ما جدوى تمثيل النساء في وفد الحكومة اليمنية المفاوض؟ (تقرير خاص)
يمن مونيتور / وحدة التقارير/ من فخر العزب:
كشفت مصادر أن الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً أعاد تشكيل فريق المفاوضين مع الحوثيين، برئاسة وزير الخارجية وعضوية ثمانية أسماء بينهم امرأة بينما هناك مقعد تاسع من نصيب النساء غير أنه لم يحسم الاسم بعد.
حضور النساء في الوفد الحكومي المفاوض جاء بعد إقصاء النساء من عضوية تشكيلة الحكومة التي تم تشكيلها وفقا لاتفاق الرياض، ما تسبب بموجة اعتراضات نسوية دفع الحكومة لتضمين مطالب النساء وتشركها في عضوية الوفد المفاوض.
وجود المرأة في الفريق المفاوض باسم الحكومة المعترف بها دوليا يكتسب أهمية كبيرة من وجهة نظر النساء، اللواتي يرين أن هذا الحضور سيكون له أثر إيجابي في طرح القضايا التي تهم النساء على طاولة المفاوضات، وبالتالي ضمان إشراك النساء في المرحلة القادمة.
المواطن أكبر المتضررين.. تداعيات اقتصادية خطيرة لهجوم الحوثيين على موانئ تصدير النفط -تحليل خاص
“النساء اليمنيات دفعن ثمناً باهظاً خلال سنوات الحرب”
من وجهة نظر الناشطة وداد البدوي التي تحدثت لـ”يمن مونيتور”، فوجود النساء على طاولة مفاوضات الحوار ضمن وفود أطراف الصراع المختلفة مهم للغاية.
وتقدم البدوي أسباباً لذلك: أولا من أجل الاعتراف بحضورها وإشراكها في صناعة القرار خاصة أن النساء دفعن ثمنا غاليا خلال سنوات الحرب، وأيضا النساء هن من استطعن أن يواجهن كل المشاكل الاجتماعية والأمنية والسياسية والاقتصادية، وكن هن من يعملن في الجانب الإنساني، فمن غير المعقول أن الحرب تحمل النساء تكلفة غير عادية رغم أن النساء ليس لهن يد في صناعة الحرب، ولكنهن تحملن كلفتها الباهظة ودفعن الثمن، سواء بجهدهن الشخصي وتحمل المسؤولية والأعباء، أو بتحمل مشقات القصف والحرب والنزوح، وأحيانا فقدان الزوج أو الابن أو الأخ.
وكثير من النساء قتلن في الحرب واستهدفن إلى داخل منازلهن، إلى جانب الوضع الاقتصادي الصعب، والمرأة هي من صرفت مدخراتها في معظم الأسر اليمنية التي واجهت الأزمات الاقتصادية خلال سنوات الحرب، كل هذه الإشكاليات إلى جانب أن المرأة تراجعت في الوظيفة العامة وفقدت فرصها بالعمل، وفقدت فرصها في المشاركة.
وتضيف البدوي “كنا قبل الحرب نتحدث عن إشراك النساء في مراكز صناعة القرار بما لا يقل عن 30% في مختلف السلطات، واليوم نتحدث عن حق المرأة بالسفر، وبالتالي إنه تم استبعاد النساء من مواقع صنع القرار المختلفة”.
وتعزو الناشطة البدوي تراجع تمثيل المرأة إلى أن “صناع القرار اليمنيين للأسف ينتمون إلى تيارات ذات توجهات دينية تستبعد النساء، اليوم لدينا حكومتان في اليمن بدون نساء وهذه كارثة، فوجود النساء في المفاوضات أو في الفريق المفاوض هو ضمان لإيصال هذه الأصوات المجتمعية والنسوية، وأصوات الشارع”.
وأردفت البدوي قائلة: “المرأة تتبنى صوت الشارع، والمرأة كانت أول من دعا للسلام وإيقاف الحرب من خلال التوافق النسوي الذي تم تشكيله في وقت مبكر في السنوات الأولى للحرب، وتحديدا في 15 أكتوبر 2015 وكان أول صوت نسوي ينادي بالسلام، أي أن النساء حريصات على السلام، ومصلحتهن مع السلام”.
