في يومها العالمي.. المرأة الريفية اليمنية أعباء كبيرة وحرمان من أبسط الحقوق!
يمن مونيتور/ من إفتخار عبده
صادف يوم السبت الخامس عشر من أكتوبر اليوم العالمي للمرأة الريفية، وتأتي هذه المناسبة ونساء الريف في اليمن يكافحن باستمرار لتأمين حياة كريمة لأسرهن في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة التي تشهدها البلاد.
وتعمل المرأة الريفية في الأعمال الشاقة ليل نهار دون كلل أو ملل على الرغم من أنها تفتقر لأبسط مقومات الحياة الكريمة كالعلم والعلاج.
وتفقد الكثير من الريفيات حياتهن إما إثر سقوطهن من رأس جبل، أو تموت نفاسًا وهي في طريقها إلى المدينة لتلقي العلاج، كما أنها لا تحصل على حقها العلمي الكامل.
العمل في الزراعة
تعمل غالبية نساء الريف اليمني في الزراعة فهي الدخل الوحيد للكثير من الأسر الريفية، ولهذا تجد المرأة تعمل في الأرض طوال النهار ولا يعيدها إلى بيتها إلا الليل إذا حلق في الأفق.
تقول سعيدة محمد 50عاما” نحن نحب الزراعة والعمل فيها ونحب الماشية وتربيتها لدرجة أننا لا نقدر على العيش بدون الماشية أو الزراعة فهي دخلنا الوحيد”.
وتضيف محمد” منذ طفولتنا ونحن نقضي أغلب ساعات النهار إما في الوادي أو في الجبال نرعى الماشية ونحتطب ونجلب الحشائش، حتى أننا نرى الجبال وما بها من خضرة متنفسًا يزيح عن النفس الكثير من الهموم”.
وتابعت ” خمسون عامًا ونحن نعيش على الأرض والماشية، نبيع في السنة الواحدة رأسًا من البقر وعدة رؤوس من الأغنام الصغيرة بالإضافة إلى أننا نضحي من داخل بيوتنا، وإذا ما أردنا في بعض الأيام أن نذبح رأسًا من الغنم نفعل ذلك دون خسارة”.
وبينت” أنا مقتنعة جدًا بحياتي التي عشتها حتى الآن، فالله يأخذ شيئًا ويعطي أشياء أخرى أجمل، وقد أعطانا الله الصحة والقدرة على العمل؛ لأننا نحمل همة بداخلنا تجعلنا ننسى كل شيء ونهتم فقط بأرضنا وبيتنا”.
حرمانٌ من التعليم
من جهتها تقول حمامة عبد الكريم ( 30عاما) “تعاني المرأة الريفية كثيرًا وهي تحاول أن تكون كباقي النساء ولا سيما في الجانب العلمي فالفتاة الريفية عادة ما تحرم من حقها العلمي لأسباب تافهة”.
وأضافت” كنت أحلم منذ طفولتي أن أكون طبيبة وعشت في هذا الحلم حتى أكملت الثانوية فانصدمت بعدها أن حلمي كله كان مجرد سراب خادع لن يتحقق أبدًا”.
وأردفت” أدركت أنني لا بد أن أعيش واقعي المليء بالجهل والتخلف واقع لا يعطي المرأة أي حق من حقوقها، واقع كله أعمال شاقه ومتعبه بين الأتربة والأشواك، بين الرياح وتحت حرارة الشمس”.
الزوج أو القبر
وواصلت” كان دائمًا يتقدم لي عريس وقد كنت أرفض بسبب أني أريد أواصل تعليمي الجامعي وكنت أتلقى من جميع أهلي بهذلة كبيرة فهم يقولون لي إنني لن ادرس وأن هذا مستحيل، هو حلم ولن يتحقق وأن البنت ما لها إلا زوجها أو قبرها”.
وبينت” ليس على الفتاة الريفية إلا الخضوع لكل ما يملأ عليها فلا يمكن أن تتخذ قرارها بنفسها وتسلك سبيل تحقيق حلمها دون رضى الأهل وهذا ما جعل الكثير من الفتيات ضحايا العادات والتقاليد وقد كنت واحدة منهن”.
من جهتها تقول هدى عبده(26عامًا)” المرأة الريفية هي امرأة ورجل في الوقت ذاته، تعمل أعمال المرأة وأعمال الرجل، تقوم بحراثة الأرض والاهتمام بالزراعة وجلب الماء من أماكن بعيدة جدًا والاهتمام بالبيت والأطفال”.
وأضافت عبده” على الرغم من أن المرأة الريفية تقدم الكثير وتذهب عمرها وهي تعمل الأعمال الشاقة، تحمل الأعباء الكبيرة إلا أنها محرومة من أبسط حقوقها كالعلاج على سبيل المثال”.
موتٌ في منتصف الطريق
وأردفت” هناك الكثير من النساء من تموت في منتصف الطريق، تموت نفاسًا قبل أن تصل إلى المدينة وهذا الأمر يرجع لغياب المستوصفات والطبيبة المختصة بجانب النساء داخل المناطق الريفية”.
وتابعت” الكثير من النساء الريفيات يسقطن في الجبال أثناء ذهابهن للاحتطاب وجلب الحشائش فلا يعدن إلا جثثًا هامدة أو مصابات إصابات خطيرة تجعلهن في إعاقة دائمة”.
بدورها تقول هالة هائل (26عاما)” لم أكن أعلم أن هناك يوم عالمي للمرأة الريفية، فأنا أشعر أنها منسية من كل جميل، هي عليها أن تعمل فقط، لا أن تُعطى، وينظر لها على أنها امرأة مضحية تستحق التكريم”.
وأضافت هائل” تقضي المرأة الريفية عمرها كامل في الأعمال الشاقة فكل شيء بالنسبة لها لا يأتي إلا بعد شق الأنفس، هناك الكثير من الأسر من لا تستخدم الغاز المنزلي على الإطلاق وتقضي عمرها في البحث عن الحطب من جبل لآخر”.
وأردفت” كل شيء في الريف يتم إنجازه بالأمور البدائية فغسل الملابس يكون بالأيدي وفي الوادي بالتحديد، والماء يتم نقله على الرأس من أماكن بعيدة، حتى على مستوى حمل الدقيق والأمور الضرورية من مكان البيع إلى البيت يكون هذا كله على رأس المرأة الريفية”.
وواصلت” كل هذا تقوم به المرأة بكل حب وياليتها تلقى مقابل تعبها هذا القليل من رد الجميل، لكنها تعامل بقسوة من الحياة وممن حولها، هي لا تلقى حقها العلمي والعلاجي وهذا الأمر الذي يعد بديهيًا لدى الفتاة المدنية لكنه حلم بعيد المنال لدى الريفيات”.
زواج القاصرات
وأشارت إلى أن” زواج الفتاة الريفية يكون كصفقة تجارية لا أكثر، فأغلب الآباء يقومون بتزويج بناتهم في سن مبكر، فقط ليأخذ الأب المال من وراء هذه الصفقة ويبني له بيتًا أو يزوج أخاها الأكبر دون الالتفات لرأي الفتاة وشعورها إزاء هذا”.
وأوضحت” في منطقتي الفتيات اللاتي أكملن تعليمهن الجامعي لا يتجاوز عددهن أصابع اليد الواحدة؛ فقط من لديها أهل يقطنون في المدينة تقدر على ذلك وإلا فالثانوية العامة هي الحد الأقصى في التعليم بالنسبة للفتاة الريفية والبعض من لا تصل إلى ذلك”.