهو ما يجب أن يأخذه رئيس الحكومة الجديد في حسبانه كذلك الفريق محسن الرجل العسكري القوي خاصة بعد أن أصبح الرجل الثاني في البلاد.
حان الوقت لتكون الحكومة الشرعية قوية،وتملك زمام الأمور أكثر من أي وقت مضى،خاصة بعد أن كُشف دور بحاح في ما مضى،وهو ما يحتاج إلى ترميم عاجل وتعامل حذر حتى لا نعاني من خيبات هذا الرجل ونكباته المريعة منذ توليه رئاسة الحكومة..ستكون اليمن بخير إذا استكملت حكومة بن دغر تحرير تعز،وحشدت طاقاتها من أجل هم هذه المحافظة الواقعة ضمن خريطة النسيان،وكذلك البيضاء وإب والحديدة وما تبقى من المحافظات التي صادر المليشاويون بهاءها وحولها إلى مدن لا تصلح حتى لتنسم الهواء بسبب كمية ووحشية جرائمهم التي لا مثيل لها.
ستستمر معركة الشرعية لإثبات ذاتها،وهو مطلب شعبي وآني ملح حتى تصبح القابلية أكثر وتكون النتائج على الأرض مبهرة،وهو ما نتمناه..ذهب بحاح،وبقيت الشرعية،وستظل ما دام من بنى مداميكها آلاف الشهداء ومثلهم جرحى من أنقى ما أنجبته نساء اليمن.