زكريا الأغبري.. فنان يمني يقاوم بريشته أوجاع الحرب ويصنع الجمال

يمن مونيتور/ خاص/ من فخر العزب

في زمن الحرب وأوجاعها يحرص الشاب اليمني الفنان زكريا الأغبري (39 عاما)، على صناعة وخلق الجمال، عبر ريشته التي تحترف نوعا جديدا من أنواع الرسم بما يعرف اليوم “الرسم الالكتروني”.

سياسيون وإعلاميون وفنانون وشعراء ورجال دين ومشاهير يتفنن الأغبري برسم ملامحهم التي يضفي عليها لمسات جمالية تقدم أعمالا فنية غاية في الإبهار والإدهاش.

التطور الذي يشهده العالم في تقنيات الأجهزة الالكترونية، وخصوصاً في الرسم الرقمي، ومدى صلتها في إيصال رسائل إلى العالم عن طريق مواقع التواصل كان الدافع الذي جعل الأغبري يتعلم الرسم الرقمي ويحترف فيه.

في مرحلة التعليم الابتدائي، بدأت موهبة الأغبري في الرسم بالظهور، وهي الموهبة التي طورها عبر التحاقه بالمعهد التقني بتعز قسم الفنون الجميلة في العام 2000، ليجمع بين الموهبة والتخصص.

ومن بين أنواع عديدة للرسم قرر الأغبري أن يتخصص بالرسم الالكتروني، خاصة مع سهولة العمل على الأجهزة اللوحية والرسم فيه بجميع الخيارات والخامات المتاحة.

بالاجتهاد والشغف بالرسم الالكتروني استطاع الأغبري تطوير مهاراته وذلك بمجهود شخصي،  حيث عمل على متابعة رسامين رقميين، وتعلم منهم، وطور مهاراته في هذا الفن الجديد على الساحة الفنية اليمنية.

على أن التخصص بالرسم الالكتروني لا يخلو من الصعوبات والتحديات، وأبرزها ارتفاع أسعار الأجهزة اللوحية والأقلام الرقمية، بالإضافة إلى بعض البرامج الالكترونية التي تحتاج إلى اشتراك شهري أو سنوي.

الرسم الالكتروني مثله مثل أنواع الرسوم الأخرى يحتاج إلى وقت طويل في رسم العمل، حيث يقضي الأغبري من 6 – 8 ساعات كي يكمل عمل البورتريه، وأحيانا يحتاج إلى وقت أطول حين يكون العمل مليئا بالتفاصيل الصغيرة والملامح والظلال.

التشجيع الذي يلقاه الأغبري من الجمهور هو الدافع الأول لأعماله الفنية، حيث يهتم برسم المشاهير والمؤثرين على الساحة، ما جعله يحظى بشعبية لدى الجمهور في وسائل التواصل الاجتماعي، والذي يتفاعل مع كل عمل جديد يقدمه الأغبري بين الحين والآخر.

معظم أعمال الأغبري عبارة عن رسم لشخصيات مشهورة لها تأثيرها على المستوى المحلي، وقد تكون هذه الشخصيات سياسية أو ثقافية أو فنية أو رياضية، ولديها شعبيتها لدى الشارع، أي أنه يركز على الشخصيات المشهورة والتي تثير بمواقفها جدلا لدى الشارع.

جميع لوحات الرسام الأغبري تشهد تفاعلا كبيرا من الجمهور، لكن رسمته لثوار ثورة 26 سبتمبر

تبقى الأبرز، حيث جمع علي عبدالمغني وعبدالله السلال ومحمد محمود الزبيري وعبدالرقيب عبدالوهاب وعبدالله عبدالوهاب نعمان الفضول في لوحة واحدة، انتشرت كأيقونة للثورة في مواقع التواصل الاجتماعي.

بالإضافة إلى الوجوه يتفنن الأغبري في رسم مناظر طبيعية تجسد الطبيعة اليمنية بتنوع ثقافاتها، ما يجعل أعماله الفنية تمتاز بخصائص فريدة بفرادة البيئة اليمنية التي تمتاز بخصوصية تمنحها الانفراد بين مثيلاتها، حيث تقدم الأعمال الفنية فلاشات تصويرية من حياة الناس اليومية.

في الفترة الأخيرة استخدم الفنان الأغبري تقنية الرسم على ورق اللانهاية واستخدم فيها تصوير الفيديو مع حركة الزوم في عمل متداخل، ومع أهمية هذا العمل إلا أن اللوحات التي يرسم فيها مدينة تعز تبقى الأقرب له.

وللرسام الأغبري مساهمات في عدد من المعارض الفنية وأبرزها معرض الفن والتراث في تعز وصنعاء، وكذا معرض التراث والشعوب في المملكة العربية السعودية التي يقيم فيها حاليا، كما أن أعماله يتم تداولها على نطاق واسع باعتبارها نوعا جديدا من الفن يمتاز بقيم الحداثة في مضامينه وفي أدواته أيضا.

يرى الأغبري أن الفن التشكيلي في اليمن له صدى كبير على مستوى اليمن وعلى المستوى الخارجي، حيث  يوجد الكثير من الفنانين التشكيليين الذين تصدروا أكبر المعارض الدولية، وبالنسبة للرسم الرقمي هناك فنانين صاعدين في اليمن ظهرت أعمالهم بشكل كبير في الآونة الأخيرة، وسيكون لهم مستقبل كبير بإذن الله.

يتمنى الأغبري من كل من لديه الموهبة سواء في الفن التشكيلي أو الرقمي أن يقدم بأعماله الفنية رسالة إلى العالم ويظهر اليمن بصورة مشرقة ومشرفة.