كسب لقمة العيش… رحلة معاناة يومية لملايين الأسر اليمنية
يمن مونيتور/من سامح صالح
في بداية كل صباح تصحو أم علوي قبل بزوغ الشمس متجهة إلى إحدى الجولات المزدحمة بالسيارات بالقرب من مديرية الصافية جنوب صنعاء، لممارسة بيع المناديل لأصحاب المركبات، لتأمين وجبة واحدة لأطفالها الأربعة الذين ينتظرون لحظة عودتها لإطعامهم.
المرأة الأربعينية تكافح من أجل أولادها بعد أن توفى زوجها قبل أكثر من عامين بجلطة في الدماغ وأصبحت الأم والأب بالنسبة لهم، ومن حينها أصبحت وحيدة تحارب الجوع الذي يزحف نحو أطفالها الأربعة كلما اشتدت الحرب وتصاعدت الأزمات.
تتحدث أم علوي وعلى وجهها تبدو ملامح الحزن عن كفاحها المستمر من أجل البحث عن لقمة العيش التي أصبحت شغلها الشاغل وقد كانت قبل وفاة زوجها مستورة الحال، عندما كان يعمل في مجال البناء أما بالمقاولة أو الأجر اليومي.
وحول تلقيها لمساعدات إنسانية من المنظمات الإغاثية التابعة للأمم المتحدة تقول إنها حاولت عشرات المرات لكي يتم وضع اسمها في سجلات الإغاثة لكن لم يحالفها الحظ أنها ليست نازحة من الحديدة ولم تجد وساطة من أي جهة تساعدها في الحصول على بعض المساعدات التي تساهم في تخفيف متاعبها وتوفر لأطفالها وجبتين في اليوم الواحد.
وتوجد مثل أم علوي العشرات من الأسر التي لم تصل إليها مساعدات الأمم المتحدة، ولا تجد مصادر داخل ثابتة بعد أن توقف رواتب الموظفين خلال سنوات الحرب وأصبح الكل يلهث وراء لقمة العيش ولا غيرها.
ومع حلول يوم الأغذية العالمي والذي يصادف 16 أكتوبر من كل عام تقول تقارير إنسانية إن السكان في اليمن باتوا يكافحون أكثر من أي وقت مضى لتأمين الأغذية الأساسية جراء تفاقم التبعات الإنسانية للنزاع، إذ يعاني نحو 19 مليون يمني من انعدام الأمن الغذائي، وهو ما يعادل أكثر من 61% من إجمالي عدد السكان.
ويهدف يوم الغذاء العالمي لزيادة التوعية بمكافحة الجوع وآثاره، وتسليط الضوء على الجياع ومعاناتهم نتيجة نقص الغذاء في دول العالم..
يعد اليمن من بين أفقر الدول في العالم العربي حتى قبل اندلاع الحرب في 2014، على مرور ثمانية أعوام واليمنيون يعانون من انعدام الأمن الغذائي رغم المساعدات الإنسانية المتواصلة.
تظل معدلات سوء التغذية في اليمن من بين أعلى المعدلات على مستوى العالم، حيث يعيش 20.7 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية، حسب برنامج الأغذية العالمي.
معاناة مستمرة
وفي شهر حزيران/يونيو 2021 أعلن برنامج الأغذية العالمي عن تخفيض الحصص الغذائية المقدمة بسبب نقص التمويل، حيث زادت معدلات سوء التغذية الحادة بين الأطفال والأمهات في اليمن.
ومساء الأحد شددت نائبة مفوضة الأمم المتحدة للإغاثة جويس مسويا على ضرورة تكثيف المساعدة الإنسانية المنقذة للحياة والحماية في اليمن لحماية حياة الملايين من الأشخاص المستضعفين في جميع أنحاء البلاد التي مزقتها الحرب.
وقالت إن حوالي 23.4 مليون شخص في اليمن – أكثر من ثلثي السكان – بحاجة إلى مساعدات إنسانية، في ختام مهمة لتقصي الحقائق لمدة تسعة أيام، مع 17 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي.
وتعد معدلات سوء التغذية بين النساء والأطفال من بين أعلى المعدلات في العالم، حيث يحتاج 1.3 مليون امرأة حامل أو مرضع و2.2 مليون طفل دون سن الخامسة إلى العلاج من سوء التغذية الحاد.