رئيسة الوزراء البريطانية تعلن استقالتها بعد 45 يوما من تسلمها المنصب
يمن مونيتور/ (أ ف ب)
بعد مواجهتها النكسة تلو الأخرى وصولا إلى استقالة وزيرة الداخلية والجلسة الصاخبة الأخيرة في البرلمان، قدمت رئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس الخميس استقالتها من المنصب، وأعلنت إجراء انتخابات داخل حزب المحافظين الأسبوع المقبل لاختيار خلف لها.
وفور استقالتها، دعا زعيم المعارضة البريطانية العمالي كير ستارمر إلى إجراء انتخابات عامة “الآن”.
وقالت تراس أمام مقر رئاسة الوزراء في 10 داونينغ ستريت: “في ظل الوضع الحالي لا يمكنني إتمام المهمة التي انتخبني حزب المحافظين للقيام بها.”
وأضافت أن عملية اختيار خلف لها “ستستكمل خلال الأسبوع القادم”.
وتابعت: “لذلك تحدثت إلى جلالة الملك (تشارلز الثالث) لإبلاغه باستقالتي من رئاسة حزب المحافظين”، موضحة أن عملية اختيار النواب لخلف لها “ستستكمل خلال الأسبوع القادم”.
وكانت تراس اعترفت الخميس بأنها واجهت “يوما صعبا” الأربعاء، لكنها شددت على وجوب أن تركز الحكومة جهودها على أولوياتها. وقال المتحدث باسمها إنها تريد من الحكومة التركيز بنسبة أكبر على “إنجاز الأولويات” و”بنسبة أقل على السياسة”.
وصباح الخميس التقت تراس رئيس “لجنة 1922” في الحزب المحافظ المكلفة التنظيم الداخلي.
وواجهت تراس ضغوطا للاستقالة بعد ستة أسابيع فقط على توليها رئاسة الحكومة بعدما اضطرت لإلغاء خطة خفض الضرائب الكارثية التي تسببت بإضراب في الأسواق في خضم أزمة غلاء معيشة حادة.
وبعيد إعلان استقالة تراس، عبر الرئيس الفرنسي إيمانزيل ماكرون عن أمله في أن تستعيد بريطانيا استقرارها “بسرعة.
وفي موسكو، اعتبرت وزارة الخارجية الروسية أن بريطانيا “لم تشهد مثل هذا العار من رئيس وزراء”.
“فوضى”
كانت عناوين الصحف الصادرة صباح الخميس قد أجمعت على وصف الأوضاع بأنها “فوضى” غداة جلسة كارثية في وستمنستر تحولت إلى “سوق مزايدات”.
واعتبرت صحيفة “ذا صن” أن ليز تراس باتت “محطمة”، و”سلطتها مهشمة بعد يوم سادته الفوضى العارمة”، مشيرة إلى “حكومة بصدد الانهيار أمام أعيننا”.
من جهتها اعتبرت صحيفة “ذا تايمز” اليمينية أن “رئيسة الوزراء تتمسك بالسلطة” ونقلت عن مؤيد لتراس في الحكومة قوله “القرار نهائي”.
وقال عضو حزب المحافظين إد فايزي إن “السبيل الوحيد للخروج من هذه الفوضى هو بتنحي ليز تراس وتعيين النواب المحافظين رئيسا جديدا للوزراء”.
ومن شأن استقالة تراس أن تفتح المجال أمام تنافس داخل حزب المحافظين يمكن اختصاره في حال توافق نواب الحزب على بديل لها، وإلا فإن النواب يمكنهم أن يرصوا الصفوف لطرح الثقة بها.
وجاءت الدعوات الجديدة إلى التنحي بعد استقالتة وزيرة الداخلية سويلا برايفرمان.
وكان وزير المالية كواسي كوارتينغ المقرب من تراس قد أقيل على خلفية خطة خفض الضرائب واستبدل بجيريمي هانت الذي سارع إلى إلغاء الخطة بشكل شبه كامل.
وأوردت صحيفة “ديلي تلغراف” أن برايفرمان استقالت بعد “سجال مباشر محتدم” مع تراس وهانت “على خلفية مطالبتهما إياها بتليين موقفها في ملف الهجرة”.
وكانت تراس قد عينت غرانت شابس خلفا لبرايفرمان، علما بأنها سبق أن أقالته من منصب سكرتير النقل لدى توليها رئاسة الحكومة. وكان شابس داعما لخصمها في الانتخابات التمهيدية للحزب ريشي سوناك.
وقالت برايفرمان المتشددة في ملف الهجرة إنها استقالت بسبب “مخالفة تقنية” لأنظمة الحكومة.
وجاء في كتاب استقالتها “ارتكبت خطأ وأتحمل المسؤولية، أنا أستقيل”، معربة من جهة ثانية عن “مخاوف جدية” حيال سياسة الحكومة التي تتخلى بحسب رأيها عن وعودها لا سيما في ملف الهجرة.
وواجهت تراس انتقادات لعدم تنحيها، بعدما حملت كوارتينغ مسؤولية خطة الموازنة الملغاة التي تسببت باضطراب في الأسواق.
وكتبت برايفرمان “الادعاء بعدم ارتكاب أخطاء والاستمرار وكأن أحدا لا يرى أننا ارتكبناها على أمل أن تستقيم الأمور بسحر ساحر، لا ينم عن جدية في العمل السياسي”.
المعارضة تطالب بانتخابات عامة “الآن”
من جانبه، دعا زعيم المعارضة البريطانية العمالي كير ستارمر الخميس إلى إجراء انتخابات عامة “الآن” بعد إعلان رئيسة الوزراء ليز تراس استقالتها.
وتساءل ستارمر “ما فائدة رئيسة وزراء لا تصمد وعودها أسبوعا؟ معددا كل الإجراءات التي اضطرت تراس للتراجع عنها بضغط من الأسواق ومعسكرها.
وتأتي هذه الدعوة الجديدة من زعيم حزب العمال بينما أعلنت تراس إجراء انتخابات داخلية لحزب المحافظين لاختيار خلف لها “بحلول نهاية الأسبوع المقبل”.
ومن المقرر أن يوجه ستارمر الخميس خطابا خلال المؤتمر السنوي لاتحاد نقابات العمال.
وأظهر استطلاع أجراه معهد “يوغوف” والثلاثاء أن تراس هي الزعيمة الأقل شعبية للحزب على الإطلاق. وأظهر استطلاع آخر أن غالبية أعضاء الحزب كانوا يريدون رحيلها.