وتشير البدوي إلى أن وجود النساء مهم من أجل أن يكون هناك مرونة بالنقاش، فالمرأة ليست متطرفة، حتى وإن كانت تنتمي إلى طرف، إلا أنها تقدم التنازلات من أجل مصلحة الجميع وهذا ما لاحظناه من خلال مشاركة “رنا غانم” في مفاوضات السويد، حيث كانت ضمن وفد الحكومة المعترف بها دوليا، كانت هي الصوت الوحيد الذي يعبر عن النساء، وعنا كفئات ليس لنا صوت يمثلنا على طاولة الحوار، على الرغم من أنها تنتمي إلى حزب سياسي، لكن المرأة دائما تغلب مصلحة الناس، فوجود النساء معناه أنه سيكون هناك نوع من المرونة فيما يتعلق بطرح القضايا التي ترتبط بالناس وبمعاناتهم.
ونوهت البدوي، إلى أن “وجود المرأة في الوفد المفاوض يجعل النساء مطمئنات أن هناك من سيتحدث باسمهن، ونستطيع نحن أن نرفع لهن بالملاحظات والآراء والمقترحات والأفكار التي يمكن أن يتم تبنيها، وكذا من أجل الضغط على الأطراف للذهاب إلى سلام حقيقي وشامل”.
تأخير إقرار القواعد المنظمة.. من يسعى لإفشال “الرئاسي اليمني”؟! (تقرير خاص)
“لا حضور فاعل دون وجود أجندة نسائية”
على الطرف الآخر هناك نساء لم يتفاءلن بوجود النساء وتمثيلهن في الوفد التفاوضي التابع للحكومة المعترف بها دوليا نتيجة أسباب يرين أنها موضوعية، ولابد من تجاوزها ليكون التمثيل مجديا.
الناشطة وميض شاكر قالت في حديثها لـ”يمن مونيتور”، إن تمثيل النساء كأشخاص في أي مكان كان لا يعني شيئا ولا يجدي إذا لم يكن هناك أجندة نسائية، يعني إن النساء داخل المؤسسات الرسمية وخارجها يتفقن على أجندة لمصالح النساء في المفاوضات وفي عمليات بناء السلام، بالإضافة للعملية الإنسانية كالإغاثة وغيرها، وعملية التنمية وحقوق الإنسان، ينبغي امتلاك النساء لهذه الأجندة، ومطالب تحليل المصالح، ماذا يريد جمهور النساء العريض في كل مكان في الريف والحضر وفي الشارع وفي البيوت ومخيمات النازحين والمدارس والمصانع وفي كل المرافق”.
وتضيف “وميض” إذا كان هناك “تمثيل بامرأتين في فريق المفاوضات وثلاث مثلا بالوزارات وعشر بالهيئات فهذا كذلك غير مجدي، لأن العدد قليل، والمفروض تكون الموجودات في التمثيلات للمؤسسات الرسمية بما فيها الفرق المفاوضة هن حزبيات، أي عندهن جمهور وقواعد، لكن الحاصل لدينا إنه يتم طرح النساء في المواقع القيادية من غير الحزبيات، وهذا يضر”.
وتابعت أن وجود المرأة من الأحزاب مهم ” من أجل أن يكون هناك مرجعية ومسؤولية ومحاسبة، وبالمقابل يكون هناك فريق آخر من غير الحزبيات يقمن بدور المعارضة، وهكذا سيكون هناك نقاش وحوار بين الجهتين اليمنيتين فيما يخص قضايا النساء، وهذا غير موجود للأسف”.
وأشارت شاكر إلى أن “هناك فجوات مهمة، وهذه الفجوات تابعة في القصور إما للفساد أو لضعف القدرات الإدارية عندنا في مؤسسات الدولة والأحزاب”.
وتؤكد “وميض” أن وجود المرأة في فريق المفاوضات لن يؤثر كثيرا على القضايا التي تهم النساء، لأن النساء الموجودات إذا كن حزبيات فهذا جيد وسيعرفن مواضيع كثيرة تهم النساء، لأنهن مرتبطات بالنساء في القواعد، وإذا كن مستقلات كمثل أن تأتي كاتبة أو مدرسة غير مرتبطات بالعمل الأهلي والجماهيري وليس لهن الخبرة بقضايا النساء كجمهور واسع فهذا مشكلة، فالأصل يكون هناك حزبيات، وبالمقابل يكون هناك حركة نسائية غير رسمية من اللواتي يشتعلن مع النساء أي اللواتي لهن جمهور عريض ويعرفن قضاياهن، أما التمثيل الحاصل اليوم فهو برجوازي أو استقراطي أو مخملي”.