“غروندبرغ” يحذر من خطر تجدد الحرب.. وبريطانيا تلوم الحوثيين لفشل تمديد الهدنة
يمن مونيتور/ قسم الأخبار
حذر المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، هانس غروندبرغ، الخميس، من تداعيات انتهاء الهدنة وخطر تجدد الحرب، في حين ألقت بريطانيا باللوم على الحوثيين لفشل تجديد الهدنة.
وقال غروندبرغ خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي، بشأن الأوضاع في اليمن، إن الهدنة التي انتهت ساهمت في تخفيف المعاناة في اليمن، لكن انتهائها “يثير حالة جديدة من عدم اليقين، ويجدد خطر اندلاع الحرب”.
وأضاف أن هناك إمكانية من أجل التوصل لاتفاق بشأن تجديد الهدنة وتوسيعها، داعيا جميع الأطراف إلى الالتزام ببنود توسيعها، بما في ذلك ما يتعلق بتشغيل ميناء الحديدة.
وتحدث غروندبرغ عن جهوده المكثفة منذ يوليو/تموز، للعمل على تمديد الهدنة، كما وأشار إلى تقديمه بداية الشهر، بعد اجتماعات مكثفة مع جميع الأطراف، اقتراحاً منقحاً حول توسيعها والبناء على عناصرها، وتحدث عن عدد من النقاط التي تمحور حولها اقتراحه، وكان من بينها تمديدها لستة أشهر إضافية وتوسيع عناصرها.
وشدد على أنّ مقترحه أخذ بعين الاعتبار طلبات جميع الأطراف وحاول الموازنة بينها، مبيناً أنّ تفاصيلها شملت “وقفاً مستمراً لجميع العمليات الهجومية، وتعزيز آلية التنسيق العسكرية كقناة لآلية خفض التصعيد والتنسيق، كما خلق آليات شفافة وفعالة لدفع أجور الموظفين المدنيين من رواتب وتقاعد، بالإضافة إلى فتح تدريجي للطرق في تعز والمحافظات الأخرى”.
وأوضح أن مقترحه يتضمن أيضاً زيادة عدد الرحلات من وإلى مطار صنعاء. بالإضافة إلى التدفق الدوري للوقود لمرافئ الحديدة، والالتزام بإطلاق المحتجزين بشكل فوري.
ولفت الانتباه إلى أنّ اقتراحه تضمن خلق إطار يتيح استئناف المفاوضات بشأن المسائل الاقتصادية، ووقف إطلاق نار دائم، واستئناف عملية سياسية تعود قيادتها لليمنيين وتشمل الجميع.
وأثنى المبعوث الأممي على “موقف الحكومة اليمنية وانخراطها بشكل إيجابي مع الاقتراح”، وقال إنه “يؤسفني أنّ أنصار الله قدموا طلبات إضافية لم نتمكن من تلبيتها”، مرحباً بالتزام الأطراف بضبط النفس، على الرغم من وجود مناوشات مدفعية في عدد من المناطق، من بينها في مناطق تعز والحديدة والدحل.
وأكد غروندبرغ أنه وعلى الرغم من عدم تمديد الهدنة، إلا أنّ الرحلات بين صنعاء وعمان استمرت، كما استمرت سفن الوقود بالدخول إلى مرافئ الحديدة، داعياً الأطراف لتثبيت الضمانات التي فُعلت في إطار الهدنة.
وقال إن الأطراف تقف أمام خيار للبناء على ما تم تحقيقه خلال الأشهر الستة والمضي نحو السلام، وهو ما يتوقعه منهم الشعب اليمني.
وعن جهوده منذ انتهاء الهدنة، أكد غروندبرغ على زيارات قام بها لعدد من دول الجوار، وعبر عن قناعته بأنّ هناك إمكانية متاحة لتمديد وتوسيع الهدنة.
من جهتها، ألقت مندوبة بريطانيا لدى الأمم المتحدة باربرا وودوارد، اللوم على الحوثيين ومطالبهم “المتطرفة” في عدم تمديد اتفاق الهدنة في اليمن.
من جهته، اتهم مندوب السعودية في الأمم المتحدة السفير عبد العزيز الواصل، الحوثيين بعرقلة تمديد الهدنة ومواصلة الحصار على المدن اليمنية.
وقال “بات واضحا لمجلس الأمن عدم اهتمام الحوثيين بمعاناة اليمنيين.. على المجتمع الدولي إعادة النظر بتصنيف الحوثي جماعة إرهابية”.
بدوره، حذر المندوب الصيني لدى الأمم المتحدة، تشانغ جيون، بحزم من العودة إلى الحرب.
وقال خلال كلمته في مجلس الأمن إن معظم اليمنيين كانوا يتوقعون تمديد الهدنة، لافتا إلى ضرورة ترك مساحة لبدء عملية سياسية شاملة.
وكان المبعوث الأممي لليمن هانز غروندبرغ أعلن، يوم الأحد الماضي، فشل التوصل إلى اتفاق على تمديد الهدنة الإنسانية التي انتهت في الثاني من الشهر الجاري.
وندد المبعوث الأمريكي لليمن، تيموثي ليندركينغ، بالموقف الحوثي من تمديد الهدنة، وقال إنهم تراجعوا عن كل الالتزامات، وقدموا طلبات غير معقولة ولا مقبولة في اللحظات الأخيرة.
وكانت الأطراف الدولية والإقليمية تعول على الهدنة لإيجاد وقف طويل الأمد للقتال والجلوس إلى طاولة المفاوضات بحثاً عن حل سياسي للنزاع المدمر المتواصل منذ 2014.
وانتهت الهدنة الإنسانية في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول الجاري بعد استمرارها ستة أشهر، بسبب رفض الحوثيين تجدد الهدنة وطالبوا برفع كلي للقيود المفروضة على موانئ الحديدة، ومطار صنعاء الدولي، وتمسكهم بضرورة دفع الحكومة لرواتب الموظفين في مناطق سيطرتهم ودفع المستحقات المتأخرة منذ سنوات، فضلا عن تقديم الحكومة التزاما مكتوبا باستمرار دفع تلك الرواتب حتى في حال انتهاء الهدنة